بعد الهدنة.. دعوات عربية ودولية للحوار والمصالحة في السودان

الجريدة نت18 أبريل 2023
بعد الهدنة.. دعوات عربية ودولية للحوار والمصالحة في السودان
أحمد إسكندر

وافق قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلوا، في وقت سابق، الثلاثاء، على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة اعتباراً من مساء الثلاثاء بعد اشتباكات دامية بين الطرفين تبادل خلال الجيش وقوات الدعم السريع معارك الكر والفر في مناطق مختلفة من السودان.
وبعد الإعلان عن الهدنة القصيرة توالت الدعوات العربية والدولية لطرفي النزاع بالتهدئة والمصالحة وتغليب لغة الحوار تجنباً لإراقة المزيد من الدماء.
من جانبها أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، عن ترحيبها بعقد هدنة إنسانية في السودان لمدة 24 ساعة اعتباراً من الساعة السادسة مساء الثلاثاء، وذلك لضمان المرور الآمن للمدنيين والبعثات الدبلوماسية وإجلاء الجرحى والعالقين.
وأشاد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، بموافقة الأطراف على الهدنة ودعا إلى بذل كامل الجهود للتوصل إلى اتفاق للوقف الفوري لاطلاق النار، والامتناع عن التصعيد وحماية المدنيين والبعثات الدبلوماسية بالإضافة إلى السماح بإيصال المساعدات الإنسانية، حسب بيان للمنظمة على موقعها الإلكتروني.
وبحسب بيان المنظمة التي مقرها مدينة جدة السعودية، شجع الأمين العام أيضاً الأطراف على التوصل لهدنة أطول وذلك مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك وهو شعيرة إسلامية مقدسة، مرتبطة بالسلام والتسامح.
وأكد الأمين العام استعداد منظمة التعاون الإسلامي لتسخير كافة إمكانياتها لدعم الجهود الإنسانية واستئناف الحوار بين الأطراف السودانية.
وبحث وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الثلاثاء، مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس تطورات الوضع في السودان.
جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه الوزير شكري اليوم من وزير خارجية اليونان، وفق المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد.
وقال المتحدث في بيان صحفي إن الاتصال شهد “تأكيد الطرفين خطورة الوضع الراهن في السودان، وضرورة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار على وجه السرعة”.
وبحسب الييان اتفق الجانبان على “أهمية التعامل مع النزاع القائم باعتباره شأن داخلي، وضرورة عدم تدخل أية أطراف خارجية بشكل يعيق جهود احتواء الأزمة”.
وأكدت دولة قطر، الثلاثاء، حرصها الشديد على الوقف السريع والفوري لإطلاق النار في السودان، مشددةً على ضرورة الجنوح للحل السلمي والحوار، ودعم الجهود الإقليمية والدولية وكل ما من شأنه تسريع وقف إطلاق النار، وحل الأزمة هناك.
جاء ذلك في تصريح لمستشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية ماجد الأنصاري، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية،أن دولة قطر تدعم كل جهد يمكّن الأطراف المتصارعة من وقف إطلاق النار، والعودة إلى الحوار، سواء من الجامعة العربية أو الاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة والأطراف الدولية، لافتاً إلى أن الاتصالات القطرية مستمرة، والتواصل مباشر مع أطراف النزاع.
وأشار إلى أن الأزمة سودانية – سودانية، وحلها سيكون سودانياً، وأن ما تقوم به الأطراف الخارجية هو تقديم العون، واقتراح الحلول الدبلوماسية المناسبة.
واستعرض جهود دولة قطر في هذه الأزمة، بداية من اتصالات رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، لمناقشة آخر التطورات هناك، وبيان دولة قطر الذي أعربت فيه عن قلقها البالغ من تطورات الأوضاع في الخرطوم ومروي، ودعوتها إلى وقف القتال فوراً، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحتكام لصوت العقل، وتغليب المصلحة العامة، وتجنيب المدنيين تبعات القتال، فضلاً عن مشاركة دولة قطر في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث التطورات في السودان.
ودعت وزارة الخارجية التركية، طرفي النزاع في السودان إلى الهدوء لتجنب إراقة المزيد من دماء” الأخوة”، وإلى الحوار والمصالحة لإيجاد حل دائم للمشاكل.
وقالت الوزارة في بيان “نتابع بقلق الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جمهورية السودان منذ 15 أبريل 2023” بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول التركية الرسمية وأضافت “في هذه الأيام مع اقتراب عيد الفطر المبارك، ندعو الطرفين إلى الهدوء حتى لا تسفك دماء الأخوة أكثر ولا يتضرر المدنيون”.
وتابعت : “نؤمن أن السبيل الوحيد لحل المشاكل القائمة بشكل دائم يمر من الحوار والمصالحة. ونشدد على أهمية الإعلان بشكل عاجل عن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية والامتثال لوقف إطلاق النار من أجل مد يد العون إلى المدنيين المتضررين من الاشتباكات. وفي هذا الصدد، نؤكد أننا على استعداد لتقديم جميع أنواع الدعم”.
وطالب الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، الأطراف المتنازعة في السودان إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين بعد سريان الهدنة.
وأكد رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر فريد أيوار في تصريحات للصحافيين عبر الفيديو من نيروبي أنه “لدينا سيارات إسعاف وأفراد قادرون على تقديم الإسعافات الأولية والدعم النفسي والاجتماعي، ولكن هذا لن يكون ممكناً إلا بضمان الممرات الإنسانية من قبل جميع الأطراف”.
وشدد على أن “المنظمات العاملة في المجال الإنساني شعرت بإحباط شديد” لعدم تمكنها من القيام بعملها.
ومن جهتها أوضحت المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف اليساندرا فيلوتشي “لدينا حوالي 4 آلاف موظف يعملون في البلاد (بما في ذلك) 800 موظف دولي.. بالطبع نحن قلقون على سلامتهم”.
كما وجهت دعوات دولية وعلى رأسها تلك الصادر عن وزراء خارجية مجموعة السبع المجتمعين في اليابان والأمم المتحدة والولايات المتحدة لإنهاء العنف الدائر في السودان “على الفور”.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس إن “العديد من بين 9 مستشفيات في الخرطوم تستقبل المدنيين الجرحى تفتقر إلى كل شيء.. الدم ومعدات نقل الدم والسوائل الوريدية والمعدات الطبية وغيرها من الضروريات الأساسية”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.