حوار .. مع حبيبي المثقف !

الجريدة نت15 سبتمبر 2014
حوار .. مع حبيبي المثقف !

أنت تريد حفل توقيع وكتاب هو الاعلى في التوزيع وجائزة الدولة التشجيعية.
جيهان الغرباوي
أنت تريد أن تنجز ديوان شعر
وانا اريد أن انجب طفلا …
أنت تريد حفل توقيع وكتاب هو الاعلى في التوزيع وجائزة الدولة التشجيعية.
وانا اريد كارتا مرسوما بالفلوماستر بيد صغيرة في عيد الام.
انت تحبني لدرجة اني اصبحت ملهمتك
لكني احبك اكثر لدرجة اني اريد ان انجب منك طفلا يشبهك
بالتأكيد سيضحكني كما تفعل معي
سيقلص ساعات نومي ويعذبني بالسهر الاجباري كما تفعل معي ..
وغالبا سيؤلمني ويبكيني ويكون اكبر اسباب خوفي وسعادتي وزهوي و ثقتي كما تفعل معي
لماذا لا يكون عندي نسخة اضافية منك ؟
هي فكرة تروقني على اية حال .. واعلم انها تثير اشمئزازك ورفضك بل واندهاشك مني ايضا ، لحد الهجوم والسخرية الشديدة ..
– ينظر نحوها باذدراء شديد، ثم ينفجر يقول :
عايزة تتجوزي .. يا قادرة …
وكمان عايزة تبقي ام ؟ ده ايه الانحطاط والضياع اللي انتي فيه ده ؟؟؟؟
– وصل بيكي الانفلات الامني والاخلاقي للدرجة دي ؟؟
– ام ؟؟؟؟؟ استغفر الله العظيم … انا مش مصدق انك وصلتي للدرجة دي من الانحراف والتدني .. يا عميلة يا مأجورة .. يا عار الشعب العربي … انتي تستاهلي كل مواطن في الشعب العربي يعدى و يبصق عليكي …
امشي من قدامي .. مش قادر ابص في وشك .. في السن ده والوضع اللي البلد فيه ده وعايزة تبقي ام ؟؟ انا عمري ما شفت كدة … انتي ايه ؟ مش عايشة معانا ؟؟؟
– اعوذ بالله .. الدنيا اتقل خيرها … فين زمان ايام الستات اللي بجد، الست كانت تعرف دورها وتعرف قيمة الراجل.. اللي عايزة تحب وتسافر و تتفسح وتشوف الدنيا … واللي عايزة تبدأ (منحدر الصعود) وتبقى مشهورة و نجمة وسنيورة ..
ايشي كتب وجوايز و ايشي برامج واذاعة و تليفزيون و ايشي عربيات و فساتين (سنييه ) من احدث الموديلات .. هو ده الحب البناء وهي دي الستات اللي عارفة مصلحتها وفاهمة الدنيا صح …
الواحد شاف ولف وسمع في الدنيا العجب .. لكن جواز ؟ ولبن وكوافيل ؟؟ انا ما شفتش واحدة بالقدارة دي ..!!!
ده بدال ما تبصي في كتاب ينفعك اولا تكتبيلك مسلسل ؟ يا فاشلة …..
الشعب العربي كله مستعر منك يا منحرفة الميول والمنهج و التفكير …
الحمد لله اني اكتشفتك على حقيقتك في الوقت المناسب
دي اخر مرة اجيبك معايا ( كافيه المشاهير) وافسحك او اعزمك ع الغدى في اي حتة نضيفة ….
– ترد عليه في ذعر :
– طب خلاص .. حرمت .. سامحني .. انسى كل الكلام اللي انا قلته .. والله ما كنت اقصد .. انا مش عايزة منك اي حاجة ولا اي مساعدة .. انا هاعتمد على نفسي …
– يحاول السيطرة ويحدثها بنبرة اقل شراسة :
هاتعتمدي على نفسك وتشتغلي وتبني اسمك ..
– ترد في براءة :
هاعتمد على نفسي واخلف من غير مساعدتك ..
(ترفع يدا وتضع الاخرى في وسطها وهي تكمل ) اظن بقى من حقى اقابل العريس اللي كلمتك عليه المرة اللي فاتت …………….؟
– بغضب اشد يعطيها ظهره ويقوم ويمشي منفعلا وهي تجري خلفه .. بينما هو يطوح يده في الهواء ويردد: عريس ؟.. يا فاجرة … يا قادرة …. انا قلت من الأول انك فاشلة … عمرك ما هاتتنقلي من المربع اللي انتي فيه، لعالم المال والاعمال والشهرة والمتعة والكوكا كولا ….البلد قامت فيها ثورتين وبرضه التخلف معشش في العقول … مفيش فايدة ….
– تجرى خلفة في لهفة حقيقية وترد بسرعة:
خلاص يا حبيبي … والله كنت بهزر … حقك عليا .. اخر مرة اتكلم معاك بالوقاحة دي … ده انا حتى طول عمري عانس ولا بتاعة جواز ولا بيورد عليا عرسان في عمري …. خلاص بقى اومال .. .. طب وغلاوة ثورة 30 يونيو تسامحني ….. على رأي المثل: انت تريد .. وانا اريد .. والشعب يريد ….. والله يفعل ما يريد !

( من مذكرات اجمل ايام الحب – القاهرة 2013)

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.