عبد الرحمان الحرادجي :المغرب ماض في تبني القطاع البديل للتهريب

الجريدة نت4 يوليو 2018
عبد الرحمان الحرادجي :المغرب ماض في تبني القطاع البديل للتهريب

إن الباحث عبد الرحمان الحرادجي يراهن كثيرا في تطلعاته على الأبحاث العلمية حول البيئة بكل مكوناتها على اعتبار أن البيئة أصبحت من التحديات التي تفرضها في القرن الحالي ، هذا فضلا عن اهتماماته بالعمل الجمعوي .
ونشير إلى أن عبد الرحمان الحرادجي أستاذ بجامعة محمد الأول كلية الأداب والعوم الإنسانية بوجدة ،عضو بالجمعية المغربية للدراسات الرباعية وعضو بالجمعية الوطنية للجغرافيين المغاربة
الجريدة .نت: في نظركم هل الجهة الشرقية مازالت تنسحب عليها مقولة المغرب النافع والمغرب الغير النافع ؟
عبد الرحمان الحرادجي : في الواقع لم تعد هناك حاليا ما يقال عنه المغرب النافع والمغرب  غير النافع لماذا لان هذه مقولة استعمارية قالها الاستعمار قديما،و في طياته خلفيات استعمارية مرد ذلك يرجع إلى تقزيز وضعية مناطق دون مناطق أخرى وبالتالي فان هذه المنطقة التي يقال عنها بالمغرب غير النافع, تستقطب حاليا استثمارات كبيرة ومهيكلة.
الجريدة .نت : إن الجهة الشرقية قد حباها الله بموارد متميزة على المستوى الجغرافي والحضاري و التاريخي والتنموي، هل هناك استثمار حقيقي ومشروع لهذه المناطق وأين تتجلى هذه الاستثمارات ؟
عبد الرحمان الحرادجي : في الواقع هناك استثمار حقيقي يتجلى في مشاريع كبيرة ومهيكلة هذه المشاريع ليست مقتصرة على المنطقة الشرقية ، بل هو نهج وطني ،لان هذا التطور له ارتباط بالجهوية الموسعة ، يدوم نوعا من الاستقلالية على المستوى الاقتصادي والإعلامي والتدبيري،في هذه الجهة الشرقية هناك مشروع السياحة هذا المشروع يراهن على التنمية الشاملة، فهذه الجهة تعرف السياحة الجبلية، والسياحة الشاطئية والسياحات البديلة إلا أن هذا القطاع له بعد استراتيجي إلا انه يخضع لاكراهات بنيوية كضعف المرافق والبنيات التحتية الضرورية.
الجريدة .نت: هل في نضركم أن الجهة الشرقية قد عرفت تحولا هيكلي بعد الخطاب الملكي السامي والتاريخي ل18مارس2003 ؟
عبد الرحمان الحرادجي: صحيح أن الجهة الشرقية قد عرفت تحولا كبيرا وتطورا ملموسا وذلك بعد الخطاب الملكي السامي والتاريخي، هذا الخطاب الذي سيؤرخ لميلاذ منطقة جديدة على المستوى التنموي، اعتبارا بالقطاع السياحي والفلاحي والبنيات التحتية من إحداث مرافق حيوية وضرورية مهمة. فالقطاع السياحي الذي عرف انتعاشا ملحوظا خصوصا السياحة الشاطئية،وذلك من حيث تأهيل المدن الشاطئية مثل السعيدية إضافة إلى مشروع بوعرك الذي هو في طور الانجاز، هذا فضلا عن وجود أطياف أخرى من السياحة، كالسياحة الجبلية والسياحة التضامنية والبيئية والثقافية، ومن قمة تأهيل الواحات، كواحة فكيك التي لم تحظ بعد باستثمار مؤهلاتها  السياحية بما يتناسب مع هويتها وطاقاتها،لأنه في غياب تحفيز السياحة الداخلية، لا يمكن أن نتكهن بالتنمية السياحية لان القطاع السياحي يغير مسالة ثقافية بالدرجة الأولى . هذا فضلا عن توجهات أخرى قد خرج بها تأهيل الخطاب الملكي السامي والمتمثل في تأهيل الجهة الشرقية على مستوى البنية التحتية وإحداث بعض المرافق الضرورية والتي اعتبرت حافزا قويا والذي له انعكاسا ايجابي جدا على مستوى البعد التنموي.
الجريدة .نت: البعد الاقتصادي في الجهة الشرقية ليس له توجه معين باستثناء منطقة بركان التي تراهن على الفلاحة بماذا تتميز هذه الجهة اقتصاديا ؟
عبد الرحمان الحرادجي مفندا هذه الإشكالية وقد ركز الباحث على الرهانات التي تواجه الجهة الشرقية ، اعتبارا من تأهيل القطاع السياحي على أساس تحفيز السياسة الداخلية ثم السياسة الدولية باعتبار ان هذه الجهة تعتبر بوابة للعبور نحو أوروبا والدول المغاربية والشرق الأوسط  ومن هذا المنطلق فالجهة الشرقية  تتميز بما يسمى بالاقتصاد الاجتماعي على صعيد التجارة الحدودية أو ما يصطلح على تسميته بالتهريب. فالمبادلات الحدودية ضرورة لكل البلدان مهما استمر إغلاق الحدود إذ تشكل متنفسا للمواطنين المتجاورين.
   الحريدة .نت: سؤال له ارتباط بالسؤال السابق هو كالتالي إلى أي حد يمكن اعتبار ظاهرة التهريب بالمنطقة الشرقية، بمعنى هل لازال اقتصاد هذه الجهة يراهن على التهريب ؟
عبد الرحمان الحرادجي : إن التهريب ظاهرة غير حميدة في هذه الجهة ، ومن ثم فان التخلص من هذا القطاع الغير مهيكل والمغرب ماض في تبني القطاع البديل للتهريب ذلك نحو استثمارات تساعد على خلق مناصب الشغل ومن ثم تحفيز ما يسمى بالاقتصاد الاجتماعي الذي أصبح له انعكاس ايجابي جدا على الدواليب التنموية لهذه الجهة هذا البعد الذي له آفاق ايجابية على التوازنات الاقتصادية خصوصا وان هذه المنطقة هي الأخرى لها ارتباط وثيق بالجهوية الموسعة في إطار التنمية الشاملة على المستوى الوطني.
الجريدة .نت : إن المغرب غني بما يسمى بالواحات فبماذا تتميز هذه الواحات؟
عبد الرحمان ن الحرادجي : إن الواحات عالم خاص أن سبب وجود الواحات هو الماء، وليس هناك واحات ترتكز على الماء وفي تعريفه للواحات هي بقع من الاخضرار في وسط قاحل.
هذه الواحات عالم آخر متجذرة في التاريخ ،إن التجمعات الحضرية العريقة في الجهة الشرقية متمثلة في فكيك ودبدو ووجدة على أن  جرادة والسعيدية والناظور واحفير وبركان وبوعرفة وتندرارة مثلا وبعض المدن الاخرى قد تكون نواة نشأتها عبارة عن قصبة لها وظيفة عسكرية مثل تاوريرت والعيون وكرسيف تجمعات سكنية وليدة الفترة الاستعمارية، ومن هذا المنطلق فان الواحات لها ارتباط وثيق بالماء لان الماء هو نبض الحياة، ومن ثم فان الواحة تنتعش بالماء وتنطفئ أو تتراجع بعدمه أو تدهوره 
ملاحظة ستنشر الجريدة حوارا مهما أحر مع الاستاذ الحرادجي حول الايام الاشعاعية لفكيك  خلال الايام القليلة المقبلة
أجرى الحوار مصطفى بوبكر

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.