تستمر قضية الشيخة لطيفة، ابنة حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، في أخذ حيز مهم في وسائل الإعلام العالمية؛ لما كشفت عنه من تعنيف وانتهاك لحقوق الإنسان في بلد يدّعي تبنيه دعم المرأة، وتأسيس وزارة السعادة، أول وزارة من نوعها في العالم؛ لتبيان مدى اهتمام الحكومة برفاهية الشعب.
ففي عددها الصادر الأربعاء (18 سبتمبر)، كشفت صحيفة “ذي صن” البريطانية عن تبني كبار محامي حقوق الإنسان البريطانيين العمل من أجل إطلاق سراح الأميرة لطيفة “من قبضه أبيها، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم”، خلال جلسة استماع للأمم المتحدة، مشيرة إلى أن هذه المبادرات تأتي في وقت حرج؛ في ظل هروب الأميرة هيا بنت الحسين من زوجها محمد بن راشد إلى بريطانيا.
وقالت الصحيفة البريطانية إن اثنين من كبار محامي حقوق الإنسان في المملكة المتحدة كثفا حملةً قانونية لتسليط الضوء على قضية سجن وتعذيب الأميرة لطيفة، المحتجزة في دبي بأمر من والدها، الشيخ محمد بن راشد.
وأضافت الصحيفة: “قدم كل من ألون جونز ورودني ديكسون دليلاً حاسماً جديداً نيابة عنها للأمم المتحدة في جنيف، هذا الأسبوع، حيث وجه المحامون الذين يمثلون الأميرة نداءً خاصاً للأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات عاجلة لحمايتها وإطلاق سراحها دون تأخير، وتخليصها مما وصفوه بالجحيم “.
وأوضحت الصحيفة أن الشيخة لطيفة بنت محمد آل مكتوم، البالغة من العمر 33 عاماً، ابنة حاكم دبي الملياردير، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لم تظهر على الملأ منذ أن احتجزها والدها أثناء محاولة الفرار، في وقت سابق من هذا العام.
الصحيفة البريطانية أكدت أن “هذه المبادرات جاءت في وقت حرج عندما هربت الأميرة هيا بنت الحسين، زوجة رئيس وزراء الإمارات، والد الشيخة لطيفة، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فارةً من دبي إلى لندن مع طفليها، حيث ترفع حالياً دعاوى في المحكمة العليا في لندن ضده للاحتفاظ بحضانة أطفالها”.
ونفت حكومة دولة الإمارات، في بيان إلى الأمم المتحدة، احتجاز الأميرة لطيفة، وادعى الرد الإماراتي أن لطيفة على قيد الحياة وآمنة وتعيش مع عائلتها في دبي بسعادة ومحبة، بحسب ما ذكرت صحيفة ذي صن.
وأكد محامو الأميرة لطيفة أمام الأمم المتحدة أن ادعاءات الإمارات لا أساس لها من الصحة.
من جانبه قال رودني ديكسون: “في ضوء الأدلة المتوفرة فإن ادعاءات سلطات الإمارات العربية المتحدة لا أساس لها من الصحة، وإذا كانت ادعاءاتهم صحيحة فلماذا لم يُسمح للأميرة لطيفة بمغادرة الإمارات والسفر بحرية؟ لماذا لا يُسمح لأحد بالوصول إليها بناءً على طلبها؟ لماذا لم تتم مشاهدتها على الملأ منذ أكثر من 18 شهراً؟”.
وأضاف: “لذلك نحن قلقون بشدة على سلامتها ورفاهيتها، وقد تصاعدت مخاوفنا بعد فرار الأميرة هيا من دبي مع طفليها؛ لأنها تخشى على حياتها من زوجها الشيخ محمد، ونحن نتفهم أن قرار الأميرة هيا تأثر بشدة بما عرفته عن حقيقة معاملة الشيخ لبناته”.
وفقاً للصحيفة، يحث المحامون مجموعة عمل الأمم المتحدة المعنية بالاختفاء القسري أو غير الطوعي (WGEID)، التي تجتمع حالياً في جنيف، على مطالبة سلطات الإمارات فوراً بتقديم تفاصيل دقيقة عن مكان وجود الأميرة لطيفة، ويطلبون أيضاً ضمانات ملموسة وحقيقية لسلامتها ورفاهيتها، والوصول الفوري إليها، والإفراج الفوري عنها من قبل دولة الإمارات.
ويطالب محامو الشيخة لطيفة السلطات الإماراتية والأمم المتحدة بالتحقيق في القضية بشكل مستقل؛ حتى يمكن محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.
ولفتت الصحيفة النظر إلى أن هروب الأميرة هيا الأخير يعد أمراً مهماً أيضاً؛ لأنها سبق أن دعت الرئيسة الإيرلندية السابقة، ماري روبنسون، لزيارة الأميرة لطيفة في دبي، في ديسمبر 2018.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ذلك اللقاء انتُقد على نطاق واسع؛ باعتباره حيلة دعائية تهدف إلى إقناع العالم الخارجي بأن الأميرة لطيفة كانت في صحة جيدة وسعيدة في بلدها، وهي الدولة التي قضت لطيفة ما يقرب من عقدين من الزمن في محاولة للهروب منها.
وبينت الصحيفة أن هروب الأميرة هيا من زوجها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، يؤكد كذلك أن هذه الزيارة كانت خدعة تهدف إلى إخفاء الحقيقة حول وضع الأميرة لطيفة.
وقال ديفيد هيغ، محامي حقوق الإنسان الذي يدير حملة “الحرية للطيفة”، مع تينا جواهينين وابن عم لطيفة، ماركوس الصابري: “هذه لحظة مهمة للغاية بالنسبة إلى لطيفة، فلدى الإمارات بعض الأسئلة الصعبة للإجابة عنها، ولا يمكنها ببساطة تجاهل منظمة موقرة مثل الأمم المتحدة، ومن الواضح أن الأمم المتحدة غير مقتنعة بتبريرات وأساليب دبي المخادعة المستخدمة في الإعلام للتستر على خطف وحشي عنيف لامرأة شابة وصديقتها وطاقمها”.
وأضاف هيغ: “مر نحو 18 شهراً منذ أن تقدمنا بشكوى إلى الأمم المتحدة، وعلى الرغم من كل السراب الذي خلقته دبي لتخفي الموضوع وتجعله ضبابياً تستمر هذه التحقيقات، ونأمل أن يتم التوصل إلى نتيجة إيجابية قريباً”.
وقالت تينا جواهينين، وهي الصديقة الفنلندية المقربة من الأميرة لطيفة، التي اختطفت إلى جانبها قبل 18 شهراً: “بعد حضور الأمم المتحدة اليوم مع ديفيد ورودني، ولقاء للمرة الثانية هذا العام مع مجموعة الـWGEID، نعتقد حقاً ونأمل بأن تكون هذه خطوة حيوية للفوز أخيراً بحرية لطيفة، والعالم يراقب الأمر من كثب”.