توافد معظم الزوار الراغبين في رؤية الحيوانات البرية الكبيرة في أفريقيا جوا قادمين من أماكن بعيدة، لكن جائحة فيروس كورونا المستجد التي أدت لتوقف الرحلات الجوية وفرض إجراءات العزل العام في أنحاء العالم وضعت حداً لرحلات السفاري الأفريقية الأسطورية.
لكن بالنسبة لشركة وايلد إيرث الجنوب أفريقية، التي تنقل رحلات السفاري إلى غرف المعيشة عبر كاميرات يضعها المرشدون بسيارات بسقف مفتوح ويتجولون بها، فإنه وقت لازدهار أعمالها.
وقال مؤسس الشركة جراهام والنجتون: “شهدنا زيادة كبيرة في نسبة متابعة البث المباشر لرحلات السفاري التي نقوم بها … زيادة بخمسة أمثال في أول أسبوعين من مارس”.
وأضاف والنغتون أن البث المباشر لرحلات السفاري يجذب ما يصل إلى ثلاثة ملايين مشاهد في الشهر ويجذب بث رحلة افتراضية منفردة ما يصل إلى 200 ألف مشاهد عند ذروة المشاهدة.
ولمرتين يومياً، يمكن للمشاهدين رؤية أي حيوانات يجدها المرشدون وهم يتجولون في أنحاء محميات الحيوانات البرية. وصور المرشدون مقاطع فيديو من 200 موقع في أنحاء شرق وجنوب أفريقيا منذ تأسيس الشركة في عام 2006.
وهناك كاميرا تعمل طوال اليوم مثبتة عند بركة ماء في محمية دجوما في دولة جنوب أفريقيا تعرض أيضاً لقطات حية لأي حيوان يقترب ليشرب.
ومن أبرز ما التقطته الكاميرات قطيع من الثعالب وكلاب برية أفريقية تتصارع على جيفة أحد ظباء الكودو وفهد صغير يقفز من شجرة وأم من فهود الشيتا تلعب مع صغارها ولقطات عن قرب لأفيال وأفراس نهر وقردة البابون وزرافات.
ومشاهدة اللقطات مجاني. وقال والنجتون إن وايلد إيرث تحقق إيراداتها من بيع مقاطع فيديو مميزة لجهات بث وبيع سلع وتقديم عدد صغير من الإعلانات. وأحجم عن تحديد حجم العائدات. وقال إن الأزمة وفرت “فرصة حقيقية للناس للحصول على المال بتقديم خبرات افتراضية”.
ومن وجهة نظر تتعلق بالبيئة، فإنها تخفض أيضاً انبعاثات الكربون الناجمة عن الرحلات الجوية مما قد يساعد المناطق الشهيرة، مثل منطقة سيرينجيتي بشرق أفريقيا، على التعافي من السياحة الزائدة عن الحد. وقال “لو كانت مهمتنا هي إحضار المزيد والمزيد من السياح فقط لدمرنا الشيء الذي نريد إنقاذه”.
وتعتزم الشركة توفير جولات خاصة مدفوعة مع المرشدين العاطلين حالياً عن العمل عبر اتصال بالفيديو من خلال تطبيق زوم خلال الاسابيع المقبلة.