اختار لهم المغرب موقعا قريبا من المواطنين، إذ يجاورونهم في الأحياء السكنية، ويسيرون إلى جانبهم في الأسواق، ويحضرون أفراحهم وأتراحهم… لذلك فهم يتوفرون على كل المعلومات: أسماء الناس وعناوينهم المحينة، تواريخ ميلادهم، وضعياتهم الاجتماعية، مشاكلهم، أمراضهم.. وكل شيء تقريبا.
“المقدمون” و”الشيوخ” يشتغلون أدوار استعلاماتية وإدارية، فمن جهة هم يمنحون وثيقة السكنى ووثيقة الولادة ووثيقة العزوبية، ومن جهة أخرى هم يبلغون السلطات بالمخالفات الموجودة في البناء والنظافة والكراء، كما يتابعون معلومات سكان الأحياء ويتعرفون عليهم
المقدم و الشيخ عنصران أسياسيان في استمرار الفساد و الرشاوي، و قد سبق تورط عدد كبير من المقدمين والشيوخ لتسترهم على اختلالات خطيرة، خاصة في بؤر التسيب العمراني، إذ وقفت عملية تمشيط دوائر البناء العشوائي محاولات لأعوان سلطة متورطين في التستر على خروقات في مجال التعمير وتوزيع العدادات الكهربائية سواء المتعلقة بالاستعمال العادي او ذات التوتر العادي المخصصة للمناطق الصناعية.
اليوم ، حان الوقت لمطالبة المقدمين و الشيوخ التصريح بممتلكاتهم لمراكمة هؤلاء ثروات لا بأس بها ،بفضل التعاطي للرشوة للتغاضي عن الأنشطة المشبوهة ،أو البناء العشوائي.