قررت الليلة ان أفصح لك عما خبأه القلب من أحاسيس مكبلة تتحرير الحالة
الظهور: عام تحريرترجم المعاناة والبؤس والشقاء وألم السنوات الفارطة التي تحملتها بصمود وعزيمة الرجال … سيأتيك كتابي مسلح بزخرف الحروف التي تحمل دلالات ومعاني عميقة تحكي جرح لحظات شاءت الأقدار أن أعاني ويلاتها بجسد وراس مثقل حد السقوط … سياتيك كتابي ولازمة ساعي البريد تصدع في الدرب وكل الأحياء المجاورة أنك واحد من أصحاب الذين منحوني تفاحا و اغتالوا صوتي … سيأتيك كتابي بعد أن رتبت أوراقي و استحضرت بعضا من الأوقات التي جمعت بيننا وقرأت الأحداث بعين ثاقبة لا تفلت من قبضتها أدنى الأشياء واتخدت قراري بأن أصنفك و اضعك ضمن لائحة اشباه الرجال … سياتيك كتابي وهو يحمل بين طياته لازمة اغنيتي المفضلة <> … سياتيك كتابي وقد ازداد يقيني وتجلت الحقيقة بادية للعيان وصافية و بازغة لا تخفيها السحب … تذكر أن ما تخفيه القلوب في السنوات تظهره الأفعال والمواقف مع توالي الأيام … سياتيك كتابي وقد تركتك للزمن وانكشف سرك وتحقق لب و مغزى المثل العامي الشعبي <> واتركك الآن للزمن الآتي وحتما سأرى العجب … . في تقديري الكلام أخد و رد … تبادل افكار ودفاع عن رؤيا … الكلام معنى وحكم ودلالات … الكلام تواصل وعلاقات بين دال و مدلول … الكلام سيف وجرح وعشق وحب و تقدير … للكلمة معنى ظاهر وآخر مستتير … الكلمة وعد وشرف … غير هذا الكلام هراء … كلام من أجل الكلام … سفسطائية … إنطلاقا من هذه التعاريف ففي أي خانة اضعك؟؟ … أنت العارف انك اكثر من الكره كراهية … .
لا بأس أن أترك العنان لكلماتي تفضح فيك هذا السلوك المشين الذي ينطوي على الانتهاز والنفاق والوصولية … أنت المتكبر المتعجرف الأناني الذي يرتدي كل الألوان ويوزعها في الأزقة ضانا أن سلوكه هذا مطم للشموليات ونسيت أن مصيرك أن تبقى وحيدا تعاني ويلات الغربة والقعر والعزلة … .
أنا لما يضيق بي الحال ويشتد علي الإختناق وتتراكم علي وأشعر اني جئت كي أهزم في أروع ايامي واجملها ، أحاول حين ذاك أن أتغنى بأجمل القصائد التي حفظتها أو نظمتها وتلك التي لازالت بين دفات الدواوين تخاصم البحور الشعرية وتبحث لها عن عناوين وقوافي … أنا جرعة يأس اشربها في كل لحظة وإذ بها تحول ألوان الدنيا وزخرفها إلى ظلام دانس حالك فتكبر مأساتي وتحتل جسدي النحيل … أنت أناني بطبعك تحاول أن تكشف أسرار كتاباتي وتدنو من صور حديقتي وأن تتعرف على الغاز منشوراتي وان تستحضر كل المدارس النقدية علك تفوز ببريق نفس من احاسيسي تهتذي بها فترسم لوحة تأتيك قاتمة تتداخل فيها كل الألوان وتصيح أن وجدت دالاتي وفهمت اسراري وتمكنت من عاهاتي … أنا أضحك بسخرية … عفوا لم تفهم مرادي وانت الساكن في سطح كلماتي … أنت الغريب عن اسجاني … قلت لك بالأمس تحتاج إلى <> كي تكتمل عندك الصورة وتتحقق من مكمن معدني … قلت لك إذا فهمت ذاتك سيسهل عليك فهم الآخر وربما الغوص في ذاتي … عليك أن تستلهم آليات البحث والتنقيب وأسس علم النفس ربما قد تقترب من وجداني … لكن بقيت حيث أنت شخصا دونيا لم تسمو ولم ترقى إلى لب وكنه كلماتي … بقيت حيث أنت في نفس العقبة … بقيت متعجرفا مزهوا بذاتك محبا لنفسك إلى درجة الغرور باصقا ببصرك نحو الأشجار المثمرة داخل فداني تنتظر سقوط الثمار في الجانب الآخر فتأكلها تسد بها رمق العيش وتقول هذا فضل من أرضي وهذا نتاج كدي وجهدي جادت علي به تربتي ولم تخجل … فآية المنافق ساكنة فيك وعلامات الحقد والضغينة مرسومة على قسمات وجهك وحركات الغدر والنفور تترجمها أطرافك التي لا تتحكم فيها والغير محسوبة ، عجبا ولم تخجل … عجبت لهذا السلوك الغير النبيل والكيدي ، وعجبت اكثر كيف استطعت أن تدفن القيم تحت التراب وحافظت على صلابة وجهك ولم تحمر وجنتاك ، لقد مات فيك الحياء واندثر ، عجبا ولم تخجل … تقول أني كمن يسكب الماء في الرمل ويرمي الصباغة دون هذف ولا تصميم ويهندس لبناء قصر وسط هذا الواد المجاور لهذه القرية التي عشقتها منذ الصغر وتعلقت بها حتى أصبحت عنوان أحلامي وإبداعاتي … صحيح هذا القصر قصري بجماليتي واساطير القداما … بناء بنقوش مزخرفة وقرمود بارقى أنواع الخشب وأجملها وأبواب بمفاتيح من الذهب الخالص … قصر فوق الماء بني ، في ليلة العشاق لما بدا القمر واضاءت النجوم الكون .
القصر بني من طرف الف عاشق وعاشقة بكد وجد وإيمان … كل طوبة هي بمثابة غنوة تحاكي ما سكن القلب والفؤاد من مشاعر جياشة لا يفهمها إلا من انكوى بالهوى والعشق العذري … كل طوبة ركيزة أحاسيس ودواوين اشعار وألحان شجية تطرب النفوس وتحرك نبض القلب المولوع وتغطي سواد الفؤاد الولهان … تقول امتزجت الحقيقة بالحلم والأسطورة والخيال … أقول لك وبصوت يكسر كل الارجاء جدتي أذكى منك لقد كانت تحكي حكاياتها الليلية بعشق وانا ممدد على السرير الخشبي وتحاول في كل مرة أن تبطبط بيدها على كتفي وعينها في عيناي فإن اغمضت وسدت قسمتها كانت بداية نومة عميقة لا يتحرك معها جسدي النحيل الا بصياح الذيك … صباح آخر ، يوم آخر وحلم آخر … جدتي براءة وذكاء ، صفاء ونقاء فهي أنقى من دمعة طفل … جدتي تختزل في وجهها تجاعيد الزمن بمرارته … جدتي جربت المحن وحاربت قساوة الزمن والظروف وأمام كل هزة كانت جبلا شامخا لا يهتز ، أنا امتداد لتاريخ جدتي … امتداد لكلامهم المعسول … امتداد لقيمها وحكمها … امتداد لموروثها ومحيطها وهي العاشقة لهذا المكان وألفت أن تستظل تحت أوراق هذه الشجرة … الشجرة التاريخ … الشجرة التي أقسمت أن لا تنبث إلا في هذا المكان وألا يستفيد من ثمارها سوى أهل هذا المكان … . أنت نقطة في واد … التقينا في الوقت و المكان الغير مناسبين … أنت شبه رجل لا يخجل وانا سأعلنها حربا ضروسا ضدك وضد من يحاول أن يقتات من فداني ، فالملكية ملكيتي ومن يحاول أن يترام على شبر أو حفنة من تربتي فساشبعه سبا وقذفا فكلامي المعسول من شدة القلق تحول دما وقيحا … أنا امتداد لتاريخ جدتي أما أنت ففي مزبلة التاريخ واللعنة للحظة التاريخية التي التقينا فيها … على كل حال لقد صدق من قال أن الناس الأكثر وعيا و إدراكا لايمكن أن يكونوا أشرارا لأن الشر يتطلب غباء و محدودية في التفكير ، ولهذا الكلام بقية…/ .