شن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، هجوماً شرساً على صحيفة “عكاظ” السعودية، لنشرها تقريراً عنوانه “حسناوات لبنان.. كل الحلوين (ثورجية)”.
الصحيفة كتبت العنوان وذيَّلته بصور لمتظاهرات لبنانيات، خلال الاحتجاجات المستمرة في لبنان منذ أيام، للمطالبة بإصلاح الأوضاع الاقتصادية.
لكن ما كان لافتاً هو تعليق داعية سعودي، كشف عن استخدام السلطات الحاكمة يالمملكة العلماء في مواجهة الحريات وقمعها، بعد تحريمهم الثورات ببلادهم.
وقال الداعية السعودي الدكتور رياض بن سعيد، في صفحته بـ”تويتر”، إن “جهوداً كبيرة قام بها العلماء في السعودية، لتحريم الثورات والمظاهرات”، عازياً ذلك إلى “كون فسادها على بلادنا ديناً وأمناً “.
واستغرب سعيد، من ظهور صحيفة “عكاظ” السعودية بهذا الشكل، ونشرها ذلك التقرير، قائلاً: “تظهر عكاظ بهذا الإخراج وفي بلاد التوحيد!”، مضيفاً: “صحيح لا علاقة لنا بثورات لبنان، فهذا شأنهم، لكن انظر تأثير العنوان والصورة على الصغير وضعيف البصيرة، يجب محاسبتهم ديانة وأمناً”.
سخرية واسعة
وسخر ناشطون من طريقة تعامل الصحيفة السعودية مع مظاهرات لبنان، وقال ماهر اليوسفي في تغريدة له: “كم هو سخيفٌ الذي كتب مانشيت صحيفة عكاظ! كأنه يعتقد أن ثورة شعب لبنان ضد الفساد هي حفلة ترفيه سعودية، لبنان ينتفض، وعكاظ تمتعض ولا ترى إلا الحسناوات”.
أما منيرة المشخص فقالت إنها شعرت بالخجل من العنوان في صحيفة “عكاظ”، مضيفة: “حتى الصحف اللبنانية ما فكرت فيه.. يا الله، أي انحدار وصلتم إليه!”.
ناشط سعودي في “تويتر” يدعى كريم صالح، علَّق بدوره قائلاً: “اليوم عكاظ تعدَّت مراحل (الخرفنة) المعهودة، ووصلت لمرحلة خطيرة جداً، وواجب علينا تأدية صلاة الميت على خروفنا الأكبر”.
وقال آخر ويدعى ياسر علي: “مانشيت ذكوري مريض شبق من صحيفة عكاظ، صاروا مثل الغراب اللي قلّد مشية الحجل.. ما عرف يقلّده ونسي كيف كان يمشي”.وعلَّق عبد الواحد عبد الحميد قائلاً: “هذه العبارة التي استخدمتها (عكاظ) تبدو مناسبة لجدران الشوارع أكثر منها للصحف”.
ويقول فؤاد إبراهيم على صفحته بـ”تويتر”، إن ما نشرته (عكاظ) عن الحراك الشعبي في لبنان “لا صلة له بالعمل المهني، وإنما هو انحطاط أخلاقي وتفضيح لعقد القائمين على هذه الصحيفة.. حال بقية الصحف ليس أفضل منها”.
استمرار الاحتجاجات
وتتواصل الاحتجاجات بلبنان، في يومها السادس على التوالي، وسط تمسُّك المتظاهرين برحيل الحكومة الحالية، ورفضهم حزمة الإصلاحات الطارئة التي أقرتها.
وكانت الحكومة اللبنانية أقرت أمس الاثنين، حزمة طارئة من الإصلاحات الاقتصادية؛ استجابةً للاحتجاجات المناهضة للحكومة، إلا أن الشارع أعلن رفضه لها.
وتدفق مئات الآلاف إلى الشوارع منذ يوم الخميس الماضي، للتعبير عن غضبهم من النخبة السياسية، التي يقولون إنها تدفع بالاقتصاد إلى نقطة الانهيار. وأغلق المحتجون الشوارع لليوم الخامس، وأغلقت المدارس والبنوك والشركات أبوابها.