أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، أمس، مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متهمة إياه بالمسؤولية عن جرائم حرب ارتُكبت في أوكرانيا، فيما اعتبرت موسكو أن القرار لا معنى له بالنسبة لروسيا، وأكدت أنها لا تتعاون مع هذه الهيئة وليست طرفاً في نظام روما الأساسي للمحكمة.
وقالت المحكمة في بيان إن الدائرة التمهيدية الثانية أصدرت مذكرتي توقيف بحق شخصين في إطار الوضع في أوكرانيا، هما فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين، وماريا أليكسييفنا لفوفا بيلوفا، وهي المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل في روسيا.
ودعت المحكمة الجنائية الدولية في مذكرتها الأولى بحق أوكرانيا إلى اعتقال بوتين لـ«الاشتباه في قيامه بترحيل غير قانوني لأطفال، ونقل غير قانوني للأشخاص من أراضي أوكرانيا إلى الاتحاد الروسي»، كما أصدرت مذكرة ثانية بشكل منفصل بحق ماريا بيلوفا بالتهم نفسها.
في المقابل، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق بوتين لا معنى له بالنسبة لروسيا.
وقالت زاخاروفا على حسابها في «تيلغرام»: «قرارات المحكمة الجنائية الدولية لا معنى لها بالنسبة لبلدنا، بما في ذلك من وجهة نظر قانونية».
وتابعت: «روسيا ليست طرفاً في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ولا تتحمل أي التزامات بموجبه.. لا تتعاون روسيا مع هذه الهيئة، وستكون المذكرات المحتملة للاعتقال الصادرة عن محكمة العدل الدولية باطلة من الناحية القانونية بالنسبة لنا».
إلى ذلك، أعلنت موسكو، أمس، أن الغواصات النووية التابعة للبحرية الروسية ستقوم بإطلاق صواريخ باليستية لأغراض الاختبار، فيما توعد «الكرملين» بتدمير المقاتلات التي سترسلها بولندا وسلوفاكيا إلى أوكرانيا.
وقال القائد العام للبحرية الروسية الأدميرال نيكولاي إيفمينوف في مقابلة مع صحيفة «كراسنايا زفيزدا» عشية «يوم إبحار الغواصة»: «قبل خمس سنوات أطلقت يوري دولجوروكي، أول غواصة صاروخية استراتيجية لمشروع يوري، بنجاح وابلاً من أربعة صواريخ بولافا الباليستية، وفي المستقبل سنقوم أيضاً بإطلاق صواريخ باليستية لأغراض الاختبار عند الحاجة. الغواصات مستعدة لأداء مثل هذه المهام».
وفي عام 1990، خلال التدريبات السوفيتية في بحر بارنتس، أطلقت غواصة نووية تابعة للأسطول الشمالي 16 صاروخاً باليستياً على موقع التجارب، وهذا سجل غير مسبوق لأسطول الغواصات المحلي.
ووفقاً للأدميرال، كان على الأسطول في ذلك الوقت إثبات فاعلية المكون البحري للثالوث النووي، وقال إيفمينوف: «اليوم لسنا بحاجة إلى إثبات أي شيء لأي شخص». وأضاف إيفمينوف: «تدريبات البحرية الروسية في القطب الشمالي ستستمر، وسيتم إجراء التدريبات في منطقة القطب الشمالي بمشاركة الغواصات والقوات البحرية الأخرى، وسنعمل على صعود الغواصات في المناطق القطبية، وعمليات الإنقاذ باستخدام الطيران البحري، والتقنية العسكرية والتجارب العلمية». وأشار إلى أن القطب الشمالي هو أحد المسارح الرئيسة للغواصات الروسية، مضيفاً: «ليست منطقة مناخية فحسب، بل لاتزال أيضاً ساحة تدريب ومنزل. اليوم تعد الملاحة تحت الجليد، واستخدام الأسلحة في الجليد فن رائع يتقنه أطقم الغواصات في عدد محدود جداً من البلدان، ونحن الأفضل بينهم».
وأشار إلى أن البحرية الروسية تعتزم تزويد غواصاتها بأسلحة حديثة تفوق سرعة الصوت، لافتاً إلى أن هناك حالياً 10 أنواع من الغواصات في الخدمة. إلى ذلك، توعّد «الكرملين»، أمس، بأن المقاتلات التي سترسلها بولندا وسلوفاكيا إلى أوكرانيا ستُدمَّر، مشدداً على أن شحنات الأسلحة الغربية لكييف لن تغيّر أهداف روسيا العسكرية. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «لن يغيّر توفير هذه المعدات العسكرية كما سبق أن قلنا نتيجة العملية العسكرية الخاصة. ستُدمَّر كل هذه المعدات».
وجاءت تصريحات «الكرملين» بعدما وافقت الحكومة السلوفاكية، أمس، على خطة لمنح أوكرانيا أسطولها من الطائرات المقاتلة «ميغ-29» التي تعود إلى الحقبة السوفييتية. وجعل هذا القرار سلوفاكيا ثاني دولة عضو في «الناتو» توافق على تلبية نداءات الحكومة الأوكرانية المستمرة للطائرات الحربية للمساعدة في الدفاع ضد القوات الروسية، حيث أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا، أول من أمس، أن بلاده ستمنح أوكرانيا نحو 12 طائرة مقاتلة من طراز «ميغ 29».