قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان بان نشاط حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها (BDS) قد أثار صراعا داخليا في دولة الاحتلال الاسرائيلي، بين حكومة وأحزاب المعارضة، حيث هاجم قادة الأحزاب الإسرائيلية في المعارضة رئيس الحكومة ووزير الخارجية الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، واتهموه بأنه لا يفعل شيئا من أجل محاربة حركة المقاطعة العالمية وبأنه دمر الدبلوماسية الإسرائيلية،
وقال الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) وعضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، عضو الكنيست يعقوب بيري من حزب “ييش عتيد”، خلال ندوة “سبت الثقافة” في مدينة حولون، إن “حضور حركة BDS يتسع في الجامعات في أنحاء العالم، وبرلمانات كثيرة تسن قوانين ضد إسرائيل، ويراكم الفلسطينيون إنجازات في الحلبة الدولية، ورئيس الحكومة لا يفعل شيئا”.
ووصف المكتب الوطني للدفاع عن الأرض قرار وزيرا الداخلية والامن الداخلي الاسرائيليين “ارية درعي وغلعاد اورن” اقامة طاقم متخصص مشترك يعمل على طرد نشطاء المقاطعة وما تسميه” اسرائيل” بالنشاط الهادف لنزع الشرعية عنها ومنع دخولهم” اسرائيل” عبر كافة المعابر ، بأنه يعكس مدى تأثير حركة المقاطعة على دولة الاحتلال الاسرائيلي ، حيث سيعمل الطاقم المذكور على تحديد هويات ومكان اقامة مئات النشطاء المتواجدين حاليا في” اسرائيل” و طردهم ومن ثم يتم منع دخولهم مستقبلا ،
وقال وزير الداخلية الاسرائيل اريه درعي “يبدأ النضال ضد المقاطعة الدولية من العمل ضد النشطاء اللذين يصلون الى قطاع من دولة اسرائيل” وبدوره قال غلعاد اوردن وزير الامن الداخلي “يجب ان لا نسمح بدخول نشطاء المقاطعة الى اسرائيل”.
وفي التفاصيل المتعلقة بنشاطات حملة المقاطعة على المستويات المحلية والعربية والدولية والاسرائيلية فقد كانت على النحو التالي في فترة اعداد التقرير :
فلسطينيا : دانت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل– قيام وفد سعودي يضم أكاديميين ورجال أعمال برئاسة الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي بزيارة دولة الاحتلال والاستعمار والأبارتهايد والاجتماع بأعضاء في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) وشخصيات من حكومة نتنياهو المتطرفة، وعلى رأسها المدير العام للخارجية الإسرائيلية، بحجة الترويج لمبادرة السلام العربية، واعتبرته تقويضاً خطيراً لنضال الشعب الفلسطيني، المدعوم من شعوبنا العربية الشقيقة، من أجل نيل حقوقنا التاريخية والمشروعة بموجب القانون الدولي عبر إنهاء نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي.
بدورها حذرت اللجنة الوطنية للحملة النسائية من مخاطر الهرولة في التطبيع مع إسرائيل , وما يمكن أن يرشح عنه من احتمالات انجرار دول عربية أخرى , في الوقت الذي حققت فيه حركة مقاطعة إسرائيل على المستوى العالمي انجازات هامة على طريق عزل إسرائيل والحق في مقاطعتها , بل وهناك بدايات نهوض جدي لحركة المقاطعة الشعبية في عدد من الدول العربية ، كما دعت اللجنة الوطنية للحملة النسائية إلى مواصلة الجهود وتفعيلها خلال أشهر الصيف الحالي , في الدعوة إلى مقاطعة جميع البضائع الإسرائيلية , بالتركيز على السلع التي يتم استهلاكها في هذه الأشهر من عصائر ومثلجات وغيرها , ودعت إلى الاستفادة من المخيمات الصيفية في تعبئة الأطفال والشباب بالأهداف الوطنية والاقتصادية للمقاطعة
عربيا: استنكرت حركة مقاطعة إسرائيل في الخليج (BDS Gulf) قيام وفد سعودي يضم أكاديميين ورجال أعمال بزيارة اسرئيل والاجتماع بقيادات في حكومة نتنياهو المتطرفة وعلى رأسهم المدير العام للخارجية الصهيونية. وأضافت إن هذه الزيارة الذي قادها الجنرال المتقاعد أنور عشقي تأتي كحلقة جديدة في مسلسل التطبيع والذي ارتفعت وتيرته في السنوات الأخيرة .
واصدرت أكثر من 2200 شخصية من دول الخليجي العربي، أواخر الاسبوع الماضي، بيانًا أعلنت فيه رفض الشعوب العربية في الخليج اية علاقة او تطبيع مع اسرائيل. وطالبت الشخصيات في بيانها الحكومات المحافظة على مواقفها المقاطعة والمتسقة مع تطلعات شعوبها، وذلك بمنع كافة أشكال التطبيع و على رأسها المقابلات الرسمية و غير الرسمية مع مسؤولي العدو وعدم إرسال وفود رسمية أو حتى السماح لوفود غير رسمية لا تمثل الدولة بزيارة دولة الاحتلال ومعاقبة كل من يقوم بمخالفة ذلك بناءً على قوانين مقاطعة العدو في دول الخليج العربي و القوانين التي تمنع السفر إلى اسرائيل وإتخاذ كافة الخطوات اللازمة لتشجيع مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها ضمن سياق حملة BDS العالمية.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، رئيس مكتب المقاطعة العربية لإسرائيل، السفير سعيد أبو علي، في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال المؤتمر الـ90 لضباط اتصال المكاتب الإقليمية للمقاطعة العربية لإسرائيل، والتي انطلقت بالعاصمة المصرية برئاسته، وبمشاركة ضباط الاتصال في عدد من الدول العربية إن مقاطعة اسرائيل واجب وفرض على كل عربي بل وعلى كل إنسان يؤمن بالقانون الدولي وحقوق الانسان خاصة، وإن المقاطعة، كما أثبت الواقع أداة فعالة وقانونية لمعاقبة إسرائيل وفضح طبيعتها العدوانية العنصرية،
وقد قرر المؤتمر الـ90 لضباط اتصال المكاتب الإقليمية لمقاطعة إسرائيل إدراج مجموعة من الشركات الدولية، بينها شركات أمريكية وأوروبية، على لائحة المقاطعة والحظر، وذلك لتعاملها مع الإحتلال الاسرائيلي من بينها شركة الإسمنت الألمانية لوجود معامل إسمنت تابعة لها في المستوطنات، وكذلك شركة النفط الأميركية جيني انيرجي ليمتد المتهمة بوجود فرع لها في إسرائيل يقوم باستكشاف البترول في هضبة الجولان المحتل
وفي الأردن أعلنت الحملة الوطنية الأردنية لإسقاط اتفاقية الغاز مع اسرائيل “غاز العدو احتلال”، نيتها رفع قضية في المحاكم النظاميّة ضد الحكومة وشركة الكهرباء الوطنية، وشركة البوتاس العربية، وذلك لدعمها الاحتلال وتعريض الأمن الوطني للأردن ومواطنيه للخطر.
وقالت الحملة إنها شكلت فريقاً قانونياً مختصاً لهذا الغرض، برئاسة شخصية قانونية وحقوقية بارزة، فيما فتحت الباب أمام جميع المحامين للانضمام إلى الهيئة، التي ستتولى مقاضاة الحكومة الأردنية، وشركة الكهرباء الوطنية، وشركة البوتاس العربية، والمطالبة بمحاسبتها
وعلى صعيد آخر منعت بعثة لبنان الرياضية إلى دورة الألعاب الأولمبية “ريو 2016” البعثة الإسرائيلية من الصعود إلى الحافلة معها للذهاب الى استاد “ماراكانا” الأسطوري حيث جرت مراسم الافتتاح.واضطر ذلك البعثة الإسرائيلية لانتظار وصول حافلة جديدة لتقلها إلى مراسم الافتتاح. وأشاد اللبنانيون بما فعلته بعثتهم، حيث اشتعل هاشتاغ على موقع التواصل الاجتماع الاجتماعي “تويتر” باسم “طرد الإسرائيليين من الحافلة”، مؤكدا رفضهم القبول بالإسرائيلي بأي شكل كان.
اسرائيليا : عكست مواقف المستوى السياسي والامني في اسرائيل مدى الخوف من انعكاس حركة المقاطعة على اسرائيل فير المحافل الدولية . فقد قال وزير الشؤون الإستراتيجية والأمن الداخلي والمسؤول عن مكافحة حركة المقاطعة غلعاد إردان أنه “لا يوجد يمين ويسار، صقر وحمامة، في معركة مكافحة حركة المقاطعة”.وقال إردان إن معركة مواجهة حركة المقاطعة يجب إدارتها بالتعاون بين الحكومة الإسرائيلية والمجتمع المدني في الداخل والخارج.
فيما عقد رئيس حزب “ييش عتيد”، يائير لبيد، ورئيس حزب “يسرائيل بيتينو (إسرائيل بيتنا)”، أفيغدور ليبرمان، ما وصفاه بأنه “مؤتمر طارئ” في الكنيست، دعوا فيه إلى محاربة حركة BDS تحت عنوان “نحارب من أجل مكانة إسرائيل الدولية”،
وقال المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في لندن، يفتاح كوريئيل، لصحيفة “معاريف” إنه “توجد هنا مشكلة صعبة تشكلها حركة المقاطعة وأضاف كوريئيل أن “عملا كثيرا يجري خلف أبواب مغلقة من أجل مواجهة نشاط BDS. ويجري قسم كبير مما نفعله خلف الكواليس لأن هدف أعضاء الحركة هو الحصول على تغطية إعلامية، ونحن معنيون بمنع ذلك.
وقال السفير الإسرائيلي السابق في لندن والأمم المتحدة، رون بروسور، إنه يجب انتهاج توجه هجومي ضد حركة المقاطعة. وأضاف أن “النظرية السائدة كانت أنه إذا تحدثنا عن BDS، فإننا سنمنحهم اعترافا أكثر مما يستحقون، لكن هذه النظرية تنهار الآن. ويجب معالجة أمر هذه الظاهرة مثلما يتم التعامل مع عدو
وفي سياق ردود الفعل الاسرائيلية على حركة المقاطعة أصدر وزير الداخلية الإسرائيلي ارييه درعي، أمرا بترحيل مجموعة ناشطين أوروبيين بحركة المقاطعة العالمية ضد “إسرائيل”، والمعروفة اختصارا بحروفها الأولى (بي دي أس)، إلى بلادهم، بعد التحقيق معهم.