يُصوت أعضاء حزب العمل المعارض الرئيسي في إسرائيل الإثنين، لانتخاب زعيم جديد للحزب، الذي يسعى لتعزيز دوره على الساحة السياسية الإسرائيلية، ولكسب المؤيدين الذين انحرفوا نحو المرشحين الوسطيين، واليمينيين.
ويتنافس في هذه الدورة الثانية والأخيرة، من الانتخابات الداخلية لحزب العمل مرشحان، هما عمير بيريتس، الذي تصدر الدورة الاولى بـ 32.6% من الأصوات، وآفي غاباي، الذي حصل على 27% في الدورة الاولى، وهو رجل أعمال سابق انضم إلى حزب العمل قبل أشهر فقط.
وتقدم المرشحان على خمسة مرشحين آخرين، خرجوا من المنافسة.
ويحق لحوالى 52 ألف عضو في الحزب المشاركة في التصويت في الدورة الثانية.
وخرج رئيس حزب العمل الحالي إسحاق هرتزوغ من المنافسة في الدورة الأولى بـ 16.79% فقط من الأصوات.
وكان هرتزوغ تعرض لانتقادات شديدة بسبب محاولاته التفاوض على انضمام حزبه إلى الائتلاف اليمينى برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو.
تراجع شعبية
وكشفت استطلاعات الرأي الأخيرة انخفاضاً في شعبية حزب العمل.
يُشار إلى أن حزب العمل، قاد الحركة الصهيونية وحكم إسرائيل بلا انقطاع، 29 عاماً، بين 1948و1977، عندما فاز اليمين برئاسة مناحيم بيغن.
وتراجع نفوذ حزب العمل كثيراً في السنوات الـ 25 الأخيرة، وتعاقب عشرة أشخاص على قيادته.
وتقدم اليمين الإسرائيلي في السنوات الأخيرة بقيادة حزب الليكود، الذي يرأسه نتانياهو رئيس الحكومة منذ 2009.
وساهم تراجع شعبية حزب العمل في تنامي دور أحزاب الوسط مثل “يش عتيد” يوجد مستقبل، وحزب “كولانو” كلنا، الذي كان غاباي عضواً فيه حتى وقت قريب، قبل الانتقال إلى حزب العمل.
وكان إيهود باراك آخر رئيس وزراء من حزب العمل، وشغل المنصب بين 1999 و2001.
وقبل الانتخابات التشريعية في 2015، انضم حزب العمل إلى حزب “الحركة” بقيادة وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني لتشكيل “الاتحاد الصهيوني” الذي حصل على 24 مقعداً في الانتخابات من أصل 120، ليصبح أكبر جبهة معارضة لحكومة اليمين بقيادة بنيامين نتانياهو.
والملفت ان المرشحين الحاليين لرئاسة حزب العمل من أصل شرقي مغربي، الأمر الذي يشكل سابقةً داخل حزب تناوب على قيادته يهود من أصل أشكنازي غربي.
ويؤيد المرشحان حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إلا انهما يختلفان في أمور أخرى كثيرة.
وسبق لعمير بيريتس، تزعم الحزب بين 2005 و2007، وكان وزيراً للدفاع خلال حرب لبنان عام 2006، وواجه انتقادات حادة بسبب تعاطيه مع مجريات هذه الحرب.
ويحظى بيريتس بدعم رئيس الحزب الحالي هرتزوغ.
وقال بيريتس على صفحته على فيس بوك: “سنعمل على شفاء المجتمع من الانقسامات التي سببها نتانياهو” وتعهد “بالعمل فورا على استئناف عملية السلام”.
أما منافسه آفي غاباي، الأقل شهرةً، فكان وزيراً للبيئة بين 2015 و2016 في حكومة نتانياهو، واستقال في مايو (أيار) 2016 احتجاجاً على تعيين أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا القومي المتطرف، وزيراً للدفاع.
وأثناء توليه الوزارة كان غاباي قيادياً في حزب كلنا، يمين وسط، لكنه استقال من هذا الحزب وانضم إلى حزب العمل.
وتلقى غاباي دعماً من ايهود باراك.
وكتب على صفحته على فيس بوك، أنه سيجلب “الأمل والتغيير”، وسيعمل على ضخ دم جديد في الحزب.
وقال ناحوم بارنعي في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن “ميزة عمير بيريتس تكمن في خبرته السياسية الغنية، إلا أنها في الوقت نفسه نقطة ضعفه، فعلى مدى سنواته العديدة في السياسة، خلق لنفسه الكثير من الأعداء”.
أما آفي غاباي، وعلى عكس بيريتس، فهو “حديث العهد، مفعم بالحيوية، وقليل الخبرة”.
منافسة مغربية
وفي سياق المنافسة بين المترشحين قال موقع هيسبريس المغربي الإثنين، إن بيرتس وُلد في مدينة أبي الجعد بإقليم خريبكة، وكان والده رئيساً للطائفة اليهودية في المدينة، وهاجر إلى إسرائيل عند استقلال المغرب في 1956.
أما منافسه المغربي الآخر، آفي غباي، فهو “صبرا” أي اليهود المولودين في إسرائيل بعد قيامها، في مدينة القدس المحتلة من أبوين يهوديين هاجرا من المغرب إلى إسرائيل، قبل ولادته.