بات التحرش الجنسي اليوم من اهم واخطر الملفات في مجتمعنا، الذي أصبح يعاني من هذه الآفة الخطيرة، بسبب ضعف القوانين الرقابية وانتشار البطالة وغياب الوعي الثقافي واستغلال المناصب وغيرها، فمن السينما إلى السياسة، مرورا بمجالات الرياضة والموضة والمالية، تتوالى اتهامات التحرش والفضائح الجنسية التي باتت مادة دسمة لجميع وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية وتسببت بسقوط العديد من الأسماء والشخصيات المشهورة، تلك الفضائح ايضا أجبرت الدولة على تشريع قوانين جديدة للحد من هذه الظاهرة.
وضربت “صدمة كبيرة” الوسط الصحافي ، بعد إعلان النيابة العامة في الدارالبيضاء عن محاكمة توفيق بوعشرين، مدير نشر جريدة “أخبار اليوم” الورقية و”اليوم 24 ” الإلكترونية ، بتهم ثقيلة تهم ارتكابه لجناية الاتجار بالبشر، باستغلال الحاجة والضعف واستعمال السلطة والنفوذ لغرض الاستقلال الجنسي عن طريق الاعتياد والتهديد بالتشهير.
من جانب اخر رفعت ثلاث مواطنات مغربيات يعملن موسميا في جني الفراولة في منطقة الأندلس، جنوب إسبانيا، شكاوى قضائية لتعرضهن لتحرشات جنسية خلال العمل، فيما تقدت عاملة أخرى بشكوى متعلقة باعتداء جنسي، كما أفادت مصادر إسبانية وكشفت المحامية الإسبانية بلين لوخان أن مواطنات مغربيات يعملن موسميا في جني الفراولة في منطقة الأندلس، بجنوب إسبانيا، تقدمن بشكاوى قضائية لتعرضهن لتحرشات جنسية خلال العمل.
وقالت المحامية، وهي أصلا وكيلة هؤلاء العاملات، إن “عشر سيدات رفعن شكاوى قضائية تتعلق بظروف عملهن، بينهن ثلاث اشتكين أيضا من التعرض لتحرشات جنسية خلال العمل، وأخرى أكدت تعرضها لمحاولة اغتصاب”. وأكد متحدث باسم الحرس المدني في منطقة هويلفا تلقي خمس شكاوى من نساء يعملن لدى نفس الشركة، و”تتعلق إحداها بظروف العمل، وثلاث بتحرشات جنسية، وواحدة باعتداء جنسي”، موضحا أن تهمة الاعتداء الجنسي وجهت إلى رجل إسباني الجنسية.
المحامية بلين لوخان أوضحت أن “خمس من أولئك النسوة قدمن شكاوى لدى الحرس المدني، والأخريات قدمن بلاغات للمحكمة”، مشيرة إلى أن الكثير من المغربيات الأخريات يرغبن في رفع شكاوى “لكنهن يتراجعن خوفا”، أو أنهن عدن إلى المغرب. من جهته، أكد الأمين العام لنقابة العمال والعاملات في الأندلس أوسكار رينا إن هذه الشكاوى تخص شركة في منطقة ألمونتي وظفت مؤقتا “500 امرأة من المغرب ورومانيا”. بحسب فرانس برس.
وقد أدان النائب عن حزب اليسار الراديكالي “بوديموس” دييغو كاناميرو ظروف عمل هؤلاء النساء متحدثا عن “استغلال مفرط”. وذهب إلى حد وصفها بـ”شكل من أشكال العبودية”. ويضيف كاناميرو، الذي يعمل هو الآخر في الحقول الزراعية، أن الاتفاق الموقع مع المغرب ينص على أن تتلقى العاملات الموسميات أجرة تناهز “40 أورو مقابل 6 ساعات ونصف ساعة في اليوم مع يوم راحة أسبوعي”، لكن “أرباب العمل يمنحوهن 36 أورو فقط في اليوم، دون دفع أجر الساعات الإضافية أو احترام يوم الراحة”. وتستقبل منطقة الأندلس جنوب إسبانيا آلاف المهاجرات اللاتي يعملن في حقول جني الفراولة وأنواع أخرى من الفواكه، ما بين فبراير وماي من كل سنة، بعقود عمل محدودة الأجل تلزمهن بالعودة إلى بلدانهن مباشرة بعد انتهاء موسم الجني.