أجرى الملك محمد السادس، اليوم الاثنين 4 دجنبر الجاري، في القصر الرئاسي “قصر الوطن” في أبو ظبي، مباحثات على انفراد مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ويقوم الملك محمد السادس بزيارة عمل وأخوة لدولة الإمارات، بدعوة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تميزت بتوقيع قائدي البلدين على إعلان “نحو شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة”، الذي يروم الارتقاء بالعلاقات والتعاون الثنائي إلى آفاق أوسع، عبر شراكات اقتصادية فاعلة، تخدم المصالح العليا المشتركة وتعود بالتنمية والرفاه على الشعبين الشقيقين.
من جهة أخرى، ترأس قائدا البلدين مراسم تبادل العديد من مذكرات التفاهم الموقعة بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة.
وتتعلق مذكرة التفاهم الأولى بإرساء شراكة استثمارية في مشاريع القطار فائق السرعة بالمملكة المغربية، تبادلها سهيل محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، ومحمد ربيع الخليع، رئيس المكتب الوطني للسكك الحديدية.
وتهم الثانية إرساء شراكة استثمارية في قطاع الماء، تبادلها سهيل محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، ونزار بركة، وزير التجهيز والماء، فيما تتعلق الثالثة بإرساء شراكة إنمائية، تبادلها محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، وفوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية.
أما مذكرة التفاهم الرابعة بين شركة بترول أبوظبي الوطنية ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، فقد تبادلها محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، والرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، مصطفى التراب، فيما تهم الخامسة إرساء شراكة استثمارية في مشاريع تهم القطاع الطاقي، تبادلها محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، وليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.
وتهم المذكرة السادسة إرساء تعاون وشراكة استثمارية في قطاعي الفلاحة والصيد البحري، تبادلها كل من مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، ومحمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بينما تستهدف السابعة إرساء تعاون استثماري في قطاع المطارات، تبادلها محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، ومحمد عبد الجليل، وزير النقل اللوجستيك.
وتنص المذكرة الثامنة على إرساء تعاون استثماري في قطاع الموانئ، تبادلها محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، ونزار بركة، وزير التجهيز والماء، بينما تتعلق التاسعة بإرساء شراكة استثمارية مرتبطة بمشروع أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا، تبادلها سهيل محمد المزروعي، وأمينة بنخضراء، مديرة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن.
وتتعلق العاشرة بإرساء تعاون مشترك في قطاع الأسواق المالية وسوق الرساميل، تبادلها محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، ونادية فتاح وزيرة الاقتصاد والمالية، في حين تهم المذكرة الحادية عشر إرساء شراكة استثمارية في مجال السياحة والعقار، تبادلها محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، ومحسن جازولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية.
أما المذكرة الثانية عشر، فتهم إرساء شراكة استثمارية في مشاريع مراكز البيانات، تبادلها محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، ومحسن جازولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية.
ومن شأن مذكرات التفاهم التي وقعها المسؤولون المغاربة ونظراؤهم الإماراتيون، إعطاء دفعة قوية لعلاقات التعاون المغربية الإماراتية، وهي تجسد عمق وجودة العلاقات الثنائية، وإرادة قائدي البلدين الملك محمد السادس، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتعزيز الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد، التي تربط البلدين الشقيقين.
جرت مراسم تبادل مذكرات التفاهم، بحضور أعضاء الوفد الرسمي المرافق للملك، بالإضافة إلى عدد من كبار الشخصيات الإماراتية.
من جهة أخرى، وتتويجا للمباحثات، التي أجراها الملك محمد السادس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اعتمدت المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الاثنين بأبوظبي، بيانا مشتركا في ما يلي نصه:
“في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية الشقيقة، لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بدعوة كريمة من أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أجرى القائدان محادثات ثنائية مثمرة تسهم في ترسيخ وتطوير التعاون الثنائي إلى آفاق أوسع.
وفي البداية، هنأ جلالة الملك، أعزه الله، أخاه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، على رعايته الكريمة والموفقة للمؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ (كوب 28) بدبي. كما جدد جلالته تهنئته الحارة لسموه بمناسبة عيد الاتحاد الثاني والخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيدا بما تحقق من نهضة وتقدم وازدهار، وحضور دولي وازن، بفضل قيادته الحكيمة.
وخلال هذا اللقاء، عبر قائدا البلدين عن اعتزازهما بعمق أواصر الأخوة الحقة والمحبة الصادقة التي تجمعهما، ووشائج التقدير المتبادل والتفاهم المتواصل التي تربطهما، وارتياحهما العميق لمتانة علاقات التعاون المثمر والتضامن الفاعل، القائمة بين البلدين الشقيقين.
كما أكد جلالة الملك ورئيس دولة الإمارات حرصهما القوي على دعم ومتابعة وتطوير هذه العلاقات المتميزة، والارتقاء بها إلى مستوى شراكة مبتكرة ومتجددة ومتعددة الأبعاد تشمل مختلف المجالات؛ شراكة طموحة في أهدافها، ومبتكرة في وسائل ترسيخها، ومتطورة في آليات تفعيلها، وذلك على أساس المصلحة المشتركة، وبما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
وبهذه المناسبة، أبرز جلالة الملك، أعزه الله، الإنجازات التي تشهدها المملكة، لاسيما في مجال البنيات التحتية، وكذا الإصلاحات البنيوية في مختلف القطاعات، وما واكبها من تدابير تشريعية وتنظيمية لتحفيز المبادرة والاستثمار. كما أوضح جلالته الرؤية الملكية في مجال النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد، القائمة على الاستثمار المنتج بما يعود بالنفع على الطرفين.
وقد أكد جلالة الملك الطموح الكبير للمغرب في مواصلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي، حيث يشهد إطلاق عدد كبير من الأوراش والاستثمارات، ويطمح لتحقيق المزيد من المنجزات التنموية والاجتماعية، لاسيما في أفق تنظيم نهائيات كأس العالم 2030، ويحرص في كل ذلك على تمكين أشقائه وشركائه من المساهمة في إنجازها، ومن فرص الاستثمار المتعددة والواعدة التي يوفرها.
ومن جهته، أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، بنجاح المشاريع الاستثمارية التي قامت بها دولة الإمارات في المغرب، مثمنا على الخصوص، ما يقدمه الاقتصاد المغربي من فرص وإمكانات في مجال الاستثمار، والمؤهلات الكثيرة والمتنوعة التي يتيحها، والمدعومة بتوفير مناخ محفز للأعمال، فضلا عن الأمن والاستقرار الذي يميز المغرب، والذي يجعل منه وجهة جذابة للاستثمار.
وفي هذا الإطار، واستنادا إلى التجارب السابقة الناجحة، وتماشيا مع الرغبة المشتركة في مواصلة تعزيز سبل التعاون المثمر بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، اتفق قائدا البلدين على العمل على توحيد الجهود نحو تحقيق الشراكة المبتكرة والمتجددة، والحرص على استكشاف الفرص للمساهمة في المشاريع الاقتصادية والإنسانية، ودعم برامج التنمية البشرية بما يعود بالفائدة على الشعبين والبلدين الشقيقين، وذلك من أجل الارتقاء بالعلاقات إلى أعلى المستويات، وفتح آفاق أرحب في مختلف مجالات التعاون والشراكة على المدى المتوسط والبعيد.
وفي هذا الصدد، وجه قائدا البلدين بوضع خطط للعمل المشترك، تتعلق بتفعيل مذكرات التفاهم الموقعة. كما أكدا على طموح البلدين الشقيقين لإقامة شراكات مشتركة رائدة على مستوى الأسواق الإقليمية والدولية.
وقد عبر جلالة الملك لأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن شكره وتقديره للمواقف الثابتة لدولة الإمارات العربية المتحدة تجاه المغرب، ولما يخص به سموه قضاياه الوطنية والتنموية من مساندة ودعم موصولين”.