نجح المنتخب المغربي في حسم لقب كأس أمم أفريقيا للمحليين، بعد فوزه على نيجيريا برباعية نظيفة في المباراة النهائية، التي جرت الأحد، ليحصد لقبه الأول لهذه المسابقة في تاريخه.
تألق المنتخب المغربي للمحليين، وسجل 4 أهداف، ليثبت جدارته بحصد اللقب الغالي، الذي أسعد جماهيره التي ساندته طوال البطولة. وتوج المنتخب المغربي، بلقب بطولة أفريقيا للمحليين لكرة القدم المقامة على ملاعبه للمرة الأولى في تاريخه.
وأبدى جمال السلامي، مدرب المنتخب المغربي المحلي، سعادته الكبيرة بعد الفوز على نيجيريا برباعية نظيفة، وحسم لقب كأس أمم أفريقيا للمحليين. وقال السلامي في تصريحات صحافية “أشكر الجهاز الفني الذي عمل معي، وأهنئ اللاعبين والمسيرين، ولا أنسى أيضا الجمهور المغربي، الذي يعود له الفضل في التتويج، وساهم كثيرا في اللقب، ثم والدتي التي أهديها هذا اللقب”.
وأكمل “قمنا بعمل كبير وجبّار، منذ عامين، الحمد لله أننا نجني ثمار هذا العمل، وجهودنا لم تذهب سدى، لذلك أنا سعيد بما حققناه”. وأشار إلى أن هذا التتويج يعدّ أيضا انتصارا للمدرب المغربي، الذي يعمل ويكد منذ سنوات.
وتابع “المنتخب النيجيري خلق لنا بعض المتاعب في البداية، ومع ذلك كنّا حاضرين على المستوى الهجومي، وخلقنا فرصا”. واختتم “الهدف الأول سجلناه جاء في وقت مناسب، الطرد الذي تعرّض له أحد لاعبي المنتخب النيجيري سهل علينا مهمتنا، ومنحنا مساحات للتسجيل، لذلك أعتبر أن فوزنا كان عن جدارة واستحقاق، بدليل النتيجة العريضة”. وقال السلامي، إن التتويج باللقب كان ثمرة مجهود سنة ونصف السنة، وهناك لاعبون سيلتحقون بالمنتخب الأول. وأكد السلامي خلال الندوة التي أعقبت تتويج المغرب باللقب الأفريقي “تظافر مجموعة من العوامل ساهمت في وصولنا للقب، والعمل الكبير الذي قمنا به كمجموعة منذ 18 شهرا أعطى ثماره”. وأضاف أن اللاعبين دخلوا المباراة بالثقة اللازمة لتحقيق الانتصار، لافتا إلى أن “المنافسة على لقب بطولة أفريقيا لم تكن سهلة”.
وأكد أن مدرب المنتخب المغربي الأول، الفرنسي هيرفي رونار، “تابع جميع اللاعبين، وهو يملك الخبرة والرؤية للاعب الذي سيحتاجه في كأس العالم”. وأوضح أن “هناك ثلاثة إلى أربعة لاعبين لهم حظوظهم للتواجد في مونديال روسيا”. من جهته، أقرّ مدرب المنتخب النيجيري، ساليسو يوسف، بارتكاب لاعبيه مجموعة من الأخطاء التي استغلها المنتخب المغربي بشكل جيد. وأضاف أن “مجموعة من اللاعبين غابوا بسبب الإصابة مما أثّر على الفريق”. وكان المنتخب السوداني قد فاز بالمركز الثالث والميدالية البرونزية بالتغلب على المنتخب الليبي بركلات الترجيح بنتيجة 4-2 بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما. وهذه هي النسخة الخامسة للبطولة، ويعدّ منتخب الكونغو الديمقراطية الأكثر تتويجا بهذا اللقب في مناسبتين عامي 2009 و2016.
مفاجأة حدراف
من المؤكد أن المنتخب النيجيري، كان ينتظر إشراك أشرف بن شرقي في الهجوم، لكن المدرب جمال السلامي، فاجأ مدرب نسور نيجيريا، عندما أدخل زكرياء حدراف، في التشكيلة الأساسية في جبهة الهجوم. حدراف الذي كان في أغلب المباريات احتياطيا، فعل ما شاء في الدفاع النيجيري، وسجل هدفين، وكان تألقه واضحا أيضا من خلال المستوى الذي قدمه، والذي أرهق به دفاع الخصم.
وأختير زكرياء حدراف، كأفضل لاعب في المباراة. وتألق حدراف، لاعب الرجاء البيضاوي بشكل كبير، وساهم في فوز المنتخب المغربي، وسجل هدفين في مرمى المنتخب النيجيري. وقال حدراف في تصريحات صحافية إنه سعيد باختياره أفضل لاعب في المباراة، مشيرا إلى أن حصوله على هذه الجائزة هو تتويج لمجهود كبير. وأكمل “أشعر بسعادة مضاعفة، بعد تتويج المنتخب المغربي باللقب الأفريقي، وكذلك حصولي على جائزة أفضل لاعب، أشكر جميع اللاعبين على المجهود الذي قدّموه، وكذا الجهاز الفني، كما أشكر الجمهور المغربي على دعمه ومساندته لنا”.
من ناحية أخرى سهّل الطرد الذي تعرض له بيتر إينغي موزيس، في الدقيقة 48، مهمة المنتخب المغربي، حيث ساعد النقص العددي الذي عانى منه المنتخب النيجيري مبكرا، في حسم المباراة، بدليل أن المنتخب المغربي سجل 3 أهداف أخرى، وضيّع جملة من الفرص، وعرف أصدقاء أيوب الكعبي كيف يستغلون هذا النقص العددي.
ورغم أن المنتخب النيجيري لديه إمكانيات كبيرة وقدّم مباريات جيدة، إلا أن المنتخب المغربي، لعب بخطة هجومية، وضغط من البداية، الأمر الذي أربك حسابات المنتخب النيجيري، وجعله يتراجع للوراء، ويرتكب أخطاء دفاعية، استغلها المنتخب المغربي جيدا. كذلك رغم أن المباراة جرت تحت أمطار غزيرة، إلا أن الحضور الجماهيري كان قويا ومؤثرا، حيث حفّز المنتخب على تقديم الأفضل وعدم التنازل عن اللقب، بدليل أن نجوم المغرب ومدربهم، قدّموا الشكر للجماهير المغربية، بعد الدور الذي قامت به طوال البطولة وخاصة في النهائي.
جدارة واستحقاق
من جانبه عبر أيوب الكعبي عن سعادته، بعد فوز منتخب المغرب بلقب كأس أمم أفريقيا للمحليين. وقال الكعبي “إنه لقب مستحق نظير ما قدمناه طوال المنافسة، كنا الأقوى والأفضل في جميع المستويات، كما أن الأرقام التي سجلناها تؤكد ذلك”.
وأوضح الكعبي أنه لم يكن مسموحا، ضياع اللقب، أمام الدعم الجماهيري الكبير، مشيرا إلى أن اللاعبين راهنوا على إبقاء الكأس في المغرب وإسعاد الأنصار.
وحول النهائي أمام نيجيريا، علق “كنّا نعرف أن الخصم سيلعب بطريقة دفاعية، لذلك ضغطا من البداية، المدرب جمال السلامي طالبنا بالصبر والتركيز أمام المرمى، خاصة أن النهائي يكون مختلفا عن بقية المباريات”. وبخصوص حصوله على جائزة هداف البطولة، قال الكعبي “سعيد بالرقم الذي حققته، سجلت 9 أهداف بمجهود جماعي شارك فيه الجميع، من جهاز فني ولاعبين وجمهور، الكل دعمني طوال البطولة”.
وبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس، برسالة تهنئة لأعضاء المنتخب المغربي. وقال الملك محمد السادس في رسالته “تتبعنا بكل ابتهاج واعتزاز، فوز المنتخب الوطني المغربي، عن جدارة واستحقاق، ببطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين لكرة القدم في نسختها الخامسة لسنة 2018”.