لم تشفع المبادرة الملكية لساكنة كريان سنطرال بالرفاه الموعود ، ولم تحقق لهم الرخاء المنشود ، حيث المعاناة الجمة جراء الإختلالات العميقة التي تطبع المجال والإنتكاسات المريرة التي أرخت بعتمتها القاتمة جراء تنصل مهندسي عملية الترحيل لكل الإلتزامات والوعود ، وعجز سلطات إقليم مديونة عن القيام بما ينهي مسلسل المعاناة اليومية ، زد عليه تفرج السلطات المركزية على مظاهر التهميش والإقصاء الذي اكتوت الساكنة بلهيبه المستعر .
أمام هذا الوضع أصبحت 14 آلاف أسرة بمجموع ما يناهز 70 ألف نسمة تعيش تحت مظاهر السيبة في غياب تام لهيبة الدولة المغربية ومؤسساتها ، إذ تحولت محطة الطاكسيات بالشطر 2 بدولة العمران إلى برلمان الشعب تسن فيه القوانين وتشرع فيه الأعراف على أيدي لجان شعبية مستقلة عن الدولة المغربية ، ربما تحوزت عن حكم ذاتي وتتهيأ للإعلان عن مشروعها الإنفصالي في انتظار اكتمال الترتيبات الضرورية وكسب تحالفات مساندة للمشروع الإنفصالي .
هذا البرلمان لدولة العمران التابع لقارة الهراويين لم يكلف ميزانية ولم ترصد له سيولة من الدرهم الذي يجيد السباحة والعوم ، بل هو برلمان في الهواء الطلق كراسيه هو الطروطوار ، يمارس أجود أساليب وأبجديات الديمقراطية على طراز الطالبانية والداعشية ، يشارك رعاياه المحرر من الدولة المركزية نقاشاتهم القانونية وبنود مسوداتهم العرفية ومشاريع الملتمسات والمصادقة على المراسيم والدوريات ويطلعون على البلاغات والبيانات المنبثقة من برلمان الهواء الطلق في جو مشحون بالتنابز والتراشق والمشاحنات وتبادل الضرب والإعتداءات بين نواب شعب العمران ، إنها أسمى تجليات الديمقراطية للمدينة الفاضلة التي تندثر فيها مظاهر العسكرة والمخزنة والتجدارميت ، شعب يحكم نفسه بنفسه بفضل برلمان منبثق من الشعب المحلي أعلن عن استغنائه عن دور العامل والباشا والوالي والوزراء مادام برلمان الطاكسي يقوم بالواجب : يفرض التسعيرة المناسبة ويختار الوجهة الملائمة يقرر أوقات العمل يفرض أيام العطل ويعلن ساعات الإضراب حسب الظروف والمستجدات . فهنيئا لشعب العمران وعاش برلمان الطاكسي.