بمناسبة تخليد اليوم العالمي لمرض الصدفية ، نظمت الجمعية المغربية لمحاربة الأمراض الروماتيزمية والصدفية لقائها التواصلي التحسيسي الثاني تحت شعار “جميعا من أجل مساندة مرضى الصدفية” .
وقد شارك في هذا اللقاء التواصلي التحسيسي الثاني الذي احتضنته إحدى الفنادق المصنفة بالدار البيضاء صباح اليوم الجمعة 17 دجنبر 2021 ، ثلة من الدكاترة و الخبراء والمختصين في مجال الأمراض الجلدية والروماتيزمية بالإضافة الي عدد من الفاعلين في المجال الصحي.
وأوضحت ليلى نجدي، رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة الأمراض الروماتيزميةأن اللقاء المنظم اليوم بالدار البيضاء يأتي كمحطة ثانية بعد اللقاء الذي نظم بالرباط في أكتوبر الماضي وذلك في إطار المجهودات التي تقوم بها الجمعية في مجال التحسيس بمرض الصدفية لاسيما وأن غالبية المرضى يجهلون طبيعة المرض وسبل العلاج.
وشددت نجدي ،على ضرورة دعم مرضى الصدفية نفسيا لاسيما وأنهم يعانون من التهميش والتنمر من قبل المجتمع و يئنون في صمت مطبق .
وأكدت المتحدثة أن جمعيتها راسلت الجهات المختصة لحثها على إدراج مرض الصدفية ضمن منظومة الرعاية الاجتماعية لافتة إلى أن الجمعية تقوم بمجهودات جبارة في مجال التكفل النفسي بالمرضى عبر عقد شراكات مع أطباء نفسيين علما أنها تجد صعوبات بالغة في إيصال معاناة المرضى بالصوت والصورة في ظل رفض غالبية المرضى الظهور بوجه مكشوف للحديث أمام عدسة الكاميرا عن تجربتهم المريرة مع المرض .
من جهتها قالت الدكتورة سمية شهاب رئيسة مصلحة الأمراض الجلدية بمستشفى ابن رشد إن مرض الصدفية يؤثر على جودة الحياة ويحرم المريض من العيش بطريقة عادية حيث يعاني المصاب بالصدفية من ألم المفاصل والعياء وقلة النوم بالإضافة إلى الشعور بالاكتئاب وهم ما يؤدي في النهاية بالمريض إلى عدم القدرة على العمل والدراسة ناهيك عن معاناته من الرفض المجتمعي الامر الذي يخلف أثارا نفسية واقتصادية واجتماعية .
وأكدت شهاب خلال مداخلتها أن الدراسات التي أجريت مؤخرا تؤكد أن 5،2 من المغاربة مصابون بمرض الصدفية وهي أرقام تبقى نسبية وغير دقيقة في ظل أن فئة كبيرة من المرضى ترفض التصريح بإصابتها بالمرض إما بشكل متعمد أو بسبب جهلها بالمرض .
وطالبت المتحدثة بتعاون جميع المتداخلين في القطاع الطبي بما فيهم الوكالة الوطنية للتأمين ووزارة الصحة من أجل دعم وصول مرضى الصدفية للعلاج السريع وذلك عبر إدراج المرض في خانة الأمراض المزمنة .
وأشارت رئيسة مصلحة الأمراض الجلدية بمستشفى ابن رشد إلى أن التكاليف الباهضة التي يتطلبها المرض في ظل غلاء الأدوية المستعملة في العلاج تجعل المريض ملزما بأداء مصاريف تصل إلى 30 ألف درهم في السنة .
وشددت شهاب على ضرورة تعبئة الجميع بما فيهم الأطباء والخبراء والمختصين في الأمراض الجلدية لمؤازرة الجمعية المغربية لمحاربة الأمراض الروماتيزمية والصدفية للوصول للهدف المنشود وهو انتزاع حق التغطية الصحية الشاملة لمرضى الصدفية .
وأجمع المختصون الطبيون، في اللقاء التحسيسي الثاني ، على ضرورة تأمين التغطية الصحية لمرضى “الصدفية” الذين يعانون في صمت من ويلات هذا المرض الذي يؤثر على الجانب النفسي والاجتماعي والمادي للمرضى وأسرهم ، و على ضرورة انخراط الجميع في عملية التعريف والتحسيس بمرض الصدفية مع ضرورة ضمان الحق في الولوج للخدمات الصحية المتخصصة لهذه الفئة .
وتجدر الإشارة إلا أن مرض الصدفية يعتبر من الأمراض الجلدية المزمنة الناتجة عن وجود خلل في الجهاز المناعي، وهو عبارة عن تكوين بقع حمراء بارزة ومثيرة للحكة، وقشور فضية غالبًا ما تظهر على الركبتين والمِرفَقين وجذع الجسم، وفروة الرأس، ولا يوجد علاج يشفي تماًما من الصدفية لكن توجد علاجات تساعد على التحكم بها، وتمنع تهيجها، ويبقى إرتفاع ثمنها عائقا في إستعمالها في غياب تغطية صحية لمرضى الصدفية.