وفاة الرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو عن عمر ناهز 90 عاماً

الجريدة نت26 نوفمبر 2016
وفاة الرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو عن عمر ناهز 90 عاماً

توفي الرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو عن عمر يناهز الـ 90 عاماً بعد صراع مع المرض. وقد جاء إعلان الوفاة على لسان شقيقه راؤول، الذي قال عبر التلفزيون الوطني: “توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية وسيحرق الجثمان السبت”.
هذا وأعلنت كوبا الحداد الرسمي لمدة 9 أيام وتم تحديد الـ 4 من كانون الأول موعداً لمراسم الجنازة.
حكم كاسترو كوبا، منذ أن انتزع “الثوار” السلطة العام 1959 وأسقطوا حكم الديكتاتور باتيستا، بقبضة قوية وكاريزما طاغية فأقام دولة الحزب الواحد وأصبح أكثر من مجرد رئيس للبلاد، فكان شوكة في حلق الولايات المتحدة، حتى صورته واشنطن وحلفاؤها بالـ “شيطان”.
هذا وتمكن، بعد أن أطاح بالنظام الرأسمالي في كوبا، من كسب قلوب الفقراء بعد أن جعل التعليم والعلاج في متناولهم، مما مهد له الطريق لشعبية غير مسبوقة امتدت إلى دول أخرى، إلا أنه اكتسب ايضاً الكثير من الأعداء معظمهم من الكوبيين المنفيين إلى أميركا والفارين من حكمه إذ كانوا يرونه “طاغية ظالماً”.
اشتهر كاسترو بخطاباته الطويلة المفعمة بالوعيد، والخطابة النارية التي توجه سهامها في الغالب إلى الولايات المتحدة، التي لا تبعد عن شواطئ كوبا سوى 90 ميلا والتي لم توفر جهداً لاسقاطه إلا أنها فشلت في ذلك.
في العام 1961 تصدى نظام كاسترو لغزو دعمته الاستخبارات الأميركية في خليج الخنازير، كما نجا من عدد كبير من محاولات الاغتيال تجاوز الـ 600 محاولة ما أدخله موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية العام 2011. هذا وتنوعت وسائل محاولات قتله من “استخدام القناصة مرورا بالمتفجرات وسيجارة مسممة إلى العبوة الناسفة التي وضعت داخل كرة بيسبول”.
ساعد تحالف كاسترو مع الاتحاد السوفيتي السابق في إثارة أزمة الصواريخ الكوبية العام 1962، وهي مواجهة مع الولايات المتحدة استمرت 13 يوما وجعلت العالم أقرب ما يكون لنشوب حرب نووية.
اشتهر الزعيم الكوبي السابق بارتداء الزي العسكري وتدخين السيجار لسنوات طويلة من وجوده في السلطة.
وفي نهاية المطاف لم تكن محاولات واشنطن ولا الكوبيين المنفيين ولا انهيار الشيوعية السوفيتية وراء نهاية حكم كاسترو، بل المرض الذي أجبره على التنازل عن السلطة لشقيقه الأصغر راؤول مؤقتا في العام 2006 ثم نهائيا بعد ذلك.
ورغم تمجيد راؤول الدائم لشقيقه الأكبر، فإنه بدّل شكل كوبا منذ توليه السلطة وأجرى إصلاحات اقتصادية على غرار نظام السوق، واتفق مع الولايات المتحدة في كانون الأول العام 2014 على إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية وإنهاء عقود العداوة.
هذا وعاصر كاسترو زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لكوبا هذا العام، وكانت هذه أول زيارة يقوم بها رئيس أميركي لكوبا منذ 1928.
وفي سنواته الأخيرة لم يعد كاسترو يتولى أي منصب زعامة، وكان يكتب مقالات رأي في الصحف تتناول الشؤون الدولية ويلتقي بالزعماء الأجانب من حين لآخر، لكنه كان يعيش في شبه عزلة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.