فإن أي ضربة لـ”داعش” في سوريا تحتاج الى تفاوض مع إيران وروسيا من أجل أن تتخليا عن نظام الأسد لو بعد فترة زمنية معينة، هذا الإلتزام الروسي- الإيراني إنّ تمّ فهو يحقق مطالب الغرب بأن يتنحى الأسد مع الحفاظ على بنية النظام ثابتة بمؤسساتها كي لا يتكرر سيناريو ليبيا والعراق.
مارلين خليفة
التحالف ضدّ “داعش” الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأميركية وبدأت تباشيره في مؤتمر جدّة لم يأخذ شكله النهائي بعد.
التحالف ضدّ “داعش” الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأميركية وبدأت تباشيره في مؤتمر جدّة لم يأخذ شكله النهائي بعد.
فالخطة الأميركية لمحاربة “داعش” تبلورت في العراق فحسب، وهي تقوم على ضربات جوية تؤازرها ميدانيا قوات “البشمركة” وعدد غير قليل من الخبراء العسكريين الأميركيين.
وتواكب هذه الحرب ضدّ “داعش” تسوية تعيد للسنّة موقعهم داخل السلطة بعد تهميشهم من قبل نوري المالكي على مدى 8 أعوام، ولعلّ هذه التسوية أعادت شيئا من التوازن بين النفوذين السعودي والإيراني في العراق إرتسمت ملامحه في حضور وزير الخارجية العراق ابراهيم الجعفري لاجتماع جدّة وإعلان الرياض بأنها سترسل سفيرا لها الى بغداد بعد مقاطعة دبلوماسية طويلة.
هذا التحالف الذي سيتبلور في باريس مع حضور أكثر من 40 دولة لمؤتمر “مكافحة الإرهاب في العراق” سيركّز أيضا على العراق.
لكن أين هي سوريا؟
يبدو جليا بأنّ أي ضربة لـ”داعش” في سوريا هي أكثر تعقيدا على المستويين الأمني والسياسي. أمنيا، فإنّ معاقل “داعش” والمجموعات المتطرفة تحتاج الى رصد مخابراتي بغية توجيه ضربات موضعية تقضي عليها، لكنّ القضاء على هذه المجموعات من دون تسوية سياسية موازية يحمل خطر أن يسيطر بشار الأسد وقواته على هذه الرقع الجغرافية، فتأتي الضربات وكأنها عون للأسد وتقوية لنظامه.
من هنا فإن أي ضربة لـ”داعش” في سوريا تحتاج الى تفاوض مع إيران وروسيا من أجل أن تتخليا عن نظام الأسد لو بعد فترة زمنية معينة، هذا الإلتزام الروسي- الإيراني إنّ تمّ فهو يحقق مطالب الغرب بأن يتنحى الأسد مع الحفاظ على بنية النظام ثابتة بمؤسساتها كي لا يتكرر سيناريو ليبيا والعراق.
في هذا الوقت يعيش لبنان بلبلة في ما إذا كان عليه الدخول في هذا التحالف أم لا، وخصوصا وأن دولا حليفة لأميركا مثل ألمانيا وبريطانيا وتركيا لم تحسم كليا شكل مؤازرتها لهذا الحلف غير الواضح المعالم بعد.
ولعلّ لبنان كدولة جوار متضررة من الأزمة السورية عليه أن يكون متحفزا لأية تسوية وخصوصا مع وجود مليون و300 ألف نازح سوري على أراضيه بدأ بعضهم يشارك في زعزعة استقراره.
بأيّ حال فإنّ أي استراتيجية لبنانية لمواجهة الإرهاب لا يمكن أن تكون بمعزل عن إيران وروسيا لأن البلد مستقطب بين محورين سعودي- أميركي وروسي- إيراني من هنا صعوبة المشاركة أو عدمها وكذلك استحالة النأي بالنفس عن موضوع الإرهاب الذي بدأ لبنان يتذوق طعمه المرّ وخصوصا مع استمرار خطف جنوده منذ ما يزيد عن الشهر.
وتواكب هذه الحرب ضدّ “داعش” تسوية تعيد للسنّة موقعهم داخل السلطة بعد تهميشهم من قبل نوري المالكي على مدى 8 أعوام، ولعلّ هذه التسوية أعادت شيئا من التوازن بين النفوذين السعودي والإيراني في العراق إرتسمت ملامحه في حضور وزير الخارجية العراق ابراهيم الجعفري لاجتماع جدّة وإعلان الرياض بأنها سترسل سفيرا لها الى بغداد بعد مقاطعة دبلوماسية طويلة.
هذا التحالف الذي سيتبلور في باريس مع حضور أكثر من 40 دولة لمؤتمر “مكافحة الإرهاب في العراق” سيركّز أيضا على العراق.
لكن أين هي سوريا؟
يبدو جليا بأنّ أي ضربة لـ”داعش” في سوريا هي أكثر تعقيدا على المستويين الأمني والسياسي. أمنيا، فإنّ معاقل “داعش” والمجموعات المتطرفة تحتاج الى رصد مخابراتي بغية توجيه ضربات موضعية تقضي عليها، لكنّ القضاء على هذه المجموعات من دون تسوية سياسية موازية يحمل خطر أن يسيطر بشار الأسد وقواته على هذه الرقع الجغرافية، فتأتي الضربات وكأنها عون للأسد وتقوية لنظامه.
من هنا فإن أي ضربة لـ”داعش” في سوريا تحتاج الى تفاوض مع إيران وروسيا من أجل أن تتخليا عن نظام الأسد لو بعد فترة زمنية معينة، هذا الإلتزام الروسي- الإيراني إنّ تمّ فهو يحقق مطالب الغرب بأن يتنحى الأسد مع الحفاظ على بنية النظام ثابتة بمؤسساتها كي لا يتكرر سيناريو ليبيا والعراق.
في هذا الوقت يعيش لبنان بلبلة في ما إذا كان عليه الدخول في هذا التحالف أم لا، وخصوصا وأن دولا حليفة لأميركا مثل ألمانيا وبريطانيا وتركيا لم تحسم كليا شكل مؤازرتها لهذا الحلف غير الواضح المعالم بعد.
ولعلّ لبنان كدولة جوار متضررة من الأزمة السورية عليه أن يكون متحفزا لأية تسوية وخصوصا مع وجود مليون و300 ألف نازح سوري على أراضيه بدأ بعضهم يشارك في زعزعة استقراره.
بأيّ حال فإنّ أي استراتيجية لبنانية لمواجهة الإرهاب لا يمكن أن تكون بمعزل عن إيران وروسيا لأن البلد مستقطب بين محورين سعودي- أميركي وروسي- إيراني من هنا صعوبة المشاركة أو عدمها وكذلك استحالة النأي بالنفس عن موضوع الإرهاب الذي بدأ لبنان يتذوق طعمه المرّ وخصوصا مع استمرار خطف جنوده منذ ما يزيد عن الشهر.