هي نافذة تروم الجريدة نت استغوار ما يدور من أحداث وطنية أم إقليمية لقضايا تشغل بال الرأي العام وطنيا او إقليميا مما يسمح لنا اسقطا بما يمكن استقطابه من نقاش ودراسات ومقاربات لتسليط الضوء على ظاهرة معينة او ادراج موضوع في غاية الأهمية قد يكون هذا الموضوع اجتماعيا او سياسيا او اقتصاديا أم رياضيا أم ثقافيا أ فنيــــــــــــــــــــا.
تعيش السينما العربية وضعية نشاز هل هي أزمة إبداع أم أزمة فرضتها كوفيد 19 أم أزمة لها علاقة بالهوية والتاريخ العربيين ، ، فكان لزاما أن يعيش الفن السابع عدة مفارقات ، من بين هذه المفارقات ، واقع ا لصالات السينمائية او القاعات ، يبدو ان حتى جائحة كوفيد من الأسباب الأساسية والجوهرية التي أدت للتراجع والتدني في الانتاج السينمائي العربي ، وكذلك الفنون الاخرى كالفن المسرحي والفنون الجميلة ، لكن سنقف عند حجر الزاوية للسينما العربية وهي القاعات السينمائية ، وفي هذا الصدد يقول الباحث والمخرج السينمائي المغربي عـــــــــــز العـــــرب في حذيثه عن وضعية السينما العربية
ان الوضع السينمائي العربي لم نختره بل فرض علينا لكن الخطير” يضيف ” هو استمرار الوضع ، لان استمراره هو قتل للقاعات السينمائية، إما بخصوص الإنتاج السينمائي ، فيمكن القول إن السينما العربية وخاصة السينما المصرية التي كانت في اوجها خلال الستينيات والسبعينيات ، لم تعد اليوم في ذلك المستوى من الاوج والعطاء لان هناك طغيان المنافسة والبقاء للاجود ، كما نسجل مع الباحث المغربي عز العرب غياب المتابعة والبحث والدراسات ، خاصة الدراسات التقنية ، وذلك لمواكبة الركب الفني والابداعي لان هذا العالم الذي نعيش فيه هو عالم رقمي يراهن على الزمن ، حيث الاعتماد على الزمن القياسي ،كالتواصل وخصوصياته ، والجائحة كانت من بين الأسباب التي أذكت وفرضت على الإنسان ان يعمل ويبدع من البيت ، هذا فضلا عن خصوصيات العصر قبل الجائحة ، لكن في العالم العربي نسجل تراجعا وذلك إمام الترسانة العلمية والتقنية الغربية هذا وينضاف الى ذلك ان الواقع العربي هو واقع مهترئ في مختلف القطاعات السياسية والثقافة والفنية، فحتما ان الفن السابع سيعيش نفس الوضعية ،ان أزمة السينما العربية ليست ازمة ابداع وانما هي ازمة فرضتها الوضعية الحالية التي تعيشها الدول العربية ، وهي بالاضافة الى ازمة كورونا التي اثرت بشكل مباشر على الثقافة والفن العربيين ،لكن الاشكال الحقيقي هي غياب المتابعة وفق ما يمليه العصر ، حيث المتلقي اصبح في غنى عن السينما العربية بالطريقة التقليدية ، عوض ما يذهب الى الصالات او القاععات ، فان الانتاج الابداعي العالمي متاح له من خلال اللوحة الالكترونية او حاسوبه او هاتفه الذكي ،كورونا ليست الوحيدة التي عمقت الازمة الفنية ، ولكن طبيعة العصر الذي نتعايش معه هو الذي فرض ذلك ، اعتبارا من كون العالم يعيش في قرية صغيرة ، حيث الوسائل التقنية تسمح للمتلقي العربي الولوج الى المنصات الالكترونية ، رغم الاكراهات والتحديات التي تفرضها هذه المنصات ولكن هي ضريبة القرن 21 ” الواحد والعشرون”
اذن فالسينما والثقافة والفنون العربية تعيش في مفترق الطرق كورونا من جهة و تحديات العصر الرقمي الراهن من جهة اخرى.