الحب ميزان العقل والقلب، فبدونه لا يُمكن التحكم في قرارت العقل، وبدونه يُصبح نبض القلب خالي من الحياة، وكلاهما المسئول الأول والرئيسي عن حكمة الانسان التي يحيا بها.
وفي زمننا هذا الذي نعيشه، ومع الأحداث الجسام التي تمر بنا، لا أعتقد أن للحب المكان الرئيس في علاقات الناس بعضهم البعض، وكأننا أصبحنا كالجماد لا تعترينا أى مشاعر، ولا تُصادقنا أية أحاسيس، فحكمة الانسان أصبحت موتورة، وتصرفاته لم تعد مسئولة، فكيف لبشر على وجه الأرض أن يَكن ذرة حب واحدة لأى شخص آخر وتكون طباعه وأخلاقه بهذا الشكل؟!!، بل أكاد أجزم أن من لا يحمل بداخله معنًا للحب، لا يستطيع أن يُحب نفسه.
الحب شعور مشترك يتبادله طرفان، أو مجموعة من الأطراف، وهو ليس كلمات فقط نتداولها بين ألسنتنا، لكن هو في الأول والأخير موقف، فعل، فكثيرة هى الكلمات، لكن عندما يتعلق الأمر بالحب تُصبح المواقف والأفعال قليلة.
فمثلاً، جميعنا نتغنى بحب الوطن، ونشدو في حبه أعظم الكلمات والألحان، وعندما تحين اللحظة التي يجب فيها إثبات هذا الحب، تجد الشعارات المرتبطة بكُنهه هى المتوفرة، فأين العمل؟ وأين الدليل على صحة هذا الحب؟!! لا أدري.
حتى في علاقة أى شخصين، تكن الكلمات هى المهيمن الأكبر على برهنة الحب من كلا الجانبين، وعند أول أزمة تقف حائلاً بين إتمام هذا الحب، تجد العواصف العاتية تضرب بالأخضر واليابس هذه العلاقة، لأن الكلمات وحدها لا تكفي عندما نشعر بالحب.
في هذه الحياة قد لا تقع في الفعل، ولكن من الممكن أن تصبح مفعولاً به ، وقد تكن من المحظوظين وتكون فاعلاً ومفعولاً به، وقد تصير سئ الحظ فلا تكن لا فاعلاً ولا مفعولاً به، وقتها ستندم كثيرًا على عدم دخولك هذا العالم، وستفقد بالتبعية الكثير من إنسانيتك، فكون المرء إنسانًا مرتبط بشكل حتمي بلفظ الحب.
إنها دعوة للحب، دعوة لكى تُصبح إنسانًا فاعلاً في مجتمعك، شغوفًا في تعاملاتك، رقيقًا مع نفسك، مُهذبًا في أخلاقك، ساميًا في تصرفاتك، ولن ينصلح ما بداخلك إلا لو جربت حقًا أن تُحب، وقتها ستعرف المعنى الحقيقي لحياتك.