تحقق السلطات المغربية في استخدام قوارب سريعة مخصصة حتى الآن لتهريب المخدرات، من أجل نقل مهاجرين بصورة غير قانونية، بعدما أسفرت عملية نفذتها البحرية الملكية ضد أحد هذه القوارب المزودة بمحركات قوية عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى الثلاثاء.
وفتحت البحرية الملكية المغربية النار الثلاثاء على قارب سريع “كان متواجدا بصفة مشبوهة بالمياه المغربية” في شمال البلاد “بعد عدم امتثاله للتحذيرات الموجهة إليه”، بحسب ما أفادت السلطات المحلية.
وتوفيت مغربية أصيبت بالرصاص بعد نقلها إلى المستشفى فيما أصيب ثلاثة ركاب آخرين بجروح، وفق المصدر.
وذكرت السلطات المغربية أنه تم اعتقال قبطان القارب وهو إسباني من غير أن يصاب بجروح.
كما أوقفت الشرطة المغربية الأربعاء إسبانيا ومغربيا “متواطئا” معه في مدينة طنجة بشمال البلاد للاشتباه بانتمائهما إلى “شبكة إجرامية متخصصة في ميدان النصب والاحتيال وتنظيم وتسهيل الهجرة غير المشروعة”، بحسب السلطات المغربية التي رفضت في الوقت الحاضر الإدلاء بأي تعليق بشأن أي ارتباط لهذه القضية بمسألة اعتراض الزورق السريع.
وقال محمد بن عيسى، مدير مرصد الشمال لحقوق الإنسان الذي يتخذ مقرا في الفنيدق لفرانس برس إن “شبانا قادمين من جميع أنحاء البلاد توجهوا إلى مدن السواحل الشمالية على أمل الصعود في القوارب”.
وذكر أن هذه القوارب التي يلقبها السكان المحليون بـ”الشبح” نقلت مؤخرا مجموعات من الشبان من طنجة والفنيدق إلى السواحل الإسبانية.
وانتشرت شائعات مساء السبت تفيد عن انطلاق أحد هذه الزوارق “الشبح” من مارتيل إلى شرق طنجة، ما حمل مئات الشبان على التجمع على شاطئ هذه المدينة. وهتف بعض طالبي الهجرة “الشعب يريد الهجرة مجانا” بحسب مقاطع فيديو تناقلتها شبكات التواصل.
ومنعت البحرية الملكية “قاربا منطلقا بسرعة فائقة” من الوصول إلى شاطئ مارتيل و”لم يتمكن أي من المرشحين للهجرة السرية” من الصعود فيه، على ما أفاد بيان رسمي.
وفي ما يتعلق بظهور هذه القواب في عمليات تهريب المهاجرين، قال زروالي لفرانس برس “وحده التحقيق الجاري يمكن أن يوضح هذه الظاهرة التي استجدت بشكل مفاجئ بين ليلة وضحاها”.
وتابع “هناك عدة نظريات” مشيرا إلى أن البعض يؤكدون أن المهربين ينقلون طالبي الهجرة مجانا لاحتجازهم ومطالبة عائلاتهم بفديات، فيما يشير آخرون إلى أن مهربي المخدرات يستخدمون المهاجرين كثقل “يحافظ على توازن القوارب”.
والمعنيون الأوائل برحلات القوارب السريعة هم الشبان. وشهدت الأشهر الماضية تزايد محاولات انطلاق “حراقة” مغاربة مستعدين للقيام بأي شيء لمغادرة بلادهم طلبا لحياة أفضل في أوروبا، وفق شهادات جمعتها وكالة فرانس برس في المكان.
وإن كان البعض يحاول القيام بالرحلة بالتشارك لشراء قارب مطاطي أو اللجوء إلى مهربين لقاء مبلغ من المال، فالبعض الآخر يتسلق السياج الذي تعلوه أسلاك شائكة حول جيبي سبتة ومليلية الإسبانيين، وبينهم أيضا مهاجرون من جنوب الصحراء يمرون عبر المغرب.
وفي آخر اشتباك حصل على السياج الحدودي، قام حوالى 1200 مهاجر من جنوب الصحراء باقتحام السياج المزدوج الفاصل بين المغرب وسبتة ما ادى الى اصابة عشرة عناصر من الشرطة بجروح بالغة في المواجهات، بحسب السلطات.
وأفاد زروالي أن السلطات المغربية تنفذ منذ ذلك الحين عملية واسعة النطاق لنقل المهاجرين إلى جنوب البلاد من أجل “إبعادهم عن المناطق المعرضة” لعمليات التهريب وعن “محاولات المهربين للتلاعب بهم”.