رحلت الشحرورة وبقي الغربان رحلت صباح ورحلت معها اجمل الذكريات من مشاهد لبنان الرائعة . رحلت صباح في مساء وطن يستعد هو ايضا للرحيل. ماتت صباح ومات كل شيء نغنيه، كل شيء يفرحنا، كل شيء يذكرنا بانه من هنا زرعنا الكون سرورا. سقطت كبيرة خالدة باقية، مثل سقوط النجوم في سماء وطننا. رحلت الشحرورة ومع ذلك لم نسمع من حكومتنا او برلماننا موقفا واحدا يرثي مجدها او يعلن عن رمزا يشير اليها او حتى يطالب اعلامنا بان يعلن الحداد عليها
رحلت الشحرورة وبقي الغربان باشكالهم واصواتهم وقباحة تصرفاتهم. نعم في وطني لا يعيش الا الغربان والبوم والضفادع بمستنقعات الفساد. توفت الشحرورة ولم يتغير شيء ولو فطس او مات فاسد او مرتشي او حتى سارق لاعلنا الحداد واغلقنا المؤسسات واعتكفنا نندب حظنا لفقداننا لصا في وطننا. اما ان نفقد جبلا مثل وديع الصافي او علما مثل جورج جرداق او طائرا مغردا مثل الشحرورة صباح والف الف عندليب بوطننا لما تحرك سياسيا واحدا او رف جفنه كما يفعل حين يناحرنا لينال حصته من قوت يومنا
نعتذر صباح في وطننا لا نقيم الامجاد الا للغربان ولكن تأكدي بانك باقية بروحك وحضورك وهم الى زوال. ستبقبن فرحا نحج اليك في احزاننا ونشاهد صورك وافلامك ونسمع اغنياتك بينما هم نياما على مزابل التاريخ يشخرون متعبطون باموالهم ومناصبهم المسلوبة المسروقة من حياتنا وايامنا. صباح لن نلبس الاسود، لن نبكي، ولكن اسمحي لنا بان نندم ونتحسر على زمانكم الجميل