شهادات صادمة جهر بها سجناء مفرج عنهم ،حول التعذيب وخروقات طالتهم بسجن عكاشة بالدارالبيضاء، تتطلب تحركا من مديرية السجون لكشف حقيقة ما يقع خلف أسوار هذا السجن.
طالب سجناء سابقين، في شكاية وجهوها للمندوب السامي لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بإيفاد لجنة تحقيق لسجن عكاشة.
وكشف السجناء المفرج عنهم، أن سجن عكاشة يعيش على صفيح ساخن بعد تجاوزات من موظفين ورئيس معقل ، إضافة إلى إدارة السجن التي لم تتخذ بعد “الإجراءات اللازمة لتجنب دخول وباء ‘فيروس كورونا’ إلى السجن،حيث الزنازن مكتظة عن آخرها بمعدل 28 نزيلا في كل غرفة، وخصوصا الأجنحة 2 و3 و4، حيث أن مجموع النزلاء في الجناحين 3 و 4 يبلع 2400 نزيلا في الجناح الواحد ، مما قد يحول سجن عكاشة إلى أكبر بؤرة لانتشار فيروس كورونا المستجد ، كما المادة 114 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أكدت أن فضاءات الاعتقال يجب أن تستجيب لمتطلبات الصحة، والنظافة مع الأخذ بعين الاعتبار نوع المناخ، والحيز الهوائي، والمساحة الدنيا المخصصة لكل معتقل، والتدفئة، والإنارة، والتهوية…
وأجمعت شهادات سجناء سابقين بسجن عكاشة ،أن الغرفة الواحدة تضم ثماني أسرة ،وكل سرير يخص نزيلين ، أما 12 نزيلا الباقين يفترشون الأرض ، وملتصقين فيما بينهم ،مما يترك مجالا لتناقل الأمراض والعدوى.
وكشف السجناء ،أنه يجري ابتزاز السجناء بطرق مكشوفة من إدارة السجن ورئيس المعقل ،إذ يجري التصرف في الوجبات التي يجري تقديمها إلى السجناء ، منها عدم جودة احترام الحصص المقدمة من حيث الوزن، والانتظام وعدم جودة المواد التي يحضر بها الغذاء للسجناء ، ويتعلق الأمر باللحوم، أو الخضر، والقطاني، كما أن الموظفون يتناولون وجبات الغذاء المخصصة للنزلاء ،بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار في الدكان الموجود داخل السجن، مقارنة بأماكن البيع العمومية .
رغم ان منع القفة كان ناجحا في منع تسريب المخدرات إلى داخل السجن إلا أنه لم ينجح في كبح أساليب ابتزاز رئيس المعقل للسجناء.
وأوضحت الشكاية أن التطبيب شبه منعدم ويستحيل إخراج السجين للعلاج خارج الأسوار، بدعوى الحفاظ على أمن المؤسسة وقلة الموظفين ، و حشر السجناء المصابين بأمراض مزمنة أو معدية مع باقي السجناء في زنازن مشتركة دون مراعاة الأخطار الصحية، مما ترك مجالا واسعا لإنتشار الأمراض والعدوى بين النزلاء كالحكة والزكام ، نتج عن ذلك وفاة أزيد من 40 نزيلا في الأشهر الأخيرة.
أما بخصوص النظافة داخل سجن عكاشة ، فحدث ولا حرج ،حيث الأجنحة 3 و4 كلها متسخة من الطابق السفلي إلى الطابق الرابع ، ناهيك عن الأزبال والقاذورات والقطط والصراصير التي تصول وتجول على عينك يابنعدي أمام أعين الموظفين ورؤساء الأحياء. ، مما حول سجن عكاشة من زنازين، وغرف، وممرات، ومساحات، ومرافق صحية، إلى فضاءات لا تتوفر على الحد الأدنى من النظافة، ما يزيد المتاعب النفسية والصحية للنزلاء.
كما أن شكاية السجناء السابقين، تؤكد أن رئيس المعقل حول سجن عكاشة لثكنة عسكرية ، يسيرها حسب هواه ، وكل الموظفين اللذين عصوا أمره يتعرضون لضغوطات ، أما النزلاء الرافضين لسوء المعاملة يتخذ في حقهم إجراءات عقابية ، وممارسات لا أخلاقية، لإدلالهم والمس بكرامتهم، من خلال تعريتهم من كل الملابس، بدريعة أنهم يقومون بالتفتيش، كما وصلت تلك التفتيشات، حسب المصادر نفسها، إلى رمي أغطيتهم في السرداب فوق البول والماء المتسخ ،ورمي الملابس والأطعمة خارج الزنازن في مشهد بعيد يضرب القانوني الدولي لحقوق الإنسان عرض الحائط.
وطالب المشتكون، المندوب السامي لإدارة السجون، بإيفاد لجنة للتحقيق للوقوف على الخروقات التي يعرفها سجن عكاشة بالدارالبيضاء، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حتى لا تتكرر مثل هذه التجاوزات المتمثلة في خرق القوانين المنظمة للسجون.