لمعت أسماؤهم في سماء الفن رغم صغر سنهم، وتعرف الناس على ملامحهم البريئة قبل أن يعرفوا أسماءهم، فمنهم من استكمل طريق الفن والشهرة، وآخرون اكتفوا بالمشاركات الأولى ولم يكملوا المشوار.
“الجريدة نت ” تعرفكم من خلال هذا التقرير على أشهر الأطفال الذين كانوا نجوماً في ساحة الفن المصري وواصلوا طريقهم.
الطفلة المعجزة وقريباتها
من أشهر الأسماء التي لا يجب أن نتخطاها “فيروز”، تلك الطفلة التي لفتت الأنظار بمواقفها الطريفة مع أنور وجدي وعفويتها الشديدة، في التهام قطعة الجبن شيئاً فشيئاً إلى أن أجهزت عليها في فيلم “ياسمين”، الذي تحدى فيه “وجدي” الجميع بإسناد دور البطولة لطفلة لم تتجاوز الثامنة من عمرها.
ورغم أنها رحلت قبل عامين، عن عمر تجاوز الثالثة والسبعين، فإن الطفلة الشقية، أو “المعجزة” كما أطلق عليها النقاد، لم يعوضها مئات الأطفال الذين ظهروا على الشاشات منذ ذلك الحين.
ولم تفلح شقيقتها “نيللي”، التي مثلت في طفولتها، والتي أدت أشهر أدوارها في فوازير رمضان، في الوصول إلى نجوميتها، أو ابنة خالتها “لبلبة” التي كان اسمها الحقيقي “نيوشاكا مانول كوبليان”، وظهرت للمرة الأولى في فيلم “حبيبتي سوسو” مع أبو السعود الإبياري الذي أطلق عليها اسمها الفني.
أما اسم “فيروز” الحقيقي فهو “شيرلي تمبل”، ومن أشهر أفلامها “ياسمين”، و”فيروز هانم”، و”دهب”، وعرفت بأغنيتها الأشهر “معانا ريال”، وانسحبت من الحياة الفنية عام 1960 بعد أن تزوجت من الفنان الراحل بدر الدين جمجوم، إلى أن توفيت عام 2016.
صغار في زمن السينما الرائدة
وقريباً من تلك الفصاحة كان الطفل الأكثر شهرة بين أقرانه “فصيح طاقية الإخفاء”، الذي لا يعرف الكثيرون أن اسمه الحقيقي أحمد فرحات، والذي استغل حجم جسده الصغير وصوته المميز ليبقى مدة طويلة مؤدياً دور الطفل الفصيح.
ونال فرحات الإعجاب في أفلام “شارع الحب” و”شمس لا تغيب” و”غرام في السيرك” و”نهر الحب” و”معبودة الجماهير”.
وبعد أن تجاوز فرحات الطفولة اختفى عن الأنظار، ليفاجأ المتابعون بظهوره عقب ثورة يناير 2011 ليكشف أسرار القصر الجمهوري؛ حيث كان يعمل مديراً للاتصالات برئاسة الجمهورية.
وفي نفس الاتجاه، عرفت السينما المصرية الطفلة إيناس عبد الله التي اشتهرت بعبارتها “يا حسين ما تطلق الست دي بقى وتريحنا” في فيلم “أم العروسة”، والتي عرفت بنظارتها السميكة و”لماضتها” في الرد على الكبار، فيما تحولت إلى التقديم التلفزيوني مع ظهور القناة الثالثة بالتلفزيون المصري.وقريباً منها كانت الطفلة “إكرام عزو”، التي عرفت بجملتها الشهيرة “أربعة يا ماما أربعة” في فيلم “عائلة زيزي”، وكانت ردودها الظريفة مفتاح دخولها إلى قلوب المشاهدين، لتشارك في مجموعة من الأفلام منها: “الفانوس السحري” و”لا تذكريني” و”السبع بنات”، واكتفت بأدوارها الطفولية إلى أن توفيت عام 2001.الطفل سليمان الجندي أدى أدواراً بجوار فريد شوقي في أفلام “رصيف نمرة خمسة” و”الأسطى حسن” و”جعلوني مجرماً” إلا أنه لم يكمل مسيرته الفنية إلا عبر “أم العروسة”، بعد أن كان في مرحلة الشباب، وبعدها انشغل في تجارة السيارات إلى أن توفي عام 1996.ومن ضمن الأطفال الذين ظهروا في السينما وواصلوا المشوار الفني إلى النهاية، الفنانة “بوسي”، التي قدمت دورها الأول في الثامنة من عمرها، وكانت ابنة صباح التي غنت لها “حبيبة أمها”.
صغار ومشاغبون
وخلال السنوات الماضية كانت المسلسلات هي البوابة المفضلة لظهور الأطفال؛ حيث عرف المشاهدون الطفلة “ليزا” المشاغبة في مسلسل “هند والدكتور نعمان”، وريم أحمد التي لا يعرفها أحد إلا باسم “هدى”.
وقدمت “هدى” دور الابنة الصغرى في “عائلة ونيس”، وأصبحت الآن مذيعة بإحدى القنوات الفضائية المصرية، بالإضافة إلى شقيقتها في المسلسل “جهاد” والتي جسدتها الطفلة هدى هاني.
وظهرت أيضاً الطفلة “منة عرفة” التي اشتهرت بدور الابنة الوحيدة لعائلة أشرف عبد الباقي، في مسلسل الست كوم الشهير بـ”راجل وست ستات”.
ومن الأطفال الذين اقتربوا من النجومية هديل خير الله التي اشتهرت بدور الفتاة المتشردة في فيلم “العفاريت” مع الفنان عمرو دياب، والطفلة مها عمار التي أدت دور الفتاة الشقراء التي كانت تقول للفنان كريم عبد العزيز: “متقوليش يا أمورة” .
ورغم سيطرة الفتيات على عالم نجومية الأطفال فإن بعض الأولاد حققوا شهرة في الأعمال الفنية التي قدمت خلال العشرين عاماً الأخيرة، ومنهم الفنان الراحل ماهر عصام الذي شارك طفلاً في فيلم “النمر والأنثى”، وتوفي في يونيو 2018 عن 38 عاماً.
كذلك، الطفل أحمد عقل، أو “سقراط الفصيح”، الذي غنى له الفنان سمير صبري “اضحك يا أبو علي يا خفيف الدم”، في فيلم “جحيم تحت الماء”، بالإضافة إلى شادي خفاجة الذي شارك في فيلم “أبو علي” مع كريم عبد العزيز ومنى زكي، كما أدى الطفل يوسف عثمان دوراً مهماً في فيلم “بحب السيما” ومسلسلي “يتربى في عزو” و”فرعون”.
وكان الأشقاء الثلاثة “مؤمن” و”نادر” و”نبيلة” حسن ضمن أشهر الأطفال في طفولتهم، إلا أنهم لم يستكملوا مشوار النجومية.
كما اكتسب الطفل شريف صلاح الدين شهرة واسعة حين أدى دور طه حسين طفلاً بمسلسل “الأيام”، إلا أنه مات متأثراً بالمخدرات، ومدحت جمال الذي أدى دور (عاطف) بفيلم (الحفيد)، إلا أنه اتجه للهندسة.
الناقد الفني عصام زكريا يؤكد أن “الحضور” هو الذي يحدد مدى استمرار الطفل فنياً بعد تخطيه الطفولة، وهو ما يدفع المنتجين والمخرجين إلى اتخاذ قرار الاستعانة بهم في أعمالهم الفنية.
ويقول زكريا، في تصريح صحفي سابق له: إن “تغير ملامح الأطفال بعد وصولهم مرحلة البلوغ، قد يكون شهادة إنهاء علاقتهم بالفن أو مواصلتهم بنفس المسار”.