هبطت طائرة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الجزائر، مساء اليوم الأحد، بعد رحلة علاج استمرت أسبوعين، في ظل ما تشهده البلاد من مظاهرات مُطالبة بسحب ترشحه.
ونقلت صحيفة “ذا ناشيونال” عن تلفزيون “النهار” الجزائري أن طائرة بوتفليقة هبطت في مطار “بوفاريك” العسكري جنوب غرب العاصمة الجزائر.
وتناقلت وسائل إعلام محلية ودولية صوراً ومقاطع فيديو للطائرة التي انطلقت من جنيف في سويسرا، دون أن يظهر فيها الرئيس الذي يتظاهر الجزائريون ضد ترشحه لولاية رئاسية خامسة.
وأكد بيان للرئاسة الجزائرية عودة الرئيس إلى البلاد، لكن الصور التي التقطت لموكبه لم يظهر فيها بوتفليقة بشكل واضح.
وبعد وصوله، أعلنت حملة بوتفليقة، الذي يم يخرج على شعبه بأي تصريح صوتي أو تلفزيوني، أن الرئيس ماض في ترشحه للانتخابات الرئاسية، وقالت الحملة إن “قيادات في الجيش تسعى لعرقلة الرئيس”.
وفي استباق لعودة بوتفليقة، دعا حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، جميع الأطراف السياسية إلى العمل معاً لإنهاء الأزمة السياسية.
وأضاف- بحسب ما ذكرت صحفية “النهار” المحلية- أن “الحزب يريد مصالحة وطنية، والحفاظ على أمن واستقرار الجزائر”.
كما قال رئيس الأركان الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، قبيل عودة بوتفليقة: “إن الرابط بين الجيش والشعب قوي وعفوي، وبين الجيش والشعب رؤية موحدة نحو المستقبل”.
وأكد أن “الجيش يفتخر أنه من صلب الشعب الجزائري والذي يعرف رهانات عالم لا يرحم بالمتغيرات”، كما قال.
ولم يظهر بوتفليقة (82 عاماً) في العلن إلا نادراً، منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013، ودفعت محاولته تمديد فترة حكمه المستمر منذ 20 عاماً، عشرات الآلاف من الجزائريين إلى الانضمام إلى أكبر احتجاجات تشهدها العاصمة الجزائرية منذ 28 عاماً.
جدير بالذكر أن بوتفليقة، الموجود منذ أكثر من أسبوع بمستشفى سويسري في حالة صحية حرجة، أعلن في 3 مارس الجاري، ترشحه رسمياً للانتخابات من خلال مدير حملته عبد الغني زعلان، الذي قدم أوراقه إلى المجلس الدستوري.
وتعهد بوتفليقة في رسالة بالمناسبة، بتنظيم مؤتمر للحوار وتعديل دستوري، ثم انتخابات مبكّرة لن يترشح فيها، في حال فوزه بولاية خامسة.
ومنذ أسبوع، تتسارع الأحداث في الجزائر بالتحاق الطلبة ونقابات بالحراك، وشمل أيضاً التحاق منظمة المجاهدين (قدماء المحاربين) المحسوبة على النظام الحاكم، التي أعلنت دعمها للمظاهرات، في حين دعت قوى معارضة إلى مرحلة انتقالية تمهّد لتنظيم انتخابات “نزيهة”.
والخميس الماضي، حذّر بوتفليقة، في رسالة إلى الجزائريين بمناسبة “يوم المرأة العالمي”، من “اختراق” الحراك الشعبي الحالي من قِبل أي “فئة داخلية أو خارجية”، لم يسمّها، وعبّر عن “ارتياحه” إلى طابعها السلمي.