دانت كل من مصر والأردن، اليوم الأربعاء «بأشد العبارات» إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه وفد دبلوماسي يضم أكثر من 25 سفيرًا عربيًا وأوروبيًا، من بينهم السفير المغربي والأردني والمصري في رام الله، إلى جانب عدد من الصحفيين العرب والأجانب، أثناء قيامهم بجولة ميدانية في محافظة جنين في الضفة الغربية المحتلة؛ للاطلاع على الأوضاع الإنسانية فيها؛ انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تخالف جميع الأعراف الدبلوماسية.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان «تشدد جمهورية مصر العربية على رفضها المطلق لتلك الواقعة التي تعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، وتطالب الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة».
وأكّد الناطق الرسمي لوزارة الخارجية وشئون المغتربين الأردنية في بيان رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لهذا الاستهداف الذي يُعدّ انتهاكًا للاتفاقيات والأعراف الدبلوماسية، خصوصًا اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961، التي تحدد الإجراءات والضوابط الخاصة بالعمل الدبلوماسي وتمنح الحصانات للبعثات الدبلوماسية.
ودعا بيان وزارة الخارجية الأردنية ،المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف عدوانها على غزة بشكل فوري وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية المحتلة، وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف الجرائم بحقّه ومحاسبة المسئولين عنها.
وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، الرصاص الحي باتجاه وفد دبلوماسي أثناء وجوده بمدخل مخيم جنين في الضفة الغربية للاطلاع على الواقع المأساوي للمخيم.
وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن جنود الاحتلال الموجودين بمخيم جنين أطلقوا الرصاص الحي بشكل مباشر وكثيف تجاه الوفد الدبلوماسي ومجموعة من الصحفيين خلال وجودهم قرب البوابة الحديدية التي نصبها الاحتلال على مدخل المخيم الشرقي.
وأشارت الوكالة إلى أن الوفد الدبلوماسي الذي ضم سفراء من دول عربية وأجنبية زار مقر محافظة جنين صباح اليوم، واطلع على أوضاع المدينة والمخيم، وقدم المحافظ شرحًا مفصلًا حول الوضع الاقتصادي للمدينة، وتأثير العدوان على مرافق الحياة في المدينة والخسائر التجارية وتدمير البنية التحتية، إضافة إلى أوضاع 22 ألف نازح أجبرهم الاحتلال على ترك منازلهم في المخيم.
وعبرت وزارة الخارجية الفلسطينية عن إدانتها لاستهداف الوفد الدبلوماسي، وأكدت في بيان أن «هذا الفعل العدواني يُعد خرقًا فجًّا وخطيرًا لأحكام القانون الدولي، ولأبسط قواعد العلاقات الدبلوماسية المنصوص عليها في اتفاقية فيينا لعام 1961 والتي تضمن الحماية والحصانة للبعثات والوفود الدبلوماسية».
وأشارت إلى أن استهداف ممثلي الدول الأعضاء المعتمدين لدى دولة فلسطين «يعد تصعيدًا خطيرًا في سلوك الاحتلال، ويعبّر عن استهتار ممنهج بالقانون الدولي وبسيادة دولة فلسطين وحرمة ممثلي الدول على أراضيها».
وطالب وزير الخارجية البلجيكي مكسيم بريفو «إسرائيل» بـ«توضيحات مقنعة» بعد عيارات نارية تحذيرية أطلقها جنود اسرائيليون واستهدفت بحسب قوله «عشرين دبلوماسيا» في الضفة الغربية المحتلة، بينهم بلجيكي.
وقال بريفو عبر منصة «اكس» إن الدبلوماسي البلجيكي «بخير لحسن الحظ»، مؤكدًا أن «هؤلاء الدبلوماسيين كانوا يقومون بزيارة رسمية لجنين جرى تنسيقها مع الجيش الإسرائيلي ضمن موكب يضم عشرين مركبة يمكن تحديد هويتها بوضوح».
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن باريس ستستدعي السفير الإسرائيلي عقب إطلاق نار «غير مقبول» من جانب الجيش الاسرائيلي وكتب بارو على منصة «إكس»: «زيارة إلى جنين شارك فيها أحد دبلوماسيينا، تعرضت لإطلاق نار من جنود إسرائيليين. هذا أمر غير مقبول. سيجرياستدعاء السفير الإسرائيلي لتقديم توضيحات. نؤكد دعمنا الكامل لموظفينا في المكان ولعملهم المتميّز في ظل هذه الظروف الصعبة».
دول عربية وأوربية تدين إطلاق إسرائيل النار تجاه وفد دبلوماسي يضم أكثر من 25 سفيرًا بجنين
