وكرر ترامب مراراً أنه سيلغي كل المراسيم التنفيذية التي أصدرها أوباما بصفته رئيساً، ووعد بإلغاء قانون “العمل المؤجل للأطفال الواصلين”، الذي يوفر أذونات للعمل ويرجئ الترحيل موقتاً. وكان قرار أوباما الإعفاء من الترحيل أثار تنديداً واسعاً من الجمهوريين على مدى سنوات. ولكن خطة ترامب حول الهجرة تشمل “إلغاءً فورياً” لمرسوم تأجيل الترحيل الموقت، واصفاً إياه بأنه “عفو غير قانوني”.
وقال المحامي المتخصص بشؤون الهجرة ديفيد ليبوبولد إنه سيكون من صلاحية ترامب العمل على هذا الوعد منذ اليوم الأول لرئاسته، لأن قانون التأجيل الموقت للترحيل هو مرسوم صادر عن أوباما، وقابل للإلغاء بحسب تقدير الرئيس أو أيٍ من خلفائه. (واجهت جهود أوباما لتوسيع الحماية لفئات أخرى رفضاً من المحاكم، بينما بقي مرسوم الترحيل المؤجل مطبقاً).
تأُير معطل
ويقول ليوبولد: “إذا ألغى ترامب في اليوم الأول لرئاسته مرسوم التأجيل الموقت للترحيل، فإنه سيلغي أذونات العمل للمستفيدين ويعرض هؤلاء للترحيل”، مضيفاً أن “معظم هؤلاء الأشخاص هم شبان، انطلقوا في حياتهم للتو، ويستثمرون بكثافة من خلال المشاركة علناً بالنظام الأمريكي”.
ويرى سيرجنت أن من شأن هذه الخطوة أن تترك تأثيراً معطلاً على مئات الآلاف من الأشخاص، وكذلك على عائلاتهم ومجتمعاتهم، في حال تعرضوا أو لم يتعرضوا للترحيل مستقبلاً.
وبعدما تعهد بترحيل جماعي خلال الإنتخابات التمهيدية، عدل ترامب خطته خلال الانتخابات العامة، واعداً بترحيل المجرمين منهم أولاً. لكن خطة ترامب المعدلة لن تؤدي إلى مسار ذات معنى بالنسبة إلى الوضع القانوني على المدى الطويل وستترك المهاجرين غير الشرعيين عرضة للطرد في وقت غير محدد لاحقاً.
قوة سياسية منظمة
وينظم مؤيدو الهجرة نفسهم لمواجهة ترامب، في حال أقدم على الوفاء بهذا الوعد وغيره من الوعود. وثمة الكثيرين من المتعاطفين مع قانون “العمل المؤجل للأطفال الواصلين” ويشكل هؤلاء قوة سياسية منظمة وماهرة. ولا يؤيد ترامب على الأرجح إلا قلة من الأمريكيين في نظرته عن المهاجرين غير الشرعيين بوصفهم عناصر من المفتصبين والمجرمين. ذلك أن كثيرين منهم مثقفون أمريكياً ويتقنون الإنكليزية بلكنة أقل، وهم وصلوا إلى الولايات المتحدة في أعمار فتية وعاشوا فترة لا بأس بها من حياتهم فيها. وقد اتاح التأجيل الموقت للترحيل للكثيرين منهم الإندماج بعمق في الحياة الأمريكية.
وإذا ألغيت أذونات العمل لهم، يمكن توقع تعاطف من وسائل الإعلام التي ستعلن ان رغبتهم الوحيدة هي أن يعملوا بجد وأن يبقوا منتجين، ومساهمين في المجتمع الأمريكي. وهذه ستكون واحدة من أولى المشاكل الكبيرة لرئاسة ترامب.