ودعت الساحة السياسية والنقابية اليوم أحد أبرز وجوهها النضالية، محمد نوبير الأموي، الزعيم السابق ل“الكونفدرالية الديمقراطية للشغل”.
وكان “شيخ النقابيين المغاربة” يتلقى العلاج في إحدى مستشفيات الدار البيضاء بعد معاناة طويلة مع مرض عضال.
ويعتبر الأموي (من مواليد سنة 1935) أحد آبرز القيادات النقابية التي طبعت المشهد السياسي في المغرب منذ الاستقلال إلى أواخر القرن العشرين، وهو من مؤسسي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وأمينها العام من 1978 إلى 2018.
وطبع مجموعة من المحطات البارزة في مغرب القرن العشرين خاصة، وكان ورقة صعبة في زمن ارتباط نقابته بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي انشق عنه لاحقا في عهد الوزير الأول الراحل عبد الرحمن اليوسفي.
وعرف نوبير الأموي بمواقفه السياسية القوية، وكان أول من رفع مطلب الملكية البرلمانية زمن حكم الحسن الثاني، في خطاباته وحواراته مع الصحافة الوطنية والدولية.
وبسبب نبرة انتقاده القوية للحكم، دخل الراحل السجن بعد حوار مع جريدة “إلبايس” سنة 1992، وصف فيه الحكومة وأعضاءها بـ”القطاطعيّة” (قطاع الطرق) أو ما ترجم إلى الإسبانية بـ”منغانطيس”، وكانت محاكمته بارزة آزره فيها 1300 محام، ولم يؤازر فيها الدولة سوى محام واحد.