وجه عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة شكاية إلى رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بخصوص ما تم بثه على القناة الثانية في الأسبوع الثالث من شهر مارس 2025 ،والذي يتضمن فقرة إشهارية من دقيقتين و36 ثانية، في أوقات الذروة، قبل نشرة أحوال الطقس وذلك تحت عنوان، إنجازات كبرى طموح أكبر”.
واستندت شكاية ابن كيران إلى ما اعتبره خرق القناة الثانية لقواعد الإنصاف والحياد وقيامها بحملة انتخابية لصالح أحزاب الحكومة وممارستها للإشهار السياسي الممنوع بالقانون
واعتبر ابن كيران أنه تم خلال هذه الفقرات الإشهارية، بشكل “دعائي ومضلل”، الربط بين تنظيم المغرب لكأس العالم 2030 وبين إجراءات حكومية تهم التعليم ودعم السكن الدقيقة وبرنامج “فرصة” الخاص بدعم حاملي المشاريع، والدعم الاجتماعي المباشر للأسر، ثم التأمين الإجباري على المرض.
وأوضحت الوثيقة أن الوصلة استخدما “عناوين دعائية وإشهارية” من قبيل “فتح باب الاستفادة لجميع المغاربة” و4 ملايين أسرة تستفيد من 500 درهم إلى 1200 درهم في الشهر” و “برنامج دعم أكثر من 21.000 حامل مشروع بتكوين وتمويل يصل إلى 10 ملايين سنتيم”، و”دعم مباشر للسكن بقيمة 7 إلى 10 مليون سنتيم”، و”التدريس بطريقة جديدة لتحسين مستوى التلاميذ”، مع اعتماد صور دعائية مرافقة لهذا الخطاب الإشهاري، وخلط كل هذا مع نتائج المنتخب الوطني لكرة القدم وكأس العالم لسنة 2030.
واعتبرت الشكاية أن التكييف القانوني لهذه الوقائع يجعل القناة الثانية في وضعية “انتهاك جسيم للمقتضيات القانونية الصريحة في منع الإشهار ذي الطابع السياسي كما نصت على ذلك المادة 2 الفقرة 3 من القانون 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري”.
واتهمت المراسلة القناة الثانية بحرق التزامها بالحياد والإنصاف وعدم التحيز واحترام التوازن في تقديم العمل الحكومي ولما تعتبرها الحكومة إنجازات، والتأكد من مدى صحة ما نسبته إليها وعدم خلطها بشكل مضلل مع نتائج المنتخب الوطني وكأنها نتائج حكومية، ومع حدث وطني يتعلق بتنظيم المغرب لكأس العالم 2030 وكأنه شأن حكومي، وذلك في قضايا هي موضوع تنافس سياسي وسجال وآراء متضاربة بين الفاعلين السياسيين والحزبيين في تغييب كلي للرأي الآخر، موردة أنه “مس صريح بالمبدأ الدستوري القاضي باحترام التعددية وفقا للفصلين 28 و 165 من الدستور”.
وانتقدت الوثيقة عرض هذه الوصلة الإشهارية بطريقة “توهم المشاهدين بأنهم إزاء فقرة إخبارية وليس عمل إشهاري، حيث غابت هذه الإشارة مما يوهم المشاهد بصحة ما ورد فيها وبأنه إزاء عمل إخباري خضع للمعايير الصحفية المهنية وخاصة التحقق مما يعد تدليسا على المشاهد وتضليلا له”.
واعتبر رئيس الحكومة الأسبق أن ما جرى يمثل “استغلال حدث وطني يتجاوز الحكومة، وخرقا لمبدأ الإنصاف، عبر الربط بين احتضان بلادنا لكأس العالم وبين هذه الإنجازات المزعومة، واستعمال عبارة “الشوط الثاني” بما يفهم منه أنه دعاية للحكومة في أفق الاستحقاقات المقبلة”.
واتهم بان كيران “صورياد دوزيم” بـ “السقوط في حملة انتخابية لفائدة الحكومة، وذلك ضدا على ما نص عليه القانون 57.11 المنظم الاستعمال وسائل الإعلام السمعي البصري العمومي في الحملات، وخاصة في المادة 117 منه والتي أكدت على وجوب احترام مبدأ الإنصاف”.
وخلص ابن كيران إلى أنما جرى يعكس “انحرافا خطيرا ومسا غير مسبوق بالقوانين المؤطرة للعمل الصحفي، وتراجعا مرفوضا عن القواعد والأخلاقيات الناظمة للأداء الإخباري وللإشهار”، موردا أن ذلك يحتم “تدخلا عاجلا من المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري لإيقاف بث هذه الوصلة الإشهارية المضللة واتخاذ الإجراءات والعقوبات اللازمة في حق القناة الثانية اتجاه هذا الخطأ والخلل الجسيمين وضمان عدم تكراره”، حسب تعبيره.
ابن كيران يراسل رئيسة الهاكا بخصوص القناة الثانية
