التوقعات كانت تشير إلى عدم تسجيل المرشحة المصرية أو الفرنسية المنافسة الأقرب لها نسبة الـ30 صوتاً في الجولة الأولى وقد يكون هناك تفتيت في الأصوات بسبب وجود 7 مرشحين في المنافسة، ولكن لم يتوقع أحد أن يتصدر القطري نسبة الأصوات، ولكن ما كشف عنه دبلوماسيون في أروقة الانتخابات هو أن الدوحة استخدمت سلاح المال في كسب الأصوات.
قطر قد تفشل
وأكد أحد أعضاء حملة المرشحة المصرية مشيرة خطاب، أن قطر قد تسعى في الجولات المقبلة إلى أن تستقطب المزيد من الأصوات، ولكنها قد تفشل في ذلك، حيث استطاعت تسجيل 19 صوتاً وغالبيتهم من دول أفريقية وأخرى عربية وبعضها آسيوي من خلال التعهد بتقديم مساعدات لتلك الدول في حالة فوز المرشح القطري.
وأوضح عضو الحملة الذي رفض ذكر اسمه لـ 24 أن قطر ستواصل استخدام سلاح المال بالتأكيد في الجولات المقبلة، ولكن بعض الدول الأوروبية قد لا تقبل بذلك وستكون هناك تغيرات في المشهد الانتخابي، مشيراً إلى أنه من الطبيعي أن تشهد الجولة الأولى في الانتخابات تفتيتاً في الأصوات.
فضيحة دولية
فيما اعتبر مدير المركز المصري للشؤون الخارجية السابق السفير السيد أمين شلبي، أنه حذر كثيراً من تحركات قطر في المنظمات الدولية واستخدامها لسلاح المال وخاصة مع الدول التي تحتاج للمساعدات والأموال اللازمة لخلق تنمية بها، وتستغل قطر هذه النقطة في شراء الأصوات معتمدة على تقديم الرشاوي الانتخابية لتسجيل أكبر عدد من الأصوات.
وقال السفير أمين شلبي لـ24 إنه في حالة فوز المرشح القطري بالمنصب لمدير عام اليونسكو ستكون بمثابة “فضيحة دولية” بأن تتولى قطر الدولة الداعمة للتطرف والإرهاب منظمة دولية بحجم اليونسكو، وإن صمت المجتمع الدولي على ذلك سيكون كارثة للجميع.
وشدد السفير شلبي على ضرورة مواجهة تلك التحركات وكشف ألاعيب قطر في محاولة استخدام المال لكسب الأصوات، وليس اعتماداً على ما سيقدمه في المنصب في خدمة الثقافة والعلوم في كافة انحاء العالم.
كارثة “سرية التصويت”
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير كمال عبد المتعال أن “سرية التصويت” في انتخابات اليونسكو تجعل الدول تعلن تأييدها لمرشح ما، ومع الانتخابات الفعلية تمنح أصواتها لمرشح أخر بسبب عدم إعلان نتائج تصويت الدولة وتعلن النتائج النهائية فقط.
وأوضح السفير عبد المتعال لـ24 أنه يجب استخدام الحشد الخليجي والتنسيق المباشر مع كل من السعودية والإمارات والبحرين وباقي الدول العربية الداعمة لمصر للرد على ما تقوم به قطر من استخدام المال في شراء الأصوات طالما الأمر يسير كذلك دون شفافية واضحة.
ويعد التصويت سرياً على عدة مراحل، أشبه بالتصفيات، حيث يخرج من كل مرحلة الحاصلون على أقل الأصوات، إلى أن يتم الوصول للمرحلة الأخيرة، يكون فيها الصراع بين المرشحين الفائزين بأعلى الأصوات.
وحصل المرشح القطري الكواري على 19 صوتا في الجولة الأولى من انتخابات اليونسكو أمس، وحصلت المصرية مشبرة خطاب على 11 صوتا، والمرشحة الفرنسية أزولاي على 13 صوتا.
وبحسب لائحة انتخابات اليونسكو تجري الانتخابات على عدة مراحل قد تصل لأربعة، يشترط حصول الفائز فيها مباشرة علي 30 صوتاَ من أصل 58 صوتاَ لأعضاء المكتب التنفيذي، ويتم عمل جولة خامسة أخيرة في حالة عدم حصول المتنافيسن علي 30 صوتاً، ويتم استثناء هذا الشرط ويعلن الفائز الحاصل على الاغلبية ليتم عرض المرشح علي الأعضاء الدائمين للموافقة عليه والذين يبلغ عددهم 198 عضواً في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.