ضربة للعلاقات الأمريكية-التركية.. ترامب يستعيد الرقة بالمقاتلين الأكراد

الجريدة نت10 مايو 2017
ضربة للعلاقات الأمريكية-التركية.. ترامب يستعيد الرقة بالمقاتلين الأكراد

أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة لتسليح القوات الكردية في سوريا مباشرة، في إطار مساعيه لاستعادة الرقة، في قرار من شأنه أن يغضب تركيا، حليف واشنطن التي تعتبر وحدات حماية الشعب تهديداً، وانتقدت تعاون الولايات المتحدة معها في معركتها ضد المتطرفين في سوريا.
وكان دان دي لوسي وبول ماكليري كتبا في مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن إدارة ترامب مستعدة للمضي في هجوم عسكري مدعوم من الولايات المتحدة لطرد داعش من آخر معقل حضري له في مدينة الرقة السورية على رغم الإعتراضات التركية القوية.
لقاء ترامب-أردوغان
وقالا إن من المتوقع أن يبلغ ترامب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بالخطط الأمريكية عندما يزور البيت الأبيض في وقت لاحق من الشهر الجاري.
ونقلاً عن مسؤولين عسكريين أن العملية التي طال انتظارها، تستند إلى خطة صاغتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وهي تمنح القوات الكردية اليد الطولى في العملية، التي من المتوقع أن يبدأ تنفيذها بعد زيارة أردوغان. وقال عدد من المسؤولين الدفاعيين إن القيادة المركزية الأمريكية بعثت بطلب إلى وزير الدفاع جيم ماتيس كي تحصل على إذنٍ بتسليح القوات الكردية السورية من أجل بدء هجوم الرقة. وفور توقيع ماتيس على الطلب، يتعين على ترامب أن يبارك الخطة تمهيداً لبدء الهجوم. ويبدو أن المسؤولين والمحللين على شبه يقين من قبول ترامب للخطة التي صاغها القادة العسكريون.
مقاتلون عرب وأكراد
وأشار الكاتبان إلى أن الهجوم سيعتمد على قوة مختلطة من المقاتلين الأكراد والعرب المدعومين بقوات جوية ومدفعية أمريكية. وورث ترامب برنامج طرد داعش من الرقة من من الإدارة السابقة. وتوصل فريق أوباما إلى أن القوات الكردية السورية تمثل القوة الوحيدة القادرة على الإمساك بالرقة من دون الحاجة إلى نشر قوات أمريكية تقليدية كبيرة على الأرض. وتعارض تركيا بشراسة فكرة أن يعمد المقاتلون الأكراد إلى تحرير مدينة عربية.
أولوية
ولفت الصحافيان إلى أنه في آخر أيام إدارة أوباما، تقدم البنتاغون بطلب مماثل لتسليح الأكراد من أجل الهجوم على الرقة، لكن أوباما قرر أن ذلك سيكون بمثابة خطوة كبيرة من إدارته بينما تستعد إدارة ترامب لدخول البيت الأبيض، لا سيما إذا ما تم أخذ الموقف التركي في الإعتبار. وأبلغ مسؤولون بارزون في إدارة أوباما وضباط عسكريون مساعدي ترامب بالخطة قبل أيام من أدائه اليمين وحضوهم على الإسراع في تنفيذ الخطة. وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض: “لقد رأينا أن هذا أولوية قصوى وإحدى قضايا الأمن القومي الملحة خلال نقاشات الإنتقال” بين الإدارتين. لكن البيت الأبيض في عهد ترامب إختار التريث في الوقت الذي كان يجري فيه مراجعة لإستراتيجية الحرب منذ يناير (كانون الثاني)، على رغم تعهد الرئيس أنه سيلحق الهزيمة “بسرعة” بداعش.
ضغط تركي
وختم الصحافيان بأن أنقرة كانت تضغط في الوقت ذاته على واشنطن لإتباع مقاربة مختلفة من شأنها الإعتماد على قوات تركية منتشرة في سوريا وعلى قوات عربية غير مجربة في القتال مثل الجيش السوري الحر. لكن المسؤولين الأمريكيين “دققوا في ما يمكن لتركيا أن تقدمه وتوصلوا إلى أنه ليس في استطاعتها تقديم مساهمة عسكرية كبيرة”، وفق ليندا روبنسون المحللة في مؤسسة راند كوربوريشن والتي تقدم النصح للقوات الأمريكية وعادت أخيراً من زيارة لسوريا مع القادة الأمريكيين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.