للصبية الملكة تاج وصولجان. ليس هذا فحسب، بل بيت وسيارة ومجوهرات وكثير من الهدايا، التي تتركنا أمام الشاشة نسأل عمّا إذا كان الجمال يستحق كل هذه الهيصة. لكن، أحببنا أم لم نحب هذه المسابقة، التي ستحصل مساء الأحد في 24 أيلول، يتربص معظمنا أمام الشاشة كي يشاهدها، وإن كانت تبدو نسخاً مكررة عن بعضها. لذا، قررنا أن نفسد عليكم هذه التجربة، ونخبركم بما ستشاهدونه.
مقدّمة السهرة
ايميه صيّاح، ديما صادق، رولا بهنام وغيرهن. مذيعات جميلات يملكن الحضور والجمال والثقافة على حد سواء. ما يدفع بعض المشاهدين إلى القول إنهن جديرات بالفوز باللقب بدلاً من المتسابقات. لا تحلو السهرة من دون تعليقاتهن، التي تجعلنا نصدّق أن هذا الحفل سيغيّر ليس حياة الملكة فحسب، بل حياتنا جميعاً. بالإضافة إلى أسئلتهن، وبعض المواقف التي تحصل بينهن وبين المتسابقات، كالضياع بشأن مشكلة “من سيحمل الميكروفون”. أو عندما تطلب إحدى المتسابقات توضيح السؤال المطروح، فتبرز قدرة المقدّمة على تبسيط السؤال حتى وصوله إلى صيغة “من أكل التفاحة؟”.
دخول المتسابقات
بالتأكيد ستدخل المتسابقات في لوحة فنّية غامضة. كل واحدة منهن تبتسم، كأن نصف الحلم قد تحقق. يرقصن، يتطاير شعرهن. يبتسمن ثم يقفن كما تدرّبن. في هذه المرحلة، نبدأ اختيار الأجمل بينهن ومراقبة التفاصيل. اليد الموضوعة على الخصر طوال العرض. حركاتهن عند المشي والاستدارة. الابتسامة التي لا تفارق وجوههن، حتى عند خروجهن من المسابقة، وإن كنا نظن أنها ليست روحاً رياضية خالصة، بل بسبب تعوّد عضلة الفم على الابتسام. هذه الفقرة عادةً ما تترافق، في خلفيتها، موسيقى شرقية ساحرة، لكي نشعر بالجمال الشرقي بكل حواسنا المتاحة. أو هكذا يريدوننا أن نشعر.
عرض البيكيني
لا تكتمل هذه المسابقة من دون عرض البيكيني. حقاً. إذ إن اختيار الملكة صعب من دون تقييم جسدها بلباس البحر. وأنتم ستسمعون طيلة السهرة كلاماً عن أهمية الجمال الداخلي. ربما يكون هذا هو الجمال الداخلي؟ ربما. فالصدر والبطن الممسوح والسيقان المفتولة والمؤخرة المشدودة تلعب الدور الأكبر، وإلا لما كانت هذه الفقرة قد وجدت.
مرحلة الأسئلة
إن لم أكن مخطئة، قد نغض النظر عن كل الفقرات السابقة إن لم يكن شكل الفتيات يهمنا. إلا أن مرحلة الأسئلة تبقى الأكثر تشويقاً، خصوصاً أن تاريخ هذه المسابقة يشهد على أجوبة تستحق التأمل. ولكي لا ننسى، إليكم بعض الأمثلة:
عندما سُئلت إحدى المتسابقات عن القرار الأول الذي ستتخذه إذا انتُخبت رئيسة للجمهورية، قالت: “ببلّش بالزبالة يلي عم تسبب أمراض وأخدن على المستشفيات”.
ولما كان السؤال “تحت أي عنوان ممكن تشاركي وتتظاهري؟”، أبهرت متسابقة أخرى الجمهور بالقول: “بنزل وبدافع عن شعبنا”. لكن، ضد مَن ومِن أجل ماذا؟ لا أحد يعلم.
وإذا كان السؤال عن اختيارها بين الزواج المدني أو الديني، ماذا تختار؟ قالت إحدى المتسابقات: “أختار الزواج المدني إذا من غير دين، لأن الإنسان يلي بدو يحافظ على مبادئه وعلى دينه رغم أنو يتزوج زواج مدني”. إلى آخره..
لحظة التتويج
أخيراً، اللحظة الحاسمة. تقف المرشحات النهائيات صفاً واحداً لسماع النتيجة. أيديهن مشبوكة، كأنهن يواجهن صعوبة في التنفّس. وإمعاناً في التشويق، وقطع نفس المتسابقات، تُستقدم الملكة السابقة لكي تخبّر عما أنجزته على مدار سنة كاملة. لكن، من يهمه الآن معرفة انجازتها؟ نريد النتيجة.
أعلنت النتيجة، أخيراً. صرتم تعرفون من هي الملكة الجديدة. وفي حين أنكم ستغرقون في أسئلتكم الوجودية، وستجدون حولكم من يستنكر ما حصل، أو يسخر من الملكة المتوجة، سيتحوّل المسرح إلى ساحة للغمر والحب الفائض للملكة الجديدة التي ستتسلّم التاج من زميلتها السابقة.
لكن، مهلاً. لدينا نصيحة لكم: لا تفوتوا فرصة النظر إلى تعابير الوصيفة الأولى وردة فعلها. لا أحد يعرف ما قد يحصل. وهذا ما نراهن عليه دائماً. فقد تكون ردة فعلها كارثية وبعيدة كل البعد من الروح الرياضية. كما حصل في العام 2004، عندما غضبت لاميتا فرنجية لحلولها في مركز الوصيفة الأولى. فتنازلت عنه، وتركت المسرح فور فوز زميلتها ندين نسيب نجيم باللقب. وهذه نصيحة ثانية: افتحوا فايسبوك وتويتر، ستجدون على الأرجح ما يسركم.