الاتحاد بين حاضن للفساد وداع للمشاركة في مسيرة « أوقفوا الفساد والرشوة ونهب المال العام »

الجريدة نت10 أكتوبر 2018
الاتحاد بين حاضن للفساد وداع للمشاركة في مسيرة « أوقفوا الفساد والرشوة ونهب المال العام »

تحية نضالية لكل القوى الديمقراطية المنظمة للمسيرة الوطنية الشعبية ليوم 14 أكتوبر 2018، والمناهضة لكل أشكال الريع والفساد. حضورنا كتيار تصحيحي من داخل الاتحاد المغربي للشغل و اصطفافنا إلى جانب كل الديمقراطيين و الأحرار في هذه المسيرة مسألة مبدئية بديهية ومؤكدة. لكن يحز في نفوسنا، هو أن تضم هذه المسيرة الشعبية بين أحضانها بعض رموز الفساد في قيادة الاتحاد المغربي للشغل، الذين وضعوا أنفسهم في خندق المعادين للجماهير الشعبية. فبعد أزيد من سنتين على زجهم بمنظمتنا الاتحاد المغربي للشغل في مسيرة الخزي والعار الشهيرة ب: ” مسيرة حولي ولد زروال”، سيقفون هذه المرة في طليعة المشاركين في مسيرة : « أوقفوا الفساد والرشوة ونهب المال العام » يوم الأحد المقبل. وقد بلغ الحماس بالقيادة الفاسدة إلى حد دفع الاتحاد الجهوي لنقابات الدار البيضاء/سطات (إ.م.ش) إلى تدبيج نداء ثوري، يدعو من خلاله الطبقة العاملة إلى المشاركة المكثفة في المسيرة، تعبيرا عن سخطها ونفاد صبرها على ما يلحق الثروة الوطنية من نهب وتبديد، و من أجل وضع حد  “نهائي” للريع ولنهب المال العام، والدعوة إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة…!!. كما جاء في النداء.
كم نتحرق شوقا لرؤية الرفيقة المناضلة “نبيلة منيب” وهي تشد على يد “المخارق” ويد “أحمد خليلي الملقب بنسماعيل”، في مقدمة المسيرة الوطنية الشعبية إلى جانب رفاق اليسار الجذري، رافعين بحماس بعض شعارات اليسار من قبيل: ” هي كلمة صريحة… هاد الفساد عطا الريحة” و ” هي كلمة واحدة هاد الدولة فاسدة” و ” هي رسالة شعبية، لا مخزن لا رجعية” … ستكون بالطبع صورة كاريكاتورية تشد الانتباه.
 لكننا نعلم علم اليقين أن شيئا من ذلك لن يحدث، فأقصى ما يمكن أن تصل إليه جرأة منسق أمانة الاتحاد المغربي للشغل هو أن يتفرج من بعيد على المسيرة ويتتبع فعالياتها وهو جالس على رصيف أحد المقاهي يضع نظارة سوداء تقيه شر العين، عين الأمن المتربصة بالمشاركين، و تخفي عينيه الذابلتين من أثر توجسه وخوفه الشديد من المحاسبة، لأن يديه ملطختان بالتصرف في المال العام دون وجه حق.
 فهو إلى الآن لم يقدم أجوبة على ما جاء في تقرير المجلس الأعلى للحسابات الذي طالبه بإرجاع أزيد من 450 مليون سنتيم لم يثبت ولم يبرر صرفها فيما رصدت له، كما أنه لم يرد على ما جاء في كتابات التيار التصحيحي بخصوص شبهات تبديد المال العام و نهب انخراطات العمال والعبث بمالية الاتحاد.
وأقصى ما  يمكن فعله أيضا في هذه النازلة، هو الاستعانة بالرفيق “الوافي” الذي باع قيم اليسار التي طالما تشدق  بها مقابل بعض المهمات خارج أرض الوطن وبعض التعويضات الشهرية الهزيلة  ليشفع له عند الرفاق حتى يحوز شرف إدراج اسم الاتحاد من بين المنظمات التقدمية و الديمقراطية المشاركة في مسيرة ” أوقفوا الفساد والرشوة ونهب المال العام ” وبالتالي يتحلل من خطيئة تبني مسيرة “حولي ولد زروال”.
إلى الرفاق المناضلات والمناضلين الأحرار المنظمين للمسيرة،
كيف يمكن لمن أطر وتبنى مسيرة العار “مسيرة ولد زروال” التي تبرأت منها أشد الأحزاب رجعية وعداء للديمقراطية، أن يكون طرفا في تنظيم مسيرة أوقفوا الفساد والرشوة ونهب المال العام؟
كيف يمكن إقناع الرأي العام بنبل أهداف ومرامي المسيرة وفيها من فيها من رموز الفساد والاستبداد؟
 إن ربح رهان معركة التصدي للفساد يبدأ باختيار الرفيق أولا قبل الطريق.
الدارالبيضاء: 10 أكتوبر 2018
الاتحاد المغربي للشغل/التيار التصحيحي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.