أعلنت القنصلية المغربية في تونس رسمياً عن وقوع سبع ضحايا مغاربة ضمن عدد من القتلى، جراء قصف مركز تاجوراء لاحتجاز المهاجرين قرب طرابلس، إضافة لوجود مواطن آخر في حالة خطيرة وثلاثة مفقودين لم يعرف مصيرهم حتى الآن.
الحصيلة المعلنة فيما يخص الضحايا المغاربة هي حصيلة غير نهائية، حسب آخر بلاغ للقنصلية المغربية، التي سبق أن أعلنت سقوط ست ضحايا مغاربة فقط من ضمن ثمانية عشر مواطناً مغربياً كانوا متواجدين بمركز المهاجرين غير النظاميين، الذي كان هدفاً للهجوم الجوي، وهي أرقام يمكن أن تتغير في كل حين بسبب شح المعلومات وتعقد الوضع الأمني والإنساني.
وكشف البلاغ أن البحث ما يزال جارياً عن ثلاثة مغاربة في عداد المفقودين، بتنسيق مع السلطات الليبية، مضيفاً أن «من بين 18 مواطناً مغربياً كانوا متواجدين في المركز حين وقوع الغارة، جرى تسجيل سبع حالات وفاة جراء القصف، وجار حالياً التحقق من هوياتهم، والترتيب لترحيل الجثامين وتسليمها للعائلات المكلومة في المغرب»، وأنه «جرى تسجيل ثمانية مُصابين، أمكن التواصل مباشرة مع سبعة منهم والاطمئنان على حالتهم».
وكانت حصيلة الضحايا القتلى المغاربة هي الأثقل إلى جانب مهاجرين آخرين من السودان أُزهقت أرواحهم في الهجوم الذي استهدف مركزاً للمهاجرين غير النظاميين، الذين يحتجزهم خفر السواحل الليبي لمنعهم من العبور للضفة الأخرى للمتوسط، وهم في غالبيتهم مغاربة وسودانيون ومهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء.
وفي تصريح لـ«القدس العربي»، قالت خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، منسقة التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان، إن هذه التنسيقية تلقت بألم وغضب شديدين خبر الغارة الجوية العدوانية الذي تعرض لها مركز احتجاز المهاجرين في ضواحي طرابلس، والتي ذهب ضحيتها ما يقرب من 50 ضحية وعشرات الجرحى». وأضافت الرياضي قولها إن التنسيقية «إذ تقدم تعازيها لعائلات الضحايا وتتمنى الشفاء للمصابين، فهي أولاً تعبر عن إدانتها الصارخة لهذه الجريمة، التي قالت عنها المفوضية السامية لحقوق الإنسان إنها قد ترقى لجريمة حرب، كما أن التنسيقية تحمل المسؤولية للجهات التي تعرقل كل حلول السلام، ومنها التي تقدم الحوار بشأنها، وتطالب بفتح تحقيق دولي نزيه ومحايد يمكن من إجلاء الحقيقة، ومعاقبة الجهات المتورطة في هذه الجريمة الشنعاء التي استهدفت مواطنين عزلا في حاجة إلى الحماية، وتطالب بتوفير الحماية للمدنيين في ليبيا، من ضمنهم المهاجرون وطالبو اللجوء الذين يوجدون في وضعية أكثر هشاشة».
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قد وصفت القصف الجوي بـ»الغادر ضد مأوى للمهاجرين في تاجوراء»، قائلة إنها المرة الثانية التي يجري فيها الاعتداء بالقصف على مركز الإيواء الذي يحتجز فيه حوالي 600 مهاجر.