تعجز اليد عن الكتابة في هدا الموضوع ،ويتألم القلب وكل الجوارح لمجرد التذكر، ولايسعنا إلا أن نقدم تعازينا الحارة بعدما بخلت الدولة عن تقديمه ،وكنا نطمع ان يتم تنكيس الأعلام لثلاث أيام على الأقل خصوصا ان الحصيلة فاقت 23قتيلا
حادثة بوركون أظهرت زيف الاستثناء المغربي، وبينت العقلية المخزنية السلطوية، كنا نتمنى أن تعلن حالة الطوارئ في المدينة ،ويتم تجنيد الكل بما فيهم الجيش، فما فائدة الثكنات العسكرية المتناثرة في كل أرجاء المدينة، وما فائدة قوات التدخل السريع( السيمي ) ،او على الاقل ترك المواطنين يتصرفون فلولاهم لكان عدد الضحايا اكثر
المهمة كانت تقتدي السرعة والكم لرفع الأحجار يدويا، وليس الى جرافات تجرف الجثث والأحجار، أليس من العار أن نرمي الثقل كله على الوقاية المدنية ،ونحن نعرف أنها غير مجهزة إن لم نقل غير مؤهلة، جهاز الوقاية المدنية يتوفر فقط على الزي الرسمي، وبعض سيارات الاسعاف وبعض شاحنات إخماد الحرائق المحسوبة على رؤوس الاصابع، إضافة إلى بعض الأدوات التقليدية مثل المطرقة والمنشار. هذا ما ظهر وشاهده كل من حضر ونظر، أثناء متابعة عملية إنقاذ ضحايا فاجعة بوركون التي كانت تتم ببطء، وأحيانا كانت تتوقف لساعات الى حين التفكير في حلول، وكأننا نملك الوقت الكافي للتفكير، في وقت كانت ما تزال فيه بعض الأرواح تصارع الموت و تتواصل مع أسرها من تحت الأنقاض، رغم مرور أزيد من 48 ساعة على انهيار العمارات..
قد تدمع عينيك وأنت تشاهد الفيديوهات الكثيرة في النت التي اتفقت كلها عن الشجب والإدانة
ترك الضحايا يواجهون مصيرهم لوحدهم ،رغم النداءات المتكررة للضحايا لانقادهم ، عبر ربط لاتصال بأقاربهم ، خصوصا ان منهم من كان يطلب جرعة ماء ،وهدا حال الممثلة أمال صقر التي قضت عطشى في الحادثة هي ووالدتها بل إنها كانت تتنقل بين أرجاء الغرف المدفونة
ولكي يبرهن المخزن عن جدارته فقد اعتقل ابن صاحب العمارة المتسببة في انهيار العمارات الثلاث الدي كان يصلح محل تجاري في ملكيته والبناء الدي قام بنجر الدعامة الأساسية (طاحت الصومعة شد المؤدن) ،كنا نظن ان الجهاز الاعلامي بخير بما فيهم القنوات والاداعات وحتى بعض المواقع الالكترونية ،لكن عوض معالجة المشكل من جدره تفتقت عبقرية هده القنوات للعب على الهوامش لتغطية العجز الحاصل في التدخل ،كاللعب عن المساعدات التي قدمت للضحايا بما فيها الشقق المؤقتة ،ونقد تصريحات النهاري خصوصا اننا نعرف انه يريد ان يتكلم في كل شئ وانه لا يقصد الاساءة (اللسان مافيه عظم)
يوجد بين ما يقع في الدول الأجنبية، وما يقع في بلادنا فرق كبير وشاسع، لدرجة أنني أستحيي من اجراء المقارنة في هذا المجال. كنا نظن أن بلادنا تطورت، خصوصا بعد مجموعة من الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية التي عرفها المغرب، بيد أن أحداث 16 ماي الارهابية أظهرت نقاط ضعف كثيرة -للأسف الشديد- لم نستفد منها كثغرات وفراغات وجب ملؤها. ما تم تطويره منذ ذلك التاريخ الى حدود اليوم، هو الأجهزة الاستخبارتية والأجهزة الأمنية والعسكرية ” وشوف تشوف”!
سيمو وصيف
casablancapress@gmail.com