أكتب عن “شخصية”أسطورية لايمكن أن تُختصر في بعض الكلمات وفي ذكري رحيله أكتب فقط” جيفارا مات” مسترجعا “تعبير” الشاعر أحمد فؤاد نجم وصوت الشيخ إمام في رثاء الثائر ” تشي جيفارا” في الأغنية الشهيرة التي تحمل هذا الإسم والتي يقول مطلعها” جيفارا مات…..جيفارا مات…….آخر خبر في الراديوهات…..وفي الكنايس والجوامع…وفي الحواري والشوارع وع القهاوي وع البارات….جيفارا مات ….جيفارا مات…”
…..أكتب عن ذكري رحيل ثائر عظيم حمل أكثر من لقب وأكثر من جنسية في مشهد مثير لرجل ولد في الإرجنتين في عام 1928 وقد تخرج من كلية الطب بينما في داخله ثورة لاتنتهي جعلته يتنقل أني كان الظلم والطغيان سواء في شيلي أوجواتيمالا وحتي الكونغو في أفريقيا وكان مثيرا أن يكون أحد أبطال الثورة الكوبية مع رفاقه راؤول وفيدل كاسترو وقد كُللت بالظفر ليقصي الديكتاتور باتيستا ويصبح جيفارا الرجل الثاني في كوبا وقد عهد إليه بمناصب كثيرة ولأنه ثائر بطبعه فقد ترك كل شيئ بل تنازل عن الجنسية الكوبية ليرحل إلي حيث بقعة أخري في الأرض حيث الكونغو مؤيدا الثوار هناك ليصاب في المعارك ويتركها إلي بوليفيا محطته الأخيرة نحو الخلود وقد قاتل ضد نظام الحكم المؤيد من الولايات المتحدة ليقتل بعد وشاية وكان مشهد النهاية أليما حيث كانت الأوامر بإطلاق النار عليه وتركه لأطول وقت ممكن حتي يتألم وعندما لفظ أنفاسه الأخيرة تم إخفاء قبره حتي لايكون مزارا و في اواخر عام 1995 كشف جنرال بوليفي متقاعد أن “جُثمان” جيفارا يقع بالقرب من مهبط للطائرات في إحدي المدن البوليفية وكانت النتيجة بحث دولي عن الرفات ،و في عام 1997 و بعد بحث طويل تم “دفن ” بقايا “الثائر”جيفارا مع ستة من رفاقه المقاتلين في ضريح تم بناؤه خصيصاً……
في ذكري رحيل الثائر جيفارا وقد رحل 9 أكتوبر سنة 1967 . يظل دوما في ذاكرة البشرية نموذجا يُحتذي به وقد صار بحق مثلا أعلي لأنه إختار طريق الحرية ثائرا في وجه الظلم والطغيان وتبقي كلمات جيفارا موضع تأمل لأنه إختصر فيها مبادئه التي رحل من أجلها وقد قال يوما”“لا يهمني أين ومتى سأموت بقدر ما يهمني أن يبقى الوطن” “….لأجل هذا عاش جيفارا في قلوب الأحرار جيلا فجيلا ومثله لايموت وأن غيبه الممات.!