لندن – الجريدة نت / نشرت صحيفة “ذا صن البريطانية تقريرا حول المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون الأفارقة الذين يحاولون الوصول لأوروبا عبر الدولة المطلة على البحر المتوسط بساحل طويل، قائلة إن:” المهاجرين أجبروا على الهرب من الجزائر، حيث غادروا تحت تهديد السلاح ليموتوا في حرارة الصحراء الحارقة، بحسب تقارير جديدة صادمة”.
وقيل إن البلد الواقع في شمال أفريقيا تخلى عن أكثر من 13 ألف شخص بينهم نساء حوامل وأطفال في الصحراء خلال الـ 14 شهرا الماضية، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أنهم أجبروا على السير أميالا بدون طعام أو شراب في درجات حرارة تزيد عن 48.
المحظوظون منهم زحفوا لمسافة 9 أميال في أرض خالية من البشر حتى وصلوا مدينة أسماكا المتهالكة في دولة النيجر المجاورة، بينما هام آخرون على وجوههم في الصحراء تائهين يعانون من الجفاف لعدة أيام قبل أن تتمكن فرق الإنقاذ التابعة للأمم المتحدة من العثور عليهم. وذكرت الصحيفة أن هناك أعداد منهم لا تحصى توفيت في الطريق.
وتحدث الناجون الذين أجرت معهم وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية مقابلات عن أشخاص كانوا معهم لكنهم لم يستطيعوا مواصلة السير واختفوا في الرمال.
وتشير تقديرات إلى أنه مقابل كل مهاجر يموت في أثناء عبور البحر المتوسط، أكثر من شخصين يفقدون في الصحراء، ليصل عدد المفقودين في الصحراء منذ 2014 نحو 30 ألف شخص.
وتقول المهاجرة “جانيت كامرا” التي كانت حاملا في جنين :” رأيت نساء يرقدن موتى، ورجال أيضا … أشخاص أخرون فُقدوا في الصحراء لأنهم لم يكونوا يعرفون الطريق .. كل شخص كان يهتم بنفسه”.
جانيت لا تزال تشعر بآلام في جسدها جراء الولادة التي تمت في الطريق حيث ولدت طفلا ميتا في الطريق ودفنته في قبر في الرمل المنصهر من الحرارة.
وتضيف جانيت الليبيرية التي أدارت عملا خاصا لبيع المشروبات والطعام في الجزائر قبل أن يتم طردها في مايو الماضي:” فقدت ابني، فقد طفلي”.
امرأة أخرى في أوائل العشرينات من عمرها تعرضت للطرد في نفس الفترة ودخلت في مخاض، لتلد طفلا ميتا هي الأخرى، بحسب الصحيفة.
وتصاعدت عمليات الطرد الجماعي في الجزائر منذ أكتوبر 2017، حيث جدد الاتحاد الأوروبي ضغوطه على دول شمال إفريقيا لمنع المهاجرين الذين يتجهون شمالاً إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
وهؤلاء المهاجرون قادمون من الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، كمالي وغامبيا وغينيا وساحل العاج والنيجر، ويمثلون الجزء الأكبر في عمليات الهجرة الجماعية نحو أوروبا.
وفر بعضهم من العنف الدائر في بلدانهم بينما يأمل آخرون في كسب العيش وإقامة حياة جديدة في أوروبا.