أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، الإثنين، وفاة قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح جراء سكتة قلبية.
ونعت الرئاسة الجزائرية، في بيان، قائد أركان الجيش ونائب وزير الدفاع الوطني “الذي فاجأه الأجل المحتوم صباح هذا اليوم بسكتة قلبية ألمت به في بيته ونُقل على إثرها إلى المستشفى المركزي للجيش”.
وأضاف البيان أنه “بهذا المصاب الجلل تفقِد الجزائر أحد رجالاتها الأبطال الذي بقي إلى آخر لحظة وفيًا لمساره الزاخر بالتضحيات الجسام”.
وأشارت إلى أنها “فاجعة أليمة قاسية أن تـودّع الجزائر في هذا الوقت بالذات وعلى حين غرة قائدا عسكريا بمآثر وخصال الفريق أحمد قايد صالح وهو المجاهد الذي صان الأمانة وحفظ الوديعة وأوفى بالعهد في فترة من أصعب الفترات التي اجتازتها البلاد”.
وأعلنت الرئاسة الجزائرية حداداً رسمياً لمدة 3 أيام تنكس خلالها الأعلام الوطنية.
كما كلف الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون اللواء سعيد شنقريحة قائد القوات البرية بقيادة أركان الجيش.
وعقب وفاته، ضجت منصات التواصل بردود فعل الجزائرين سواء من الذين اتفقوا معه أو اختلفوا معه طوال عمر الأزمة السياسية.
وبين الترحم والتعازي وإقرار الاختلاف معه والحزن على وفاته في الوقت نفسه من البعض، نعى آخرون الراحل قايد صالح بعبارات حزن، بينها “وعد ووفى”، و”بعد أن سلّم الأمانة (في إشارة لإجراء الانتخابات الرئاسية) استلم الله أمانته”، و”حسن الخاتمة”.
كما تداول الجزائريون آخر صورة لقائد الجيش خلال مراسم تنصيب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يظهر فيها قايد صالح مبتسما، قرأها البعض على أنها “إعلان راحة”.
والفريق قايد صالح، من مواليد 13 يناير/كانون الثاني 1940، بمحافظة “باتنة” (شرق)، وشارك مجاهدا في ثورة التحرير (1954 – 1962) ضد الاستعمار الفرنسي.
وبعد استقلال البلاد في 5 يوليو/تموز 1962، واصل مسيرته في صفوف الجيش الوطني الشعبي، وشارك في حروب الشرق الأوسط (1967 بمصر) ضد إسرائيل.
وتدرج في مراتب ومناصب بالجيش، لتتم ترقيته عام 1993 إلى رتبة لواء، ويعين عام 1994 قائدا للقوات البرية، فيما يعرف بـ”العشرية السوداء”.
وبعد رئاسيات أبريل/نيسان 2004، عين الرئيس العزيز بوتفليقة، صالح قائدا لأركان الجيش، خلفا للفريق محمد العماري، الذي أحيل إلى التقاعد بعد دعمه منافس بوتفليقة في تلك الانتخابات، وهو رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس.
وتمت ترقية قايد صالح إلى رتبة فريق، في 5 يوليو/تموز 2006، وكانت مؤشرا على قربه من الرئيس بوتفليقة، وقوة علاقة الرجلين.
وظل في منصبه قائدا لأركان الجيش إلى 11 سبتمبر/أيلول 2013، ليصبح أيضا عضوا في الحكومة بصفته نائب وزير الدفاع، علما أن وزير الدفاع هو رئيس الجمهورية منذ 1999.