وفي الأسابيع الماضية، سافر إيزاك إلى عواصم أجنبية في أوروبا وأفريقيا بصحبة مرافقين من البيت الأبيض ووزارة الخارجية، سعياً إلى طلب السماح في الوقت الذي يسعى إلى إنقاذ اقتراح تعيينه، لدى شخصيات خارجية، بينها البابا فرنسيس، والقول إنه ليس كما أوحت تغريداته، وأنه يصلح لقيادة المنظمة الدولية للهجرة من دون تحيز ديني. وفي دلالة على أهمية ترشيحه لهذا المنصب، ستقيم المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السفيرة نيكي هايلي حفل استقبال في 3 مايو (أيار) لتقديم سفراء المنظمة الدولية إلى إيزاك في نيويورك.
أسئلة خطية
وأشار لينش إلى أن وزارة الخارجية رفضت إتاحة الفرصة لإجراء مقابلة مع إيزاك. لكن الأخير وافق على الإجابة عن أسئلة خطية. وكتب: “لقد اعتذرت علناً عن تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي سببت ضرراً. وطلبت من الناس أن يحكموا عليي من خلال سجلي المهني ومن خلال عقود من العمل الذي قمت به لمساعدة الناس المحتاجين حول العالم”. وعلى رغم الهواجس المستمرة حول مزاج المرشح الأمريكي، فإن إيزاك يحافظ على مكانته كمرشح أول لأن قوى رئيسية، خصوصاً في أوروبا، غير راغبة في تحدي الإمساك الأمريكي التقليدي بهذا المنصب، خوفاً من أن يحمل ذلك أمريكا على سحب مساهمتها في المنظمة الدولية للهجرة أو سحب دعم واشنطن لأولويات قومية أخرى، وفق ما أفادت مصادر ديبلوماسية عدة.
وأوضح لينش أن الولايات المتحدة هي المساهم الأكبر في المنظمة الدولية للهجرة، بحيث تقدم أكثر من 30 في المئة من أصل مليار دولار من تبرعات طوعية كل سنة. وقال ديبلوماسي أوروبي: “لن ننقل القتال (إلى الولايات المتحدة) خوفاً من ابتعاد واشنطن (وإلحاق الضرر) بالعلاقات الثنائية”. وهذا الرأي الذي أدلى به هذا الديبلوماسي هو السائد أيضاً في أوساط الحكومات الأوروبية.
ازدراء مؤسسات دولية
ورأى لينش أن ترشيح مثل هذه الشخصية المثيرة للجدل سيعتبر مقياساً لقدرة الولايات المتحدة على الاحتفاظ بموقعها القيادي على مستويات متعددة في الوقت الذي يعرب فيه البيت الأبيض عن إزدرائه لمؤسسات دولية من المحكمة الجنائية الدولية إلى منظمة التجارة العالمية. كما أنه يحدد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستكون مرغمة على دفع ثمن ديبلوماسي بسبب اعتمادها تخفيضات حادة في موازنات وكالات أساسية، مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجيئين الفلسطينيين وتشغيلهم “الأونروا”.
وقبل أكثر من سنة، اقترح مكتب الموازنة في البيت الأبيض إجراء تخفيضات حادة في البرامج الإنسانية للأمم المتحدة، بما في ذلك صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسيف”. لكن عندما رشح البيت الأبيض هنرييتا فور لتولي رئاسة اليونيسيف، سارع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى تعيينها في هذا المنصب. وبطريقة مماثلة، كان لتهديد البيت الأبيض بخفض مساهمة الولايات المتحدة في البرامج الإنسانية للمنظمة الدولية، تأثير ضئيل على قبول تعيين مرشح الولايات المتحدة حاكم ولاية كالرولينا الجنوبية السابق ديفيد بيسلي في منصب مدير برنامج الغذاء العالمي.