أقدمت السلطات الجزائرية على توزيع أعلام جبهة “البوليساريو” الانفصالية على المشجعين في ملعب “5 جويليه” الذي كان من المفترض أن يحتضن، مساء اليوم الأحد، مباراة فريق اتحاد العاصمة الجزائري ونهضة بركان المغربي برسم ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
وبالرغم من أن المباراة لم تجر بسبب حجز الجمارك الجزائرية بمطار “هواري بومدين” لأقمصة فريق نهضة بركان المغربي رغم تأكيد “الكاف” على أن الأقمصة تتوافق مع لوائحه وأنظمته، إلا أن السلطات الجزائرية التي حجزت الأقمصة بمبرر “تسييس المباراة” هي نفسها من قامت بتوزيع أعلام جبهة “البوليساريو” الانفصالية على الجمهور الحاضر في الملعب الذي رفعها أثناء حضوره للمدرجات في حالة من الاستفزاز السياسي لمباراة رياضية في كرة القدم.
واستغلت السلطات الجزائرية المباراة لمنح الجمهور الحاضر أعلام الجبهة الانفصالية في حالة نفسية غريبة أكد العديد من المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي أنها يجب “أن تدرس” بحكم رفع شعب لأعلام حركة انفصالية لاستفزاز فريق لكرة القدم، ثم الحديث عن “المس بالسيادة الوطنية”!
هذا، ووصلت حالة الاحتقان وشحن الجمهور من طرف النظام الجزائري إلى الحد الذي بدأ يطلق شعارات عنصرية ضد المغرب، كما حاول استفزاز فريق نهضة بركان الذي فضل عدم ولوج الملعب ومغادرته نحو فندق الإقامة ثم مباشرة إلى مطار “هواري بومدين” ليغادر نحو مطار “وجدة أنجاد” في رحلة خاصة تؤمنها شركة طيران إسبانية.
ووصلت الحالة النفسية “الغريبة” للنظام الجزائري مرحلة جعلت مباريات كرة القدم تتحول إلى “معارك مصيرية” بشعارات تعود لحقبة الاتحاد السفياتي الذي اختفى من الخريطة، وهي الحالة التي عرفتها العديد من المباريات التي جرت في الجزائر لفرق عربية وإفريقية.
وكانت السلطات الجزائرية شهر فبراير من سنة 2023 قد صادرت بمطار “هواري بومدين” معدات التصوير الخاصة بالطاقم الإعلامي المرافق لفريق الوداد الرياضي البيضاوي المغربي، وذلك قبيل المواجهة التي كانت أمام فريق شبيبة القبائل الجزائري، لحساب الجولة الثانية من دور مجموعات مسابقة دوري أبطال إفريقيا.وفي 17 مارس من نفس السنة (2023) تقدمت إدارة بيترو أتلتيكو لواندا الأنغولي، بشكوى لدى الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”، حول ظروف وصول بعثة الفريق إلى الجزائر، قبل مواجهة فريق شبيبة القبائل، في إطار الجولة الخامسة من دور مجموعات مسابقة دوري أبطال إفريقيا.
وأكد النادي الأنغولي، في بلاغ رسمي، حينها، على أن بعثة الفريق واجهت عدة صعوبات لدى وصولها إلى العاصمة الجزائرية، من حيث سوء المعاملة من قبل النادي المضيف والاتحاد المحلي، خلافا للمنصوص عليه في القوانين المنظمة للبطولة.
هذا، وكانت الجزائر قد قامت بتسييس كأس إفريقيا لكرة القدم للاعبين المحليين حينما استضافت حفيد نيلسون مانديلا وحثته على قراءة خطبة يمجد فيها حركة “البوليساريو” الانفصالية وحمل السلاح ضد المغرب في مظاهرة رياضية، كما رفع الجمهور الحاضر هتافات عنصرية ضد المغرب، وهو ما جعل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، تصدر بيانا تؤكد فيه أنه وفقًا لنظام “الكاف” الأساسي، ولوائحه، وكذا، لوائح الفيفا، يجب على الكونفدريالية الإفريقية لكرة القدم (CAF) الامتناع عن الانخراط في السياسة والبقاء على الحياد في الأمور ذات الطبيعة السياسية.
وأكد البيان، أن “الكاف” أُبلغ ببعض البيانات السياسية الصادرة خلال حفل افتتاح بطولة الأمم الإفريقية توتال إنرجي الجزائر 2022 يوم الجمعة 13 يناير 2023 في الجزائر العاصمة، حيث أعتبر أن هذه التصريحات السياسية ليست خاصة بـ CAF ولا تعكس وجهة نظر أو رأي CAF كمنظمة محايدة سياسياً.
وتستغل الجزائر أي مظاهرة رياضية لتمرير مواقفها العدائية ضد المغرب في قضية الصحراء، حيث وصلت العلاقة بين البلدين إلى حد مرحلة “اللا عودة” حسب تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وهو ما يعكس حالة الاحتقان الكبير الذي يعيشه النظام الجزائري والذي يخص كل ما هو مغربي.