استعرض رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي،أمس الأربعاء بالرباط، خلال لقائه بوفد عن مجموعة العمل مشرق-مغرب لدى مجلس الاتحاد الأوروبي، أبرز ملامح استراتيجية المملكة في محاربة الإرهاب.
وذكر بلاغ لمجلس النواب، أن المالكي سجل خلال هذا اللقاء، أن المغرب انتهج في هذا المجال استراتيجية استباقية ومتعددة الأبعاد، تشمل بالإضافة للبعد الأمني، الجانب التعليمي والتربوي، والتدبير المحكم للحقل الديني .
وأضاف أن نجاعة هذه الاستراتيجية أثمرت تعاونا وثيقا بين المغرب وعددا من البلدان في مختلف مناطق العالم، والتي ترغب في الاستفادة من التجربة المغربية في هذا المجال.
وبخصوص موضوع الهجرة، ذكر المالكي، يضيف البلاغ، بالسياسة الشجاعة التي تنهجها المملكة في هذا الشأن والتي تأخذ البعد الإنساني والتضامني بعين الاعتبار، لافتا إلى أن المغرب يعتبر بلد لجوء للمهاجرين وليس فقط بلد عبور.
وأوضح أن الملك محمد السادس أطلق ورشا كبيرا بهدف الإدماج التدريجي للمهاجرين في المجتمع المغربي وتسوية وضعيتهم، وتمتيعهم بكافة الحقوق، مسجلا أن الهجرة من بلدان إفريقيا جنوب-الصحراء ترجع بنسبة كبيرة إلى التغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية.
واستعرض المالكي، أمام الوفد الأوروبي الذي يرأسه بشكل مشترك السيدان جيروم كاسيير وكلان ميتري، جهود المغرب في التصدي للتغيرات المناخية وانخراطه القوي في المساعي الدولية للحد من آثارها السلبية، وتوجهه الاستراتيجي لاستعمال الطاقات المتجددة.
وأبرز حرص المغرب على تعزيز التعاون جنوب-جنوب، و تنمية بلدان القارة الإفريقية، مشيرا، على الخصوص، إلى أن المغرب يتقاسم خبرته وتجربته في المجال الفلاحي والزراعي مع أشقائه بإفريقيا.
من جهة أخرى، أكد رئيس مجلس النواب أن المغرب يعتبر التعاون مع أوروبا خيارا استراتيجيا، مذكرا بأن المملكة المغربية كانت من أوائل الدول التي حظيت بوضع “الشريك المتقدم” لدى الاتحاد الأوروبي وتربطها علاقات اقتصادية وتجارية متجذرة مع البلدان الأوروبية.
وأعرب عن ارتياحه لتطور مسار الشراكة بين الطرفين، مضيفا أن “المغرب قطع أشواطا كبيرة في ملاءمة تشريعاته مع المعايير الاقتصادية والتجارية بأوروبا في أفق الاندماج الكامل في الفضاء الاقتصادي الأوروبي المشترك “.
كما ثمن المالكي الحوار والتشاور المستمر بين المغرب والاتحاد الأوروبي بصفة عامة، وبين البرلمان المغربي والبرلمان الأوروبي بصفة خاصة، منوها بالدور المتميز الذي تقوم به اللجنة البرلمانية المختلطة بين المغرب والاتحاد الأوروبي في توطيد التفاهم بين الجانبين.
ولفت إلى أن المغرب وبلدان الاتحاد الأوروبي يواجهان التحديات ذاتها المرتبطة بتعزيز الأمن ومحاربة الإرهاب، والتصدي للتغيرات المناخية، والتعاطي مع ظاهرة الهجرة.
من جهتهم، نوه أعضاء وفد مجلس الاتحاد الأوروبي، حسب المصدر نفسه، بجهود المملكة المغربية في محاربة الإرهاب، ومواجهة التغيرات المناخية، والتعاطي مع ظاهرة الهجرة.
وأشادوا بالطفرة الجديدة التي تعرفها علاقات التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مبرزين دور البرلمان المغربي في الارتقاء بالعلاقات بين الطرفين وتحقيق التقارب بينهما.