يُقال : “.. ينعدم الالم حينما يتساوى الذهب و الحجر ..” أي عندما تخمد و تأفل لهيب التعلق بالكمال المطلق ، حينها يحقق الانسان توازنه الداخلي ، كل هذه الكلمات الاتية لا يمكن أن يستوعبها أحد ، إلاّ من فقد أحد أطراف جسده :
زمن يمضي بسرعة بطيئة تختلط بهواجس نفسية و سلوكية ، إنه احساس بالقلق و الخوف و النظرات الجارحة للغير تكون مؤلمة و غاضبة تصحبها مؤثرات اخرى تسببها حالة من الخواء ، لا تستطيع أن تكون عاديا ، يتساءل المرء عن العدالة الالهية ، يُطارح ذاته لماذا هو ؟ أين النسيم .. تصبح فيها المعاناة لها معنى لها مصادر متعددة متساوية بين الذات و الذهن بين اللاجدوى و العبث و عوالم الضياع و اخرى الراغبة في الحياة تنشد له الحقيقية و تحقيق الكمال في درجات الانسانية دون التمرد و النقمة ، بالمقابل يريد فيها أن يلعب و يتشاجر مع الاقران..هو عاجز بأن يخبر أحدهم أنه يُحب لخوفه من مبدأ السببية ، تطرح ذاته أرضا ، فهو يعشق في صمت ، كل شيء من انسانيته معطل الى حين …أخر حصده المرض لم يكن يتصوره .. فقد شيء ثمين … يُفكر جيدا ثم يدرك واقع الانسانية المعذبة فتنمحي لديه الادراك بالذات و المها ، يبحث فيها عن طريقة الغوص في منشئ هذا الالم و المعاناة للتقليل من درجتها في العودة الى الطبيعة و مقاومة الحرمان ..
_ س. م :كنت ادرس في مرحلة السابع من التعليم الثانوي الاعدادي ، انقطعت عن التعليم أزيد من سنة و ثلاثة أشهر نتيجة ذراعي المفقودة… في الحقيقية أتعامل مع الامر عادي _ و هو يبتسم بابتسامة بها الم و توجس _ قضيت مدة طويلة بالمستشفى و عيناه البريئة تمتلئ بدموع الحسرة …
طلبي أريد أن أكمل دراستي التعليمية دون الم في الذهن دون الاحساس بنظرات الاخرين الدونية ، لذالك أنا هنا في العرائش بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
_ ح. ك : اقطن ب …احدى جماعات اقليم العرائش ، لا زلت اتابع تعليمي في مرحلة الباكالوريا ، فاقد لأحد الاطراف و هي ذراعي رغم أني اعاني من حساسيات نفسية لهذا الامر لكني امارس نشاطاتي اليومية بشكل عادي … و بالرغم من كل شيء يظل الانسان في حاجة الى طبيعته و طرفه المفقود… الاهم أني هنا و أبحث عن التقليل من درجات الالم المتعددة .
_ م .م : انا من العرائش ، حالتي هي الاصابة بمرض السكري ، حيث انتفخ رجلي و تفجر فاضطروا لبترها في المستشفى المركزي بالسويسي في الرباط خلال هذه السنة أي مند 11 شهرا ، بالرغم من مراقبتي لمرض السكري … أنه قضاء الله و قدره…
بالفعل أن التجارب الاكثر ايلاما هي تجارب الاحساس بالمرض و فقدان احدى الاطراف يعد أكثرها قسوة ، لذالك فاللجنة الاقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالعرائش تولت هذه المهمة في العديد من المناطق بالإقليم مند مدة للمساعدة لمن فقد أحد أطرافه أو جزء منها أو لسبب خلقي … عبر تقديم ” أطراف صناعية بديلة ” و غيرها بصرف النظر عن التحديات المطروحة من غياب احصائيات رسمية و عدم فاعلية المجتمع المدني في مثل هكذا مبادرات.
و عبر السيد ” محمد الميلاحي ” رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة العرائش في لقاء مع بعض المستفيدين بعين المؤسسة على أن : “خطورة فقدان احدى الاطراف وصلت الى حد الانقطاع عن الدراسة و قمنا بعملية سابقة وهي مستمرة انطلقت مند مدة في اقتناء هذه ” الاطراف الاصطناعية ” و مثيلتها كمحاولة للاندماج في الحياة الاجتماعية ، باعتباره عمل انساني و يقع ضمن التوجهات العليا المبرمجة …و هذه العملية مستمرة و الابواب مفتوحة “.
و أشار كذالك نفس المسؤول : ” أن هذه الاسس السامية كونها تخدم الانسان و تترجم تلقائيا أهداف المساعي من توجهات صاحب الجلالة و تراعي تخاطب أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و احتياجات المواطنين..” و أضاف : ” أنّ المتابعة الفعلية لعامل صاحب الجلالة بإقليم العرائش السيد “مصطفى النوحي ” تعد محفزا حقيقيا للمضي قدما في هذه المساعي الانسانية النبيلة “.