الجيلالي بوسكة، المزداد في 1965وجه بارز بمدينة الدار البيضاء، وممثل منذ كان في التاسعة من عمره، دخل إلى بيوت المغاربة من خلال أفلام سينمائية وسيتكومات تلفزيونية “كالربيب” و”العوني”، وملأ نهج سيرته المهنية التي لم يتوان عن طبعها وإحضارها، بكل الأعمال التي شارك فيها موثقة بالسنوات والمخرجين ” أنا أحب الشعب والشعب يحبني”، يردد الجيلالي هذه العبارة في كل مرة أسأله فيها عن معاناته. عمله هذا، تصالح مع الذات وراحة نفسية يحس بها، ويضرب بعرض الحائط سخرية من لم يحصل لهم “شرف” رؤية أعماله. “أنا ممثل والكل يحترمني في الشارع” ويضيف مستدركا ” كاين اللي كيضربني ويتعدا علي ولكن أنا ممثل كنحب الشعب والشعب كيحبني مكنديهاش فيهم”، ولا يمل الجيلالي من ترديد أسماء قائمة طويلة من الممثلين والمخرجين المغاربة الذين يعتبرهم أصدقاءه الحقيقيين، عكس الجيل الصاعد من الممثلين “حكارة هادوك”. يقول بحسرة.
ابن درب السلطان يتيم الأب والأم، ويعيش في بيت أخته المتزوجة التي تعتني به وبزوجها، يصف الجيلالي برنامجه اليومي ” أستيقظ في السادسة صباحا، وأنام في حوالي 11 ليلا”، يقضي الجيلالي ساعات في المشي لتجنب آلام المفاصل كنوع من الرياضة اليومية التي يواظب عليها، إلى جانب الترويض كل اثنين وجمعة، بعد أن عجز عن المشي لمدة سنة. كما يواظب على صلواته الخمس، ويرتاد مقاهي وسط المدينة، وهاتفه المحمول لا يفارقه، ولا يتأخر في الإجابة عن أي اتصال، منتظرا دعوة إلى المشاركة في عمل تلفزيوني أو سينمائي، وما بين هذا وذاك، يعتمد على إعانات المحسنين وصدقات إخوته الثلاثة. ويستنكر عدم دعوته للمهرجانات الدولية والوطنية، كمهرجان مراكش للسينما الذي منعه المنظمون من الدخول ، رغم أنه شارك في أكثر من عمل سينمائي ومسرحي وكذا في المسلسلات التلفزية، و لم يسجّل تضامن من طرف الفنانين الاخرين أو من نقابة الفنانين ، وكأن الفنان الجيلالي خلق لتأثيث بعض المشاهد واستغلال صورة جسده لا غير، ورغم أن الادوار التي لعبها لم يلعبها حتى بعض الفنانين المعروفين جدا؟؟؟
مسار الفنان الجيلالي الفني والتلفزيوني طويل تخللته العديد من الأزمات، يقول عن بعضها: “تعاملت مع العديد من الفنانين والمنتجين وتقاضيت أجورا تتراوح بين الهزيلة والعادية بناء على طبيعة الدور الذي أقوم به، فأحيانا أتسلم 2000 درهم في اليوم إذا كان الدور مهما، وأحيانا يكون ذلك هزيلا، وهنا لا أريد أن أذكر أي منتج مخافة أن أحرم من لقمة العيش مستقبلا. هذه الأجور أتقاسمها مع عائلتي، لاسيما أختي التي تعينني في الحياة. إذ أنني عشت فترات من عمري يتيما ولا أعيش إلا على ما أكسبه من التمثيل على الرغم من أن ذلك لا يكون كافيا بالنسبة للمعيشة”.
ويضيف الجيلالي: “قبل أشهر تعرضت لأزمة صحية أفقدتني المشي والحركة بعد إصابتي بشلل على إثر سقوطي على الظهري، مما استدعى نقلي إلى المستشفى، والحمد لله أنني وجدت من حملني للعلاج، من بينهم حسن النفالي، أحمد الصعري، محمد بوغابة، مصطفى التازي، عبد الهادي الصديق، ثريا جبران… و بعض ممثلي التأمين في الدار البيضاء. كما لا أنسى دعم الوزيرة الصقلي. بعد ذلك نقلوني إلى مركز «بوسكورة» للترويض الطبي، والحمد لله أنني أعالج ولولاهم لبقيت في حالة صحية مزرية». و يقول الجيلالي: من الأشياء التي تحز في قلبي أن لا أحد من الممثلين الذين اشتغلت معهم في الرباط زارني أو سأل عني في هذه المحنة…”