مهرجان البندقية يحتفي بالنساء وقضاياهن

الجريدة نت9 سبتمبر 2020
مهرجان البندقية يحتفي بالنساء وقضاياهن

تشكّل النساء ونضالهن من أجل حقوقهن محور عدة أفلام تشارك في المنافسة على جائزة الأسد الذهبي التي ستسند السبت في ختام مهرجان البندقية.

ويبدو أن المهرجان الذي انُتقد في السنوات الماضية لغياب المساواة بين الجنسين في خياراته استنهض همّته للدورة السابعة والسبعين، باختيار ثماني مخرجات من أصل 18 سينمائياً للمنافسة في المسابقة الرسمية.

ولا يزال الجدل حول مكانة النساء يتصدر النقاش العام منذ حملة #مي تو المناهضة للتحرّش الجنسي ويعصف بعالم السينما.

ويعجّ مهرجان البندقية بالنساء المؤثّرات منذ انطلاقه في 3 شتنبر الجاري.

وتخرج إليانور ماركس ابنة الفيلسوف الشهير كارل ماركس الذي وضع أسس الشيوعية، من الظلّ، بفضل الفن السابع وفيلم عن حياتها بعنوان “مس ماركس” في المسابقة الرسمية.

ويشكّل الفيلم بتوقيع الإيطالية سوزانا نيكياريلي تحية إلى النضال النسوي، مازجاً بين الموسيقى المعاصرة وصور من القرن التاسع عشر ومتأرجحاً، مثل بطلته، بين المنطق والعواطف.

وكانت الابنة الصغرى لكارل ماركس من أول الناشطات النسويات اللواتي أدمجن النضال من أجل المساواة بين الرجل والمرأة في صراع الطبقات الاجتماعية، في أواخر القرن التاسع عشر.

وقالت المخرجة إن “قصة إليانور تحمل في طيّاتها مواضيع عصرية إلى درجة أنها لا تزال اليوم تعتبر ثورية، وتبرز الصعوبات والتناقضات” في مسار تحرير النساء.

وعلى صعيد التمثيل، تتميز البريطانية فانيسا كيربي، إحدى نجمات مسلسل “ذي كراون”، بالدور الرئيسي في فيلمين اثنين، إذ تلعب في “ذي وورلد تو كام” دور امرأة في أمريكا القرن التاسع عشر تتحايل على زوجها الغيور لتكون مع عشيقتها، كاثرين واترستون.

وفيلم مونا فاستفولد، من الأعمال الأمريكية النادرة المشاركة هذه السنة في مهرجان البندقية، يتناول تحرير المرأة، وقالت فانيسا كيربي: “منذ فترة غير بعيدة، لم يكن في استطاعة المرأة أن تقرّر كيف ستمضي يومها ومن ستحب”.

وتشارك الممثلة التي تجسد شخصية الأميرة مارغريت في “ذي كراون” في المسابقة أيضاً بدورها في “بيسيز أوف ايه ويمان” الذي أخرجه المجري كورنيل موندروسو، وألف نصه مع زوجته كاتيا فيبير.

وتؤدي فيه دور أم تخسر طفلها عند الولادة، ومشهد التوليد الذي صور من زاوية واحدة لمدة 40 دقيقة جدير بالثناء حسب النقاد.

ويتساءل الفيلم عن قدرة هذه الأم على الانعتاق من قيود المجتمع، في وجه زوجها وعائلتها ومعارفها بعد صدمة من هذا القبيل، وأقرت كيربي بأن نقل معاناة النساء في ظروف مماثلة كان “أمراً هائلاً” خلال التصوير.

لكن الشخصية النسائية “الأكثر قوّة” على شاشات الموسترا هي البوسنية ياسنا ديوريتش التي تؤدّي دور أم تحاول جاهدة إنقاذ عائلتها من مجزرة سريبرينيتسا في يوليو 1995 في “كوو فاديس، عايدة؟” لياسميلا جبانيتش.

وترى المخرجة البوسنية أن الحرب “لعبة رجال” وأنها أرادت أن تعرضها من منظور نسائي.

وحرصت المخرجة الفرنسية نيكول غارسيا هي أيضاً على أن تعكس نظرة نسائية في فيلم من نوع آخر هو “آمان” عن مشاكل شابة، ستايسي مارتان، عالقة في علاقة ثلاثية، لكن خلافاً لبطلات الأفلام الأخرى، تبدو بطلة هذه القصة عاجزة عن التحكّم في مصيرها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.