طالبت مجموعات مختلفة من روابط الأولتراس الألمانية بعدم إقامة بطولة كأس أمم أوروبا “يورو2020” المرتقبة في ألمانيا، وإلغاء ما تبقى من منافسات الموسم الحالي طالما كان ذلك ضروريا بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، كما دعت اللاعبين والمسؤولين إلى التخلي عن جزء من رواتبهم للتخفيف من التداعيات الاقتصادية للأزمة.
من ناحية أخرى، قد يمثل تأجيل بطولة أمم أوروبا لكرة القدم المقرر انطلاقها بين 12 يونيو و12 يوليوز رغم ما سيسببه ذلك من خسائر بعشرات الملايين، هو الحل الأنجع للسماح باستكمال الدوريات الكبرى وبطولات الأندية الأوروبية المتوقفة حالياً بسبب فيروس كورونا، لكي لا ينتهي الحال بخسائر بالمليارات.
أكد ذلك الاقتصادي المتخصص في صناعة الرياضة ماركو بيينازو الذي أشار إلى أن تأجيل انطلاق بطولة أمم أوروبا، سيتسبب في “ضرر نسبي” لأنه لن يمس بعقود الرعاة أو حقوق البث التلفزيوني.
واعتبر أن عدم اختتام مسابقات الدوريات والكؤوس الأوروبية، المتوقفة في الوقت الحالي حتى موعد لم يتحدد بعد بسبب انتشار فيروس كورونا سيتسبب في خسائر ضخمة، علماً بأن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” دعا لاجتماع الثلاثاء لبحث الوضع والاستماع لمقترحات الاتحادات الأعضاء.
وقال الكاتب والصحافي في أكبر صحيفة اقتصادية في ايطاليا (LL Sole 24 Ore)، بيينازو، إن “تأجيل أمم أوروبا لمدة عام قد يخلق ضرراً اقتصادياً، ولكننا نتحدث عن عشرات الملايين من اليورو، لأن عقود الرعاة يمكن ببساطة تأجيلها لمدة عام إنها مبالغ كبيرة، ولكن يمكن تجاوزها. وستكون هناك خسائر اقتصادية نسبية للغاية بالنسبة للدول التي ستستضيف البطولة”.
وأضاف “إنها بطولة ستُلعب في ملاعب قائمة بالفعل، وأعمال التحسين التي جرت في تلك الملاعب ستفيد الأندية والمواطنين في تلك البلدان. لا استطيع أن اتفهم الخسائر الاقتصادية التي قد تنجم ولا يمكن تجاوزها من تأجيل أمم أوروبا لمدة عام”.
وتتفق قيادات كرة القدم الإيطالية مع هذا الرأي مثل رئيس اتحاد كرة القدم جابرييلي جرافينا الذي أكد الأحد أنه لن تكون هناك “بدائل” سوى تأجيل أمم أوروبا.
واعتبر بييزانو أن عدم اختتام الدوريات الأوروبية وبخاصة دوري الأبطال الذي يحقق سنويا عوائد بقيمة ثلاثة مليارات يورو، بدخول صافية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” بقيمة 300 مليون يورو، سيكون له تداعيات اقتصادية مأساوية على منظومة كرة القدم.
وقال الخبير الايطالي “سيكون عدم اختتام دوري الابطال أسوأ من عدم إقامة أمم أوروبا وتأجيلها إلى موعد آخر”، مشيراً إلى أن عدم اختتام بطولة الدوري الايطالي سيؤدي لخسائر تتجاوز المليار يورو.
وتواجه منظومة كرة القدم في إيطاليا مشاكل خطيرة مرتبطة بحقوق البث التلفزيوني التي تبلغ 1.4 مليار يورو سنويا، فضلا عن حقوق رعاية بقيمة 600 مليون يورو، وخسائر بنحو 150 مليون يورو من التذاكر.
وستقام بطولة أمم أوروبا 2020 في 12 دولة مختلفة، ما سيتسبب في انتقالات كبيرة للجماهير في أوروبا التي تعلن حاليا حالة الطوارئ بسبب فيروس كورونا.
(
وقال بيينازو “أعتقد أنه لا يمكن التفكير بأنه ستكون هناك انتقالات للجماهير في 12 دولة أوروبية في يونيو(حزيران). قد يكون ذلك خطأ استراتيجياً كبيراً في هذه اللحظة. إذا تم التأجيل، ستكون الأضرار نسبية للغاية وقد يستطيع “يويفا” حلها. العقود مع الرعاة كل أربع سنوات في العادة، وتنص على أنه قد يتم تأجيلها لمدة عام”.
وسيتم مناقشة هذه الموضوعات في اجتماع يويفا مع أعضائه الثلاثاء عبر الفيديوكونفرانس والذي سيتم اتخاذ قرار فيه بشأن مستقبل دوري الأبطال والدوري الأوروبي وبخاصة أمم أوروبا في يونيو، التي أصبح إقامتها في موعدها المحدد، في مهب الريح.