تواصلت المظاهرات والمسيرات بعدة دول عربية وإسلامية، منددة بـ”الاعتداءات” الإسرائيلية على المسجد الأقصى، منذ غلقه، قبل أسبوع لأول مرة منذ 1967، مرورا باقتحامات متكررة للمسجد من قبل مستوطنين في حماية الشرطة الإسرائيلية، وانتهاء بفرض قيود على الصلاة في الحرم القدسي.
وأحدث تلك المظاهرات كانت في موريتانيا، حيث تظاهر الآلاف من سكان العاصمة نواكشوط، اليوم الجمعة، لـ”نصرة” المسجد الأقصى ودعمه في وجه الاعتداءات التي يتعرض لها من طرف المستوطنين، حسب “الأناضول”.
وشارك في المسيرة، العلامة الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الددو، وقيادات بعض أحزاب المعارضة الموريتانية، من أبرزهم صالح ولد حنن رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني، ومحمد غلام ولد الحاج الشيخ نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” الإسلامي، ومحمد محمود ولد لمات نائب رئيس حزب تكتل القوي الديمقراطية.
وردد المشاركون في التظاهرة، شعارات تدعوا حكام العرب إلي اتخاذ مواقف “شجاعة وقوية” ضد الاعتداءات التي يتعرض لها المسجد الأقصى.
ودعا العلامة ولد الددو، الشعب الموريتاني إلي النفير من أجل حماية مقدسات المسجد الأقصى، محذرا من التقاعس عن نصرة المسجد باعتبارها تشكل تخاذلا لقضية ذات أهمية كبيرة في قلوب المسلمين.
وكان مفتي البلاد، أحمدو ولد لمرابط، ندد في خطبة الجمعة ظهر اليوم بهذه الاعتداءات، داعيا المسلمين في أي بقعة من العالم إلي إنكارها.
وفي غزة، شارك العشرات من الفلسطينيين في جنوبي القطاع، اليوم الجمعة، في تظاهرة احتجاجية، دعت إليها حركة الجهاد الإسلامي، نصرة للمسجد الأقصى، ورفضاً لـ”الاعتداءات” الإسرائيلية بحقه.
وندد المشاركون بـ”الاعتداءات” الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى، مطالبين الأمة العربية والإسلامية بـ”التحرك لوقف سياسة الاعتداءات الإسرائيلية” تجاه الأقصى.
ورفع المتظاهرون لافتات كُتب على بعضها: “القدس تنزف”، و”القدس تُهود.. فأين المسلمين؟”. كما رددوا هتافات نصرةً للأقصى كان من بعضها “لبيك يا أقصى”.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، في مقابلة مع مراسل “الأناضول”، على هامش المسيرة، إن “جماهير القطاع تخرج لرفع الصوت عاليًا لرفض التهويد والتدنيس والتقسيم للأقصى، ولدعم أهل القدس”.
وفي بيروت نظم العشرات من اللاجئين الفلسطينيين في أحد مخيماتهم في العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الجمعة، وقفة تضامنية مع المسجد الأقصى الذي يتعرض لـ”انتهاكات وتهديد وخطر”، مؤكدين على أنهم يتمنون الدفاع عنه والموت على أعتابه.
وتجمع المتضامنون، بعد صلاة الجمعة، في أحد شوارع مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين، في بيروت، مؤكدين أن الرهان هو على أبناء القدس في حماية المسجد الأقصى “بعد أن أصبح المدد في مكان آخر”.
وتحت الأعلام الفلسطينية، وعلى وقع الأناشيد الجهادية، توجه القيادي في حركة الجهاد الإسلامية في مخيم برج البراجنة، أبو وسام المنوّر الى أبناء بيت المقدس بـ”الثبات” بعد أن أصبح الرهان عليهم وسقوط كل الرهانات الأخرى.
وشهد الأردن، بعد صلاة الجمعة اليوم عدداً من المسيرات والوقفات الاحتجاجية، تضامنا مع المسجد الأقصى وما يتعرض له من انتهاكات من قبل السلطات الإسرائيلية، وللترحيب باستدعاء حكومة عمان لسفيرها في تل أبيب وليد عبيدات، ومطالبتها باتخاذ المزيد من الإجراءات التصعيدية لحماية المقدسات.
ففي وسط العاصمة عمان، نظمت جماعة الإخوان المسلمين مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني وطافت شوارع المدينة القديمة وشارك بها المئات من المواطنين إضافة لقيادات الجماعة، تنديدا بـ “الانتهاكات الصهيونية” بحق المقدسات الإسلامية.
وردد المشاركون في المسيرة التي تابعها مراسل “الأناضول”، هتافات ورفعوا يافطات أكدت على أن الشعب الأردني لن يبخل على المسجد الأقصى بدماء أبنائه، ورحبت بموقف الحكومة من الاعتداءات الأخيرة وطالبتها بطرد السفير الإسرائيلي دانيل نيفو من عمّان، كما طالبت بقطع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية المعروفة بـ”وادي عربة”.
وفي تصريح للأناضول، حذّر المتحدث باسم الجماعة زكي بني أرشيد من مخاطر ما أسماها “المؤامرات الصهيونية” على المقدسات في القدس، داعيا المسلمين إلى “النهوض لحماية ثالث الحرمين الشريفين بكل ما يستطيعون من قوة”.
وأشار إلى ضرورة مواصلة الحكومة الأردنية إجراءاتها التصعيدية بعد استدعاء سفيرها من تل أبيب، وذلك بطرد نظيره من عمان وقطع معاهدة السلام مع الإسرائيليين.
وتجددت الاشتباكات بين مجموعة من المواطنين الفلسطينيين اليوم الجمعة والقوات الإسرائيلية في مخيم شعفاط في القدس.
واستخدمت الشرطة الإسرائيلية القنابل المسيلة للدموع والأعيرة المطاطية ضد آلاف الفلسطينيين الذين تجمعوا في المكان بعد صلاة الجمعة في مظاهرة ضد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى.
وتشهد أحياء في القدس الشرقية، خلال الفترة الأخيرة، مواجهات شبه يومية بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، واقتحامات متكررة للمسجد الأقصى من قبل مستوطنين إسرائيليين، فيما ينفذ فلسطينيون عمليات دهس بالسيارات تستهدف إسرائيليين كان أخرها هجوم نفذه الشاب المقدسي إبراهيم العكاري، أمس، وشمل عملية دهس، ما أسفر عن مقتل إسرائليين وإصابة 13 آخرين، وآخر، أصاب فيه فلسطيني 3 جنود إسرائيليين، بنفس الطريقة.