ويأتي ذلك بعد أن أظهرت التقديرات الأولية فوزه بحصوله على نسبة تتراوح بين 65 إلى 66 % من الأصوات، حسبما أفادت عدة وسائل إعلام فرنسية.
وفاز ماكرون (39 عاماً) بسهولة على زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، بعد منافسة مريرة تبارى فيها برنامجه الليبرالي المؤيد للاتحاد الأوروبي، ضد دعواتها لفرنسا لإغلاق حدودها والانسحاب من العملة الموحدة، اليورو.
وسيكون ماكرون أصغر رئيس فرنسي على الإطلاق، وأول رئيس يتم انتخابه بأغلبية خلال أكثر من قرن بدون دعم من حزب سياسي معترف به.
وانطلق مؤيدو ماكرون، الذين تجمعوا خارج متحف اللوفر وسط باريس، في هتافات سعيدة صاخبة، ولوحوا بالعلم الفرنسي، مع انتشار النبأ، بعد إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة الثامنة مساء (18:00 بتوقيت جرينتش).
وسرعان ما اعترفت لوبان بالانتصار، وقالت إنها اتصلت هاتفياً بماكرون لتهنئته.
وقالت لوبان لحشد من الناخبين شرقي باريس: “لقد اختار الفرنسيون رئيساً جديداً للجمهورية، وصوتوا لصالح الاستمرار”.
وأوضحت مع ذلك أنها ترى نفسها الآن زعيمة للمعارضة.
وقالت لوبان، التي انتقدت ماكرون باعتباره مؤيدا لـ”العولمة المتوحشة”، إن “الجولة الثانية أعادت تنظيم صفوف السياسة الفرنسية بصورة كبيرة حول الانقسام بين الوطنيين وأنصار العولمة في العالم”.
وأجرى الرئيس الفرنسي، المنتهية ولايته فرانسوا أولاند، اتصالاً هاتفياً، بالفائز في انتخابات الرئاسة الفرنسية ماكرون، وهنأه بحرارة بنجاحه الانتخابي، بحسب ما أعلن قصر الإليزيه في بيان.
وقال أولاند: “الفوز الكبير يؤكد أن أغلبية كبيرة جداً من مواطنينا يرغبون في الالتفاف حول قيم الجمهورية، والتزامهم بالاتحاد الأوروبي، وكذلك انفتاح فرنسا على العالم”.
وجاء الترحيب أيضاً من أوروبا، حيث كان ينظر إلى شعبية لوبان المتزايدة على مدى الأشهر الأخيرة باعتبارها أمراً يستدعي الحذر.
وهنأ رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، الرئيس المنتخب إيمانويل ماكرون لفوزه في انتخابات الرئاسة الفرنسية في خطاب عبر موقع تويتر.
وقال توسك عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “تهانينا للشعب الفرنسي لاختيار الحرية والمساواة والأخوة على حساب طغيان الأخبار الزائفة”.
وكتب: “أنا سعيد باختيار الفرنسيين مستقبلاً أوروبي”.
وهنأ المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، شتيفن زايبرت، إيمانويل ماكرون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وكتب زايبرت على تويتر مساء الأحد، مخاطباً ماكرون: “فوزكم هو انتصار لأوروبا القوية الموحدة وللصداقة الألمانية الفرنسية”.
وشهد أمس الأول الجمعة هجوماً إلكترونياً، أدى إلى نشر العديد من الوثائق الخاصة بالعاملين في حملة إمانويل ماكرون على مواقع بالشبكة، وقبل يوم واحد من عقد الجولة النهائية للانتخابات.
وانتقدت حركة ماكرون “إلى الأمام” الهجوم “العنيف والمنظم” على حملة ماكرون، ووصفته بأنه يهدف إلى زعزعة الديمقراطية.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) بأن محققي الادعاء العام أطلقوا تحقيقاً في الواقعة.
ويواجه ماكرون الآن تحدياً لتحقق حركة “إلى الأمام”، التي أسسها منذ عام، الفوز بأغلبية في الانتخابات البرلمانية المقبلة.