استعرض الكاتب السياسي في مجلة “ذي أمريكان سبكتايتور” دايفد كاترون الخطأ الكبير للمرشح جو بايدن وحزبه الديموقراطي والذي ربما سلم الولاية الثانية إلى دونالد ترامب في الخريف المقبل.
وكتب أن رونالد ريغان ضمن إعادة انتخابه في 1984، حين أعلن المرشح الديمقراطي والتر موندال في خطاب قبول ترشيح الحزب له، نيته زيادة الضرائب.
وكذلك فعل نائب الرئيس السابق جو بايدن الجمعة الماضي حين سلم انتخابات 2020 بشكل شبه مؤكد إلى الرئيس ترامب عندما قال لإعلامي أمريكي من أصل أفريقي: “إذا كانت عندك مشكلة في معرفة إذا كنت معي أو مع ترامب، إذاً أنت غير أسود”.
الديمقراطيون قلقون
لم يقتصر هذا الخطأ الفادح على نزع القناع عن موقف بايدن الاستعلائي تجاه كتلة من الناخبين الذين لا يمكنه الفوز دون دعمهم وحسب، بل كشف أيضاً أن حملته قلقة من أرقام استطلاعات رأي هؤلاء الناخبين تحديداً.
وذكر استطلاع رأي حديث لجامعة كوينيبياك أن 81% من الأمريكيين من أصل أفريقي يدعمون بايدن.
وإذا بدا هذا الرقم مرتفعاً، فيجدر تذكر أن كلينتون فازت بـ 88% من أصوات الناخبين السود في 2016، ومع ذلك فإنها خسرت السباق الرئاسي. وكانت نسبة إقبال الأمريكيين من أصل أفريقي على التصويت منخفضة في تلك السنة. بعبارة أخرى، على بايدن أن يحفز هؤلاء على الإقبال بكثافة أكبر مما فعلت هيلاري، والفوز بنسبة أكبر من أصواتهم.
ولن يستطيع بايدن الفوز بالرئاسة بنسبة 81% من إقبال فاتر لهذه الفئة على الانتخابات، وحملته تدرك ذلك.
رد فعل الإعلامي
ولهذا السبب، تابع كاترون، تنازل بايدن وقبِل بالمشاركة في برنامج “نادي الفطور” الذي يقدمه لينارد ماكيلفي المعروف إعلامياً باسم شارلمان ذا غاد. وعززت حملة بايدن تواصلها مع مجتمع الأمريكيين من أصل أفريقي، وكانت المقابلة جزءاً من هذا الجهد، فشارلمان تأثير حقيقي في ذلك المجتمع وبرنامجه، بين البرامج الصباحية الإذاعية الأكثر شعبية في أمريكا، ويصل إلى ملايين المستمعين أسبوعياً.
وحين سئل شارلمان على شبكة أم أس أن بي سي، هل يُعزز تعليق بايدن يعزز النظرة إلى أن الحزب الديموقراطي يتعامل مع أصوات هذه الفئة على أنها مضمونة، رد بالإيجاب وقال:
“أعلم أن ذلك هو الموقف. لهذا السبب لا أهتم حتى للكلمات والتملق. يجب أن يصل الأمر إلى نقطة يتوجب علينا التوقف عن إلقاء العبء على الناخبين السود ليظهروا دعم الديموقراطيين والبدء بإلقاء العبء على الديموقراطيين ليظهروا دعم الناخبين السود، يجب أن يقلقوا من إحباط الناخبين، ومن بقاء الناس في منازلهم يوم الانتخابات لأنهم ببساطة غير متحمسين للمرشّح. لا تستطيع التصرف بناءً على أنّ هذه هي أهمّ انتخابات على الإطلاق، لكنك تدير حملة من طابقك السفلي، دون وعد ببعض الالتزامات السياسية الحقيقية للمجتمع الأسود، ودون إصغاء إلى بعض المطالب التي يتقدم بها المجتمع الأسود”.
تنظيف الفوضى
حاولت حملة بايدن تنظيف الفوضى الجمعة بادعاء المستشارة البارزة في حملة بايدن سايمون ساندرز، أن كلامه كان مزحة. لكن كلامها الفارغ يفشل في اختبار الضحك وفق كاترون. فمبادرات ترامب وإصلاحاته لنظام العدالة الجنائية أمنت في ثلاثة أعوام للسود ما لم يستطع بايدن إنجازه في نصف قرن من السباحة حول المستنقع.
وبعدما اتضح أن استراتيجية “المزاح” لم تعد تنطلي على أحد، رفضت ساندرز تقديم المزيد من الأسئلة المرتبطة بالمسألة على شبكة أن بي سي.
تعجرف واستعلاء
كان كلام السيناتور الجمهوري تيم سكوت أقل تحفظاً، عندما قال: “تعليقات جو بايدن هي أكثر تعجرف واستعلاءً سمعته منذ فترة طويلة جداً. أشعر بالإهانة لكني لست متفاجئاً.”
وكتب المرشح الجمهوري ذو الأصول الأفريقية لمجلس الشيوخ جون جايمس في شبكة فوكس نيوز، أن الحزب الديموقراطي تعامل مع أصوات الناخبين السود على أنها مضمونة منذ عقود، لكن بايدن أخذ هذه النظرة إلى “مستوى جديد ومؤذٍ جداً”.
وأضاف جايمس “أظهر بايدن بوضوح اعتقاده أنه يعرف أفضل من السود ما الأفضل لنا، وأننا إذا لم ندعمه نكون منكرين لإرثنا وهويتنا الإثنية. الأسوأ، إني لا أرى زملاء بايدن الديموقراطيين يحاسبونه على تعليقاته. عوض ذلك، أسمع السكوت، لقد انكشفت وجهات نظر بايدن وهي تناقض بشدة نظرة الرئيس ترامب، الذي زار ميشيغان الخميس واستمع فعلياً لحاجات السود من سُود”.
تشابه تاريخي
يرى كاترون أن هنالك بعض التشابه التاريخي بين ما يحصل اليوم، وبين مواقف الحزبين في التاريخ الأمريكي، إذ يريد بايدن قيادة حزب الاستعباد وقوانين العنصرية والانفصال. بينما يقود ترامب الحزب الذي منح المواطنية للعبيد السابقين واعترف بحقهم في التصويت. ومرر الجمهوريون القانون الذي سمح بتصويت النساء رغم الاعتراضات العنيفة للديموقراطيون بشكل متكرر.
ولهذه الأسباب، صوت 95% من الأمريكيين الأفارقة للحزب الجمهوري بين نهاية الحرب الأهلية الأمريكية حتى ثلاثينات القرن الماضي. وبحلول ذلك الوقت، بدأ الجمهوريون يأخذون أصوات السود على أنها مسألة مفروغ منها. وختم كاترون قائلاً: “هل يبدو الأمر مألوفاً؟ إذا لم يكن كذلك، فعودوا لقراءة الاقتباس عن شارلمان ذا غاد.”