“”بيان هام.. أعلن أنني أنا الإمام المهدي المنتظر (محمد بن عبد الله) الذي جاءت به النبوءات” مطالبًا المسلمين في كل بقاع الأرض سنة وشيعة بـ”مبايعته”. هكذا ادعى محمد عبد الله نصر، المعروف باسم الشيخ “ميزو”، والذي كان الخطيب الشهير للمتظاهرين الذين خرجوا ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي في 30 يونيو/ حزيران 2013.
ويؤمن المسلمون بأن المهدي المنتظر، يظهر آخر الزمان، ليكون حاكمًا عادلاً ينتهي الظلم والفساد في عهده من على وجه الأرض، وينشر الدين الإسلامي الصحيح، ويحارب أعداءه.
وروي عن النبي محمد بن عبد الله (خاتم المرسلين) قوله: “(لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا، وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا)”.
وذكر ميزو في تدوينته التي نشرها عبر صفحته الشخصية بـ”فيسبوك”، مساء الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أنه يدعو العالم الإسلامي لمبايعته قائلاً “جئت لأملأ الأرض عدلاً وأدعو السنة والشيعة وشعوب الأرض قاطبة لمبايعتي وذلك مصداقاً للحديث القائل عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي – أَوْ: مِنْ أَهْلِ بَيْتِي – يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْم أَبِي، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا، وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ) وصححه الألباني في “صحيح أبي داود””.
وعن سبب إطلاق تلك الدعوة، قال “ميزو”، إن من يؤمن بوجود المهدي المنتظر هو الآن أمام خيارين لا ثالث لهما، الأول أن يعترف بي بأني المهدي المنتظر وأنا اسمي متوافق مع الاسم الذي تحدث عنه التراث الإسلامي، أو أن يختار الطريق الثاني وإمعان العقل في رفض تلك الخرافات الموجودة في كتب التراث التي خلقت أجيالاً من التخلف والتطرف.
وأكد الشيخ ميزو في تصريحات خاصة لـ”هافينغتون بوست عربي”، أن تلك العقائد مدسوسة على الإسلام، وفكرة انتظار المخلص هي خرافة جاءت في جميع العقائد الموجودة الآن على الأرض من ديانات سماوية ثلاث إلى ديانات موضوعة مثل البوذية وغيرها الكثير، وهذا دليل على أنها خرافات، ويجب من القائمين على مؤسسة الأزهر ألا يصابوا بالازدواجية، وليعترفوا بي كمهدي منتظر أو يعترفوا بكذب تلك الأحاديث التي جاءت في البخاري ومسلم.
أتعرض لتهديدات بالقتل
وأوضح أنه ليس باحثاً عن الشهرة، وقال “أنا حققت الشهرة التي يبحث عنها الجميع عندما كنت خطيباً لأعظم ثورة في مصر في إشارة إلى تظاهرات 30 يونيو/حزيران، وسافرت إلى 4 دول أوروبية وألقيت محاضرات بها، وأطلقت علي جريدة الـ”لوموند” مارتن لوثر الإسلام، نتيجة آرائي المستنيرة”.
وزعم ميزو تعرضه لتهديدات بالقتل بعد كتابته التدوينة الأخيرة، وكذلك تم تقديم عدد من البلاغات ضده، وتساءل هل تلك العواقب تستدعي أن أتحملها من أجل شهرة؟، مؤكداً أنه صاحب رسالة وقضية لتنقية التراث الإسلامي وأنا هنا أسير على درب الأنبياء والرسل الذين تعرضوا للاضطهاد والتنكيل عندما جاؤوا بما يخالف موروث العامة من البشر.
ونوه إلى أنه خريج كلية أصول الدين قسم الدعوة والثقافة الإسلامية، لا يعمل في وزارة الأوقاف، وهو الآن باحث في التراث الديني ويستخدم الشبكات الاجتماعية لعرض أفكاره، ويعمل على إعداد “مشروع متكامل لتجديد الخطاب الديني وتنقية التراث من المخزون الفكري المنتج للتطرف في العالم، وذلك تنفيذاً لطلب الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطاباته بهذا الأمر”، وحمل في نهاية حديثه مسئولية تعرضه للسجن إلى مجلس النواب المصري الذي يتلكأ في تعديل قانون “ازدراء الأديان”، والعمل من خلال التعديل على التفرقة بين حرية الرأي وفكرة الازدراء.
وحديث نصر عن كونه “المهدي المنتظر” أثار ردود فعل واسعة في مصر، ما بين الاستنكار والتنديد والسخرية؛ حيث دشن مستخدمو موقع “تويتر” هاشتاغ (وسم) #المهدي_المنتظر تنوعت التغريدات عليه ما بين الهجوم الحاد، والسخرية منه.
ولم يتوقف الأمر، عند هذا الحد؛ حيث تقدم المحامي المعروف، سمير صبري، عقب ادعاءات “نصر”، ببلاغ لنيابة أمن الدولة العليا، ضده للمطالبة بالتحقيق معه في ادعائه بأنه “المهدى المنتظر”.
ووفق مواقع إخبارية محلية، طالب “صبري”، في البلاغ، بإحالة “الشيخ ميزو”، للمحاكمة العاجلة؛ لاتهامه بارتكاب جريمتي “النصب وازدراء الأديان”، اللتين يعاقب عليهما القانون المصري.
ومحمد عبد الله نصر، المعروف باسم “الشيخ ميزو”، درس بالأزهر الشريف، وأثار الجدل كثيراً بموافقه وآرائه.
ظهر لأول مرة إبان ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، عندما هاجم جماعة الإخوان المسلمين بميدان التحرير (وسط القاهرة)، ومنذ ذلك الحين أصبح ضيفًا دائمًا على المواقع الإخبارية والمحطات التلفزيونية المعارضة للإسلاميين في مصر.
ومنذ تلك الثورة، يتفاعل “نصر”، مع التوجهات اليسارية، وخاصة تلك المعارضة لحكم جماعة الإخوان في مصر.
ولـ”الشيخ ميزو”، فتاوى مثيرة للجدل، من بينها أن “الرقص الشرقي ليس حرامًا، والحجاب ليس من السنة الإسلامية، ونكرانه عذاب القبر، وقوله إن نكاح غير المتزوجين ليس زنا”.
كما سخر في وقت سابق من كتاب صحيح البخاري، الذي يعد المرجعية الأولى للمسلمين في الأحاديث النبوية.