تعيش مدينة الفنيدق منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، على وقع هدوء تام، دون وجود أي مؤشرات تدل على محاولات اقتحام جماعية مرتقبة لحدود سبتة المحتلة، على عكس ما كان يروج في الأيام الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والمخاوف التي أعربت عنها السلطات الإسبانية في سبتة.
ويُشار في هذا السياق، إلى أن ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، احتضنت يوم الخميس الأخير، اجتماعا أمنيا بحث سبل التنسيق بين الأجهزة الأمنية، من أجل التدخل في حالة إذا رُصدت أي محاولات للاقتراب من محيط سبتة من طرف المهاجرين، ويبدو أن هذا التنسيق الاستيباقي ساهم في وأد أي محاولات جديدة لتكرار أحداث 15 شتنبر.
وجاءت تحركات السلطات الأمنية في هذه الجهة الشمالية، بعد تردد إشاعات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، تُشجع وتحرض على تنظيم محاولات اقتحام جماعية جديدة لدخول مدينة سبتة، بعد إخفاق محاولات منتصف الشهر الجاري، لكن يتضح أن التحريض الجديد لم يلق أذنا صاغية.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الإسبانية في مدينة سبتة كانت قد شرعت في الاعداد لمواجهة أي اقتحامات جديدة للمدينة، حيث قامت بتحصين العديد من المنافذ وزيادة العناصر الأمنية، من أجل التنسيق مع القوات المغربية للتصدي للاقتحامات، بعدما أعربت حكومة سبتة عن مخاوف كبيرة من تكرار محاولات الاقتحام، وقد وجهت طلبا للسلطات المغربية بتقديم المساعدة في حالة حدوثها.
وكانت منطقة الفنيدق قد شهدت يومي 14 و 15 شتنبر الجاري، محاولات اقتحام جماعية لحوالي 3 آلاف شخص، لكن القوات العمومية المغربية، نجحت في التصدي لمحاولاتهم، ومنعتهم من الوصول إلى السياج الحدودي للمدينة.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى بايتاس، قد صرح يوم الخميس ما قبل الماضي، أنه تم تقديم 152 شخصا على العدالة بسبب التحريض على الهجرة غير القانونية نحو سبتة، واعتبر أن الذين حاولوا اقتحام سبتة، تعرضوا لـ”التحريض من طرف جهات غير معروفة، عبر استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لتبعئتهم”.
ونوه بايتاس في هذا الصدد، بما وصفه بـ”المهنية الكبيرة للقوات العمومية المغربية” التي تصدت لمحاولات الهجرة في احترام تام للضوابط القانونية، مشيرا إلى أن القوات المغربية حرصت على ضمان سلامة تلك الفئة من الشباب، وبالتالي لم يتم تسجيل أي حالة وفاة.
وقال بايتاس أن عدد الأشخاص الذين حاولوا تنظيم محاولات الهجرة الجماعية إلى سبتة، والتي تمكنت القوات العمومية المغربية من إفشال محاولاتهم، بلغ ما يناهز 3 آلاف شخص.